الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عارُ العراك بين اللاعبين والحكّام... مَن يضرب بيدٍ من حديد؟

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
عارُ العراك بين اللاعبين والحكّام... مَن يضرب بيدٍ من حديد؟
عارُ العراك بين اللاعبين والحكّام... مَن يضرب بيدٍ من حديد؟
A+ A-

أصبح التضارب والإشكالات والشتائم ورمي القناني والقداحات من ضمن هيكلية #كرة_القدم اللبنانية، ليس في الدرجة الأولى وبطولات الكبار فحسب، وإنما دقت أبواب الفئات العمرية، بدءاً من الشباب و"نزول".

اعتدنا في السابق الاشتباكات في بطولات الفئات العمرية، ولكنها كانت تبقى دائماً في إطار "المستور" من دون الكشف عنها حفاظاً على أخلاق من بقوا بعيدين عن هذه الآفة، وحتى لا "يتعلموا كيف يتضاربون خلال مباراة يفترض أنها تقع في خانة الروح الرياضية".

ما حصل السبت الماضي في مباراتين ضمن المرحلة الثانية من بطولة لبنان للشباب أمر "معيب" لا يمكن السكوت عنه، لأنه يعكس مدى النقص الثقافي والأخلاقي عند جيل الشباب، خصوصاً الرياضي منهم، حيث يفترض أن يكونوا مثالاً للأجيال التي تصغرهم، علماً أن بعضهم سيمثل لبنان مستقبلاً في المحافل الدولية.

وشهدت مباراة الراسينغ مع الرياضي العباسية إشكالاً كبيراً وتضارباً بين بعض لاعبي الأول وحكام المباراة، الذين استعملوا راياتهم لضرب اللاعبين، إلى جانب تضامن مدنيين (مجهولي الصفة) مع الحكام، لتتدخل العناية الإلهية وتنقذ كرة القدم اللبنانية من كارثة حقيقية.

وفي مباراة التضامن صور والنجمة، وصلت الأمور إلى حد نقل لاعب الأول وائل خليل إلى المستشفى للعلاج، بعدما تدخلت الجماهير في الإشكال الذي حصل بين اللاعبين.

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد ملاعبنا مثل تلك الأحداث المؤسفة، من دون أن يضرب الاتحاد اللبناني للعبة بيد من حديد، فكانت قراراته خجولة وتنحصر في سياق التغريم أو الإيقاف لفترة قصيرة، وأحياناً "يغض" النظر عما يحصل ويكون الحل على "الطريقة اللبنانية".

فمثلاً تنص المادة 2\\6 في نظام العقوبات: "اللاعب الذي يشترك في إحداث الشغب قبل أو أثناء المباراة أو بعدها، أو يحرض الجمهور لإثارة الفوضى وأعمال الشغب وإذكاء الفتن بقصد التأثير على قرارات ومواقف الحكم أو تعطيل المباراة، يوقف عن اللعب 6 مباريات تلي مباشرة تاريخ المخالفة".

والمادة 2\\7: "اللاعب الذي يضرب الحكم بأية وسيلة كانت، أثناء أو قبل أو بعد المباراة، داخل الملعب أو خارجه، أو يمزق تقرير المباراة، أو ثياب الحكم، تطبق بحقه وحق جمعيته العقوبات الآتية:

1- توقيف اللاعب لمدة سنة

2- معاقبة اللاعب وفقاً للمادة 2\\24 من نظام العقوبات

3- توقيف اللاعب نفسه مدة خمس سنوات في حال تكراره المخالفة

4- معاقبة الجمعية التي ينتمي إليها اللاعب المخالف وفقاً للبند (1) من المادة 1\\25 من نظام عقوبات الجمعيات".

والمادة 2\\8: "اللاعب الذي يضرب لاعباً آخر، منافساً له أو زميلاً، أثناء المباراة، يوقف عن اللعب 3 مباريات تلي مباشرة تاريخ المخالفة. أما إذا حصل الضرب بعد المباراة أو قبلها داخل الملعب، فيوقف عن اللعب 6 مباريات تلي مباشرة تاريخ المخالفة".

إذا كانت مباريات رياضية للفئات العمرية تنتهي بتضارب وإشكالات وجرحى بين لاعبين وحكام وجماهير، فتفاءلوا يا لبنانيين تجاه مستقبل الرياضة في لبنان، فمن يراهَن عليهم لانتشال الألعاب من براثن الطائفية والفساد، يشكلون اليوم وقوداً لتغذية الواقع البشع... لابد من استفاقة ومن الضرب بيد من حديد، فهل من مسؤول يجرؤ على السير نحو الإصلاح الحقيقي في الميادين الرياضية، هل من مسؤول جريء يتخطى خطوط الدفاع ويسجل الهدف في مرمى تنقية الرياضة من فسادها؟ 

[email protected]

Twitter: @abedharb2

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم