السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

سميرة زغيب "الريّسة" التي غلبت الطليان بالبيستو

فرح البعيني
سميرة زغيب "الريّسة" التي غلبت الطليان بالبيستو
سميرة زغيب "الريّسة" التي غلبت الطليان بالبيستو
A+ A-

في أيامنا هذه، تطالعنا صور الإعلانات التجارية التي تتحدث عن تمكين المرأة ودعمها في مكان العمل أو حياتها اليومية، أكان عبر منصات تشبيك أو دعم مادي أو أي سبل أخرى، لكن في هذا العالم الذي يدور سريعاً من حولنا، تستطلعنا قصص نساء أعدن تعريف معنى التمكين الحقيقي ووضعن خطط عمل بسيطة، حقيقية، وقريبة من الواقع، هناك في ذلك العالم تصنع بعض النساء تغييراً حقيقياً وتدعم المرأة الأخرى شريكتها، باحثةً عن حلول.

سميرة زغيب إحدى هؤلاء الرائدات اللواتي أصبحن جسراً يمدّ النساء بالقوة والدعم والاستقلال المعنوي والمادي، امرأة تشعّ حماسةً وعطاء وإيجابية.

زغيب مؤسسة ورئيسة تعاونية "أطايب كفردبيان"، تعاونية تصينعية لتعليب المنتوجات الزراعية وتصنيعها. هي أيضاً أمينة سرّ تعاونية "أطايب الريف"، وهي تعاونية تسويقية لمجموعة تعاونيات في لبنان، ومدرّبة تصنيع زراعي.

التعاونية التي أسّستها سميرة هي عبارة عن مشروع تنمية ريفية يضمن العمل والدخل المادي لنساء تقدّمن في العمر، وأصبحت أوقات فراغهن أطول، وفي الوقت عينه يمتلكن خبرة كبيرة في الحياة.


بدأت معلمة في مدرسة كفردبيان، ولم تتمكن من العيش في دوامة الحياة الروتينية التي تفرضها الوظيفة، فثارت على الواقع تبحث عن فرص تدريب مهاراتها اليدوية وتطوير معرفتها في عالم صناعة المونة البيتية، لتكتشف بعد حين أنّ كفردبيان المنطقة التي لا تعتبر "قرية نائية" في سجلات الجهات المانحة يجب أن يكون لديها تعاونية تصنيعية. وتدعّمت فكرة المشروع كون كفردبيان تُعرف بأنها ثاني أكبر قرية في لبنان لجهة المساحة، وتحتوي أيضاً على كميات من شجر التفاح المثمر بحيث تساهم بـ17% من منتوج التفاح اللبناني.

من هنا، انطلقت قصة سميرة التي شعرت بعد دورات عدّة أنّ المنطقة تنقصها تعاونية توظّف فيها النساء وتفيد المزارعين المحليين. وبالتالي سعت إلى إقناع جمعية YMCA لتأمين الدعم المادي لسنوات عدّة حتى استحصلت على الموافقة عام 2003 وبدأت بالعمل الجاد والدؤوب.

تعتبر سميرة أنّ داعمها الأساسي زوجها الذي آمن فيها كامرأة. فعندما كانت تعمل على التحضير للمعارض والمشاركة في ورش العمل حتى ساعات متأخرة في الليل، أيام الثلج والجليد، كان محيطها يسأل زوجها: "كيف تسمح لها بذلك؟"، فكان جوابه للجميع أنها امرأة مستقلة وإذا احتاجت شيئاً "بتتصل فيي". هذه الأسئلة التي طرحها المجتمع عليها لم تكن الوحيدة، فتضيف سميرة: "هناك الكثير من النساء اللواتي قلن لي: "إنت معلمة كيف بتشتغلي بالمربى؟".. مضيفين أنّ هذا العمل للنساء غير المتعلمات. "لكنّي بطبعي عنيدة وإذا خططت للحصول على شيء أجهد لأناله، لذا لم أعطِ الكلام الذي سمعته الكثير من الجدية، ولم أجعله يؤثّر فيَّ".

وتُكمل سميرة: "أشعر أحياناً أنني أريد الاستسلام، لكن عندما أخلد إلى النوم وأتذكر عدد النساء اللواتي حصلن على مدخول واستقلال مادي بفضل التعاونية، أتحمّس وأقرر أن أُكمل. لا أريد أن أقطع برزق امرأة. أنا هنا لأدعمها وأمكّنها". 

من الناحية التقنية، تخبرنا سميرة أنها تعلّمت تصليح كلّ أنواع المكنات التي تستخدمها التعاونية، على رغم دقة عملها وتطورها. وتضيف: "عندما أكون في مجتمع لا يمكنني التواصل وفق متطلباته، أسعى إلى فهم متطلباته ودراستها، لذا تعلمت العمل على الكمبيوتر واستخدام البريد الالكتروني، إضافةً إلى المحاسبة واستلام الأمور المالية للتعاونية".

كذلك تعلمت اللغة الإنكليزية حتى تتمكّن من التواصل مع السفارة الأميركية وأفرادها لحُسن سير العمل ولتظهر بدور المحترفة أمامهم.

كرئيسة للجمعية، تقول أنها يجب أن تكون قدوة لغيرها، وأن تكون على الأرض في العمل، وأن تعطي من قلبها، فإذا لم يكن الحب موجوداً، فمن الأفضل عدم القيام بالعمل والبحث عن عمل يحبّه المرء.

تدعي كل امرأة إلى أن تكون فضولية وتتعلّم كل ما هو جديد وألا تقول لا أعلم أو لا يمكنني فعل شيء، وتضيف: "يللي عندو هدف يتعلّق فيه، وخصوصاً إذا كان الهدف اجتماعياً ويفيد المجتمع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم