الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"لا يا حبيبي"... لا يا حفّاري قبرشمون...

سليم معوض
Bookmark
"لا يا حبيبي"... لا يا حفّاري قبرشمون...
"لا يا حبيبي"... لا يا حفّاري قبرشمون...
A+ A-
لمقدمة هذه المقالة تاريخ. فهذه ليست بالمرة الأولى التي ابدأ بكتابة هكذا مقالة كي أجد نفسي ممتنعاً عن إتمامها امام تعليق الزملاء والاصحاب تحت حجة: "شو باك دايماً بدك تنبش القبور؟". هكذا كانت تنتهي المحاولة منذ أكثر من عشر سنوات. لكن ليس هذه المرة. اما الموضوع فليس له تاريخ نفاذ في بلد مثل لبنان. الحرب، الماضي، العدالة الانتقالية، الحاضر والذاكرة وما بينهم من سياسيين متلاعبين بمثل هذه المفاهيم. تلك مفاهيم لم ولن يتمكنوا من فهمها لأسباب عدة وأهمها كون البعض منهم جزءاً من المعضلة. فمنهم المرتكب وليس اقلهم الوريث. أما السبب الكامن وراء المحاولات الأولى لكتابة هكذا مقالة، كان ولم يزل، محاولة التلاعب بذاكرة الحرب الاهلية من قبل البعض، والهادفة للتجييش الطائفي بغية الوصول الى الزعامة من خلال الاستعظام وتظهير الجماعة بصورة المستضعف.زار رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل منطقة الجبل في الثلاثين من حزيران 2019، ادلى بجملة تصاريح واسترجع، وعلى عادته، الماضي واحداثه العنيفة وغير المعالجة بطريقة علمية. بدأ حديثه بلهجة استفزازية مستعملاً عبارة "لا يا حبيبي…". استفِز البعض من استرجاع ذاكرة تلك الاحداث فوقع المحظور ووقع معه قتيلان في البساتين-قبرشمون. ما زال التحقيق المتعسر ساريا، وما علينا سوى الانتظار! لكن كيف لنا تحليل هذه الظاهرة؟الذاكرة، الهوية السياسية والمطابقة الاجتماعيةيشدد علم النفس الاجتماعي وعلم المجتمع ان الذاكرة ليست فعلا فرديا انما عملية متصلة بالتفاعل الاجتماعي وخاضعة لحيثياته وضغوطاته. من الانطباعات السائدة في لبنان خضوع المواطن لتلاعب النخب السياسية بمصيره ومفاصل حياته العامة والخاصة، الماضية والحاضرة وحتى المستقبلية. لكن الاستثناء وارد حيث تنقلب الآية لنشهد امكانية تلاعب المواطن والجماعة بالنخب السياسية والتأثير عليها. يمكن فهم ذلك من خلال مفهوم "المطابقة الاجتماعيةSocial Conformity " في علم النفس الاجتماعي وهي نوع من التأثير الاجتماعي الذي ينطوي على تغيير في المعتقد أو السلوك من أجل التوافق مع المجموعة.والتطابق هذا نوعان، "خاصPrivate Conformity " ملتصق "بالفرد" و"عامPublic Conformity " ملتصق "بالجماعة". تنسحب "المطابقة الاجتماعية" على الكثير من مفاصل الديناميكيات المجتمعية اللصيقة بالفرد والجماعة ومنها الذاكرة. يحدث "التطابق الخاص" عندما تتوافق ذاكرة الفرد مع تلك الخاصة بالمجموعة التي تأكد وتعزز ذاكرته وتثبت احقيتها وصوابها. اما "التطابق العام" فهو نتيجة الاختلاف حول تفاصيل وحيثيات الذاكرة بين المجموعة والفرد ليجد هذا الأخير نفسه مجبراً لتبني ذاكرة المجموعة ليتم ذلك تحت الضغط المجتمعي او لأهداف محض شخصية من قبل الفرد. وبالتالي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم