التحوّل التركي حيال اللاجئين السوريين... أردوغان يبتز أوروبا؟

يواجه لبنان انتقادات شديدة على خلفية إجراءات تتخذ في حق اللاجئين السوريين، إلا أن ما يعانيه هؤلاء في لبنان لا يقارن بالتضييق الذي باتوا يتعرضون له أخيراً في تركيا.بدأت أنقرة في الفترة الأخيرة تطبيق إجراءات للحدّ من مشاعر الاستياء والعداء للاجئين السوريين الذين يقارب عددهم ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ، بإعادة تنظيمهم، وإعادة "المخالفين للقانون" إلى الأراضي السورية.ويشمل القرار فئتين، واحدة تحمل اذونات إقامة "حماية موقتة" - أو ما يعرف محلياً بـ"الكيمليك" - من مدينة غير اسطنبول لكنها تقطن في هذه المحافظة، وأخرى لا تحمل مثل هذه الاذونات.وينص القرار على وجوب أن يغادر المنتمون إلى الفئة الأولى اسطنبول في مهلة أقصاها 20 آب الجاري، وأن يعودوا الى المدن التركية التي حصلوا فيها على "الكيمليك" عند بداية لجوئهم إليها.أما الفئة الثانية فيواجه أصحابها تعقيدات أكبر واحتمالاً للرحيل إلى سوريا، لأنهم لا يحملون إذناً بالإقامة أصلاً. لكن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قال في أحدث تصريح له: "لن نرحّل اللاجئين السوريين غير المسجلين خارج تركيا... لكنهم سيدفعون في مخيمات للاجئين".ويعتبر التحول التركي المفاجئ في الملف السوري، الأبرز، في الدول التي غيرت سياساتها حيال اللاجئين السوريين، خصوصاً بعدما رحبت أنقرة في بداية الحرب عام 2011 بالسوريين ووفرت السكن والرعاية الصحية والتعليم للأسر التي هربت من الحرب. وفي حينه كان الاقتصاد التركي القوي قادراً على استيعاب التدفق المفاجئ للعمالة الرخيصة وخصوصاً في الزراعة والبناء.وعندما أقفلت غالبية الدول الأوروبية أبوابها أمام...