الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لاجئة تبحث عن رجل لمدة 24 سنة... والسبب؟

جاد محيدلي
لاجئة تبحث عن رجل لمدة 24 سنة... والسبب؟
لاجئة تبحث عن رجل لمدة 24 سنة... والسبب؟
A+ A-

فرّت اللاجئة الكردية ميفان بابكر مع أسرتها من العراق في أعقاب حرب الخليج، لكن ظلت في ذاكرتها صورة دراجة هوائية جديدة قدمها لها رجل غامض عندما كانت في الخامسة من عمرها في مركز للاجئين في هولندا. وقالت ميفان البالغة الآن 29 عاماً، إن الهدية السخية التي قدمها رجل لم تستطع أن تتذكره شغل تفكيرها طوال هذه السنوات، لكنها قررت مؤخراً البحث عن هذا الرجل باستخدام موقع التواصل الاجتماعي، تويتر. وكتبت عبر حسابها الشخصي: "كنت في الخامسة من عمري، عندما تم إرسالنا إلى مركز اللاجئين في مدينة زفولة بهولندا في التسعينيات من القرن الماضي، اشترى لي هذا الرجل الذي كان يعمل في منظمة إغاثة اللاجئين دراجة هوائية وأهداني إياها، لم يتسع قلبي للفرحة". وتضيف: "أتذكر شعوري في ذلك الوقت، كان شعوراً خاصاً ترك أثراً كبيراً في نفسي، وكنت أقول في نفسي، هل أنا مميزة وجديرة بهكذا هدية كبيرة؟".

وبالعودة الى حياتها، فرت ميفان وأسرتها من العراق في تسعينيات القرن الماضي إثر هجوم بالأسلحة الكيماوية شنّه الجيش العراقي خلال حكم صدام حسين على المنطقة الكردية في شمال البلاد. وبدأت رحلة هروبهم من كردستان إلى تركيا وأذربيجان وروسيا، حيث بقي والدها هناك يعمل أربع سنوات متواصلة، ثم هاجرت ميفان ووالدتها إلى هولندا، وعاشتا هناك لمدة عام كامل قبل أن يستقروا أخيراً في لندن. وقالت ميفان في مقابلة لها على إحدى القنوات التلفزيونية الهولندية: "شعرت بأنني بحاجة إلى العودة إلى الوراء وأفكر بعمق كيف تشكلت شخصيتي كإنسان بالغ منذ الطفولة".

طلبت ميفان إجازة من عملها في لندن وزارت هولندا، في محاولة منها لإنعاش ذاكرتها. وأثناء وجودها هناك، كتبت التغريدة في تويتر. وفي غضون ساعات، تعرف فان دير، أحد المتطوعين في موقع أخبار غير ربحي على الشخص. وقال الأخير لوسائل الاعلام: "نظرت إلى الصورة وعرفت على الفور هذا الرجل الذي عملت معه عندما كنت في أوائل العشرينات من عمري، عرفته كرجل لطيف وهادئ وحنون للغاية". حاول فان دير تذكر اسم الرجل، لكن ذاكرته لم تسعفه، فتواصل مع أصدقاء له في مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعوا من خلال أفراد من أسرته الوصول إليه.

عندما اتصل فان دير بالرجل، أخبره الأخير أنه يتذكر الطفلة ميفان ووالدتها، وأنه دائماً كان يخبر زوجته بأنه يتوق لرؤية الطفلة وأمها مرة أخرى في حياته. سارع الأثنان إلى ترتيب لقاء مع ميفان ووالدتها على وجه السرعة قبل أن تنتهي إجازة ميفان في هولندا. والتقت ميفان أخيراً مع إيخبرت، صاحب الصورة الذي قال: "كانت الدراجة مجرد لفتة صغيرة مني، لكنني سعيد للغاية لأنها أعادت ميفان إلى حياتي".

وتقول ميفان عن اللقاء: "أعتقد أنه كان سعيداً بنفس القدر، كانت رؤيته أشبه بلقاء أحد أفراد العائلة الذين لم تره منذ فترة طويلة، كان شعوراً جميلاً بالفعل". وبعد لقائهما، جلس الاثنان طويلاً معاً مستذكرين ذكريات وقصص تلك الفترة التي قضتها في مركز اللاجئين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم