السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

البدانة تسبّب "الشيخوخة المبكرة" للعظام

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
البدانة تسبّب "الشيخوخة المبكرة" للعظام
البدانة تسبّب "الشيخوخة المبكرة" للعظام
A+ A-

أصبحت المضاعفات الناتجة عن البدانة، والتي لا تعدّ ولا تحصى، معروفة اليوم، ويضاف إليها الأذى الواضح الذي تلحقه بصحة العظام التي تتحمّل عبئاً زائداً جراء زيادة الوزن، ما يسبّب مشاكل عديدة فيها. ويوضح الطبيب الاختصاصي في أمراض العظام في المركز الطبي للجامعة اللبنانية - الاميركية - مستشفى رزق، الدكتور شاهين عاصي، أن إحدى نتائج البدانة التسبب في "الشيخوخة المبكرة" للعظام. كما يوضح أن مشاكل العظام لدى الشباب جراء البدانة، قد تكون أسوأ بعد مقارنةً بتلك التي تظهر لدى المتقدمين في السن.

ثمة مواضع عديدة تتأثر سلباً بالبدانة ما يؤدي إلى مشاكل عديدة يبدو خفض الوزن العلاج الأول والأساسي لها. ويوضح الدكتور عاصي أن أهم المواضع والمفاصل التي تتأثر بالبدانة هي الوركان والظهر والركبتان والساقان، مع الإشارة إلى أن مختلف المفاصل تتأثر بذلك. "فيما يتعلّق بالوركين تتسبب البدانة بالتهابات في الأوتار المسؤولة عن وضعية الوقوف ما يؤدي إلى آلام شديدة في الموضع المعني، ويؤثر طبعاً على نوعية الحياة بغضّ النظر عن سنّ الشخص المعني. يضاف إلى ذلك أن البدانة، في ما تؤثر على العظام والمفاصل، تؤثر سلباً على "الصمغ" الموجود بين العظام في المفاصل فتساهم في زواله سريعاً ما يحصل عادةً مع التقدم بالعمر وفي سن متأخرة. وبالتالي يؤدي ذلك إلى احتكاك العظام بعضها ببعض فلا تعود حركتها وتركيبتها طبيعية. كما تؤدي البدانة إلى اعوجاج في الساقين وتحديداً في الركبتين والكاحلين وهي من المشاكل التي يمكن ملاحظتها لدى من يعانون البدانة.

في المقابل، عند اللجوء إلى العملية لمعالجة المشكلة، يُطلب من المريض عدم الحركة ما يزيد الوضع سوءاً فيزيد وزنه أكثر بعد ويدخل في حلقة مفرغة". ويشير الدكتور عاصي إلى أن اللافت في أنّ أثر البدانة على العظام يكون أشد وطأة على الشباب لاعتبار نشاطهم زائداً مقارنةً بمن هم في سن متقدمة. وبالتالي تكون الأمور أسوأ بالنسبة لهم.في الظهر المشكلة الكبرى

يشير الدكتور عاصي إلى أنه على الرغم من تأثر العظام كافة والمفاصل بالبدانة، تكمن المشكلة الاساسية التي يمكن مواجهتها في الظهر الذي يتأثر إلى حد كبير بالبدانة التي تترافق عامةً مع ضعف زائد في عضلات البطن. فيشبّه الدكتور عاصي الوضع هنا بالشراع في القارب الذي يحتاج إلى الحبال المسؤولة عن وقوفه بشكل طبيعي، كذلك بالنسبة إلى الظهر هو يحتاج إلى كافة العضلات التي تعمل بشكل طبيعي. وكون البدانة تؤدي إلى ضعف هذه العضلات من الطبيعي أن يزداد الضغط على الظهر فيسبب ذلك ضرراً مهماً في العمود الفقري يترافق مع آلام حادة. كما تواجه عندها مشكلة "الفتق في الديسك" الذي يزداد سوءاً مع الوقت. 

خفض الوزن أولاً

أياً كانت المشكلة التي يمكن مواجهتها، يُعتبر خفض الوزن العلاج الأول والأساسي بحسب الدكتور عاصي الذي يشدد أولاً على ذلك، وتحديداً على خفض الوزن من دون عملية بل يبقى مفضلاً أن يتحلّى المريض بالإرادة اللازمة لخفض وزنه بالطرق الطبيعية. "حتى إنه في حال وجود مشاكل في العظام، تواجه مشكلة وصف الأدوية المناسبة لأنه غالباً ما يعاني الشخص الذي يعاني البدانة مشاكل صحية عديدة ينتج عنها ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري ومشاكل في القلب. كما أن مضاعفات العمليات عامة تكون أكثر خطورة على من يعاني البدانة سواء لجهة التخدير أو لجهة زيادة خطر التعرض لالتهابات. أضف إلى أن العلاج الفيزيائي بعد العملية يكون أكثر صعوبة لهم. "من هنا لا بد من التركيز على ضرورة تحلّي المريض بالإرداة ليخفض وزنه أولاً قبل اللجوء إلى أي علاج. من جهة أخرى، لا بد من التوضيح أنه في مشاكل العظام تصعب العودة إلى الوراء وإزالة المشكلة تماماً كما لو أنها لم تكن موجودة أصلاً. وينطبق ذلك على الكسور في العظام وأيضاً على التكلّس. فبشكل عام في مشاكل العظام لا تعود الأمور إلى سابق عهدها ولا تعود المفاصل طبيعية تماماً، إنما على الأقل تساعد المعالجة في الحدّ من الأوجاع وتحسين نوعية حياة المريض لتعود طبيعية". 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم