الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مدرب المنتخب اللبناني للبلياردو: كارثة المال تعوق تطور اللعبة

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
مدرب المنتخب اللبناني للبلياردو: كارثة المال تعوق تطور اللعبة
مدرب المنتخب اللبناني للبلياردو: كارثة المال تعوق تطور اللعبة
A+ A-

انتقلت لعبة #البلياردو في لبنان إلى مرحلة متطورة جداً مقارنة بمستواها منذ 10 سنوات، إن على الصعيد الفني أو الإداري، بدليل النتائج التي تحققها في مشاركات اللاعبين الخارجية، سواء على الصعيد القاري أو الدولي.

ولا شك في أن هذه اللعبة، كما كل الرياضات في لبنان، تسير وحيدة من دون أي دعم وزاري، وفي ظل الميزانية المتواضعة للاتحاد، الذي يمشي على أساس "جود في الموجود".

كارثة المال تعد عقبة كبيرة عند مشاركات اللاعبين الخارجية، ورغم ذلك يسعى الاتحاد أو بعض الرعاة على تغطية تلك النفقات، وذلك من أجل الحفاظ على هيبة لبنان في المحافل الآسيوية والدولية، لا سيما أن الإنجازات اللبنانية مسجلة بأحرف من ذهب.

ووضع مدرب المنتخب اللبناني للبلياردو محمد برجاوي الإصبع على الجرح، بعدما أبدى حزنه بغياب المساعدات للاعبين، بينما تحصل ألعاب أخرى على مساعدات من دون أن تحقق أي نتيجة، وهو أمر تعانيه رياضات أخرى أيضاً حققت إنجازات ومثّلت لبنان خير تمثيل خارجياً.

وأضاف برجاوي في حديث مع "النهار": "المواهب اللبنانية تعتبر من الأفضل في منطقة الشرق الأوسط وعربياً، ولكن هذه الخامات لم تصقل بشكل صحيح. فيكون اللاعب موهوباً بالفطرة، لكن تغيب التدريبات الأكاديمية التي تنمّي قدراته وفنياته، وهو الأمر الذي وضعناه ضمن الخطة حالياً من أجل الافادة من المواهب، التي تعتبر نواة ومستقبل اللعبة".

خطة الاتحاد تصطدم بغياب المال

وكان قائد منتخب لبنان للبلياردو الأميركي نال شهادة تدريب للمحترفين (أعلى درجة) من الاتحاد الآسيوي للعبة، ليصبح أول لاعب لبناني يحصل عليها.

وبات بإمكان برجاوي، الذي شرّف لبنان في المسابقات العربية والآسيوية والدولية، أن يدرب كل الفئات العمرية، إضافة إلى المنتخب الوطني في مشاركاته الخارجية.

ويشارك في بطولات الاتحاد الرسمية أكثر من 300 لاعب مسجل.

وأكمل: "لدينا خطط عدة لزيادة انتشار اللعبة في لبنان، منها المشروع الذي وضعته منذ تسلّم مهمتي كمدرب للمنتخب اللبناني، ومن أولوياتي البحث عن لاعبين ومواهب في مختلف المحافظات والبلديات والجامعات وحتى المدارس من خلال تأمين احتياجات اللعبة (طاولة وعصا بلياردو وكرات...)، لننشر هذه الرياضة أكثر ونؤكد أن الجميع يمكن أن يلعبها، لكن نعود إلى أساس المشكلة وهو الموضوع المالي، الذي يشكل عائقاً أمام تنفيذ بعض الخطط".

ويُعترف باللعبة أولمبياً عربياً وآسيوياً فقط، بانتظار أن تعترف اللجنة الأولمبية الدولية بها، حتى يصبح للاتحاد اللبناني صوتاً داخل اللجنة الأولمبية اللبنانية، من أجل طرح كل جوانب الرياضة، مضيفاً: "لدينا قدرة كبيرة للمنافسة أولمبياً. لقد لعبت أمام أبطال عالم وفزت عليهم، فالمستوى اللبناني ليس بعيداً من مستوى هؤلاء، لكن ما يميزهم عنّا هو المتابعة والدعم الكبير الذي يحظون به".

وفرض برجاوي نفسه رقماً صعباً في البطولات الدولية التي أقيمت هذا العام، حيث أحرز المركز 12 في بطولة Turning Stone Classic 9 Ball Championship، التي أقيمت في نيويورك، ثم حصد المركز الثالث في بطولة Handi Cup System Tournament، التي أقيمت في Steinway Cafe في New York-Queens، قبل أن يحصل على المركز 24 من أصل أكثر من 728 مشاركاً في بطولة Derby City Classic، التي استضافتها "إنديانا".

وسيكون أمام اللاعب اللبناني فرصة ذهبية لتحقيق نتائج أفضل، حين يشارك في بطولة دولية تضم أبرز أبطال العالم في اللعبة، في فيرونا بولاية نيويورك، تليها بطولة International 9 Ball Open، في ولاية فيرجينيا.

مشاركات لافتة للبنان

وعن مشاركات لبنان الخارجية، أشار برجاوي إلى أن "لبنان يحقق إنجازات لافتة، حتى أننا في أحد المواسم حصدنا 28 ميدالية، كما أننا نعتبر من أفضل دول غرب آسيا إلى جانب إيران والكويت. أما عالمياً، فلبنان أصبح في السنوات الأخيرة يشارك دولياً، ولكن على حساب اللاعب الخاص أو الشركات الراعية، في غياب تام من وزارة الشباب والرياضة".

وأضاف: "إمكانات الاتحاد متواضعة جداً، وتكاليف المشاركات الخارجية ليست بالرقم الصغير، لذلك فيجد اللاعب نفسه مضطراً للسفر على نفقاته الخاصة، أو سيبقى كما هو من دون أن يتطور، ففي لبنان على اللاعب أن يحفر بيده ويسعى بنفسه في حال أراد الوصول إلى مكان بعيد".

ويبدو برجاوي متفائلاً بمستقبل البلياردو في لبنان، شرط أن "يستمر العمل على المنوال نفسه، رغم أن التطور بطيء، ولكن في حال لم تنفذ الخطط التي وضعت، فالنهاية ستكون مأسوية، وهو ما لا يتمناه أحد من عائلة البلياردو".

وطالب برجاوي اللاعبين اللبنانيين بالبقاء على الأرض والتواضع، لأن الغرور يدمّر أي موهبة، خصوصاً أن "العقلية اللبنانية ترفض أن يدرّبها أحد، والكبرياء يغلب اللاعب اللبناني، فيعتبر نفسه الأفضل ولا يحتاج إلى مدرب". 

وتبدو روزنامة المنتخب اللبناني واللاعبين مليئة بالمشاركات الخارجية خلال الفترة المقبلة، أبرزها البطولة العربية في الأردن، وكذلك بطولة للمصنفين في الأردن أيضاً، فضلاً عن بطولات ودية، وأخرى رسمية (دولية وقارية).

[email protected]

Twitter: @abedharb2

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم