الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في صعوبات الإنجاب... لكل مشكلة حلّها اليوم

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
في صعوبات الإنجاب... لكل مشكلة حلّها اليوم
في صعوبات الإنجاب... لكل مشكلة حلّها اليوم
A+ A-

تتزايد اليوم أعداد المتزوجين الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب فيما يعتبر الاختصاصيون أن تأخر سن الزواج يعتبر أحد العوامل المسببة. في المقابل، نشهد تطوراً واضحاً في الطب ينقلنا إلى مرحلة تعيد الأمل بالإنجاب عامةً بغض النظر عن المشكلة. ففرص المعالجة متاحة بمعدلات مرتفعة شرط اكتشاف المشكلة في الوقت المناسب من دون تأخير. يوضح الطبيب الااختصاصي في الجراحة النسائية والعقم والتوليد الدكتور جوزيف غنيمة أن المعايير اختلفت اليوم ولا ينصح الزوجين بالانتظار طويلاً قبل استشارة الطبيب لمعالجة أية مشكلة يمكن أن تكون موجودة في الوقت المناسب دون تأخير.

غالباً ما يتم التركيز على المرأة التي تتحمل المسؤولية عادةً في مجتمعاتنا، في حال وجود صعوبة في الإنجاب أو في حال تأخيره. لكن في الواقع تتوزع هذه المسؤولية بالتساوي بين الرجل والمرأة. فكما أن ثمة مسببات تعني المرأة ترتبط اخرى بالرجل، بحسب الدكتور غنيمة الذي يوضح أنه في مقابل المشاكل الكثيرة التي يمكن أن تؤدي إلى صعوبات في الإنجاب، تتوافر اليوم حلول كثيرة وعلاجات فاعلة مع التطور الطبي الحاصل. "قد تقسم مشاكل الخصوبة التي تعني المرأة إلى أقسام عدة، ومنها ما هو عبارة عن مشاكل في الإباضة وخلل فيها ومشاكل هرمونية وانسداد في الانابيب كما يمكن أن يسبب وجود ليفة في بيت الرحم أو ثألولة، إضافة إلى التصاقات في بيت الرحم. أما المشاكل التي تعني الرجل والمرأة في الوقت نفسه فتحصل عندما تواجه المرأة مشكلة وجود إفرازات تشكل مانعاً لوصول السائل المنوي إليها بدلاً من ان تسهّل ذلك. أما بالنسبة إلى الرجل بشكل خاص فقد تنتج من ضعف البذرة لديه. وصحيح أننا لا نجد أسباباً واضحة أحياناً إلا أن الاسباب النفسية تعتبر من المسببات التي تؤخذ بعين الاعتبار لأن التوتر يلعب دوراً في ذلك ايضاً ولا يمكن التغاضي عنه. كما يمكن أن تكون الالتصاقات في الرحم سبباً أحياناً".استشارة دون تأخير

بحسب منظمة الصحة العالمية إن الفترة التي يمكن الانتظار خلالها قبل استشارة الطبيب في حال وجود علاقة حميمة طبيعية بين الزوجين منتظمة دون حماية دون أن يحصل حمل، هي سنة. لكن يؤكد الدكتور غنيمة أن سن المرأة يجب ان يؤخذ بين الاعتبار. وبشكل عام من المفترض أن تزور المرأة الطبيب النسائي في زيارة روتينية لاستشارة عادية سواء قبل الزواج أو بعده. هذا يساعدها على أية مشكلة يمكن أن تواجهها لاحقاً. وإذا كانت المرأة المتزوجة في سن الـ 35 سنة وما فوق يجب ألا تنتظر عاماً حتى تزور الطبيب. فالتأخير لا يعتبر لمصلحتها، خصوصاً أنه بدءاً من سن 38 سنة يبدأ مخزون البويضات وعددها لديها بالتراجع. من هنا أنه لا ينصح بتأخير الإنجاب على الرغم من توافر حلول كثيرة. أيضاً لا بد من استشارة الطبيب في مرحلة مبكرة في حال وجود مشكلات ضعف خصوبة في العائلة. فحوص تعني المرأة والرجل

تتوافر اليوم فحوص دقيقة عديدة بحسب الدكتور غنيمة تسمح بكشف المشاكل الموجودة في حال التأخير في الإنجاب بدءًا بتلك التي تعني المرأة كفحوص كشف الالتهابات وقد تجرى فحوص للدم للالتهابات أو من خلال فحص الهرمونات في أوقات محددة وذلك في اليوم الثاني أو الثالث للإباضة للتأكد ما إذا كانت طبيعية. هذا إضافة إلى الصورة الصوتية التي يمكن أن تجرى مراراً للتأكد من عدم وجود مشكلة. وقد تجرى أيضاً صورة للأنابيب أو منظار للتأكد من عدم وجود التصاقات أو ثآليل أو ليفة. يضاف إلى ذلك فحص papsmear الروتيني. في المقابل ثمة فحوص معينة تجرى للرجل في حال التأخير في الإنجاب حيث يفحص السائل المنوي والتأكد من عدم وجود مشاكل في البذرة وفحوص أخرى متقدمة.

حلول بسيطة وأخرى أكثر تعقيداً

مع التطور الطبي الكبير الحاصل اليوم يصعب التحدث عن مشكلة عقم لا حل لها. فالعلاجات كثيرة ومتاحة وتراوح ما بين تلك البسيطة التي تكتفي بمعالجة مشكلة معينة موجودة وأخرى أكثر تعقيداً. ويؤكد الدكتور غنيمة أن الطب يفضل دوماً عدم الجزم ويبقى المجال مفتوحاً أمام الزوجين لمحاولة الإنجاب بشتى الطرق سواء تلك الطبيعية أو غيرها لأن الحلول متوافرة دائماً ولا يمكن التحدث عن عجز تام إلا في حالات معينة. ويركز الدكتور غنيمة بالدرجة الأولى على بعض النصائح الأساسية التي ترتبط بنمط الحياة والتي تسمح بتفادي ما قد يعيق عملية الإنجاب:

-الامتناع عن التدخين وغيره من الملوثات

-الابتعاد عن مسببات التوتر  أياً كان نوعها

-الحرص على الزيارة المنتظمة للطبيب للحصول على التوعية اللازمة والتأكد من عدم وجود مشكلة طبية تمنع الإنجاب

-تجنب بعض المواد الكيميائية خصوصاً لمن يعملون في مجال الزراعة أو غيره من المجالات التي يتم التعرض فيها إلى هذا النوع من المواد التي تؤثر في القدرة على الإنجاب.

-تجنب زيادة الوزن والنحول الزائد فكلاهما يشكل عائقاً 

-مراقبة الإباضة بانتظام ويمكن التحكم بها مع أو دون علاجفي عملية طفل الأنبوب 

في حالات معينة قد تكون عملية طفل الأنبوب الحل الوحيد لحصول الحمل. كما أن المحاولات قد تفشل بباقي الوسائل المتاحة التي تقضي بمعالجة سبب المشكلة مما يستدعي اللجوء إليها. "ثمة تطورات مهمة حاصلة في هذا المجال تسمح بزيادة فرص حصول الحمل. إلا أن عملية طفل الأنبوب تتطلب حكماً اللجوء إلى الهرمونات لتحفيز الإباضة مسبقاً فيما يفضل اليوم عالمياً عدم تلقيح أكثر من جنين وحد أو اثنين كحد أقصى تجنباً للحمل بتوائم متعددة حيث قد تزيد فرص الإجهاض. لكن ثمة مشاكل معينة لا بد من النظر إليها مسبقاً لمعالجتها وثمة أخرى أكثر صعوبة كتلك الجينية والسرطان. لكن بشكل عام لكل مشكلة حل والمتابعة مع الطبيب هي الأساس في كل الحالات لمعالجة أي مشكلة في حال وجودها". من جهة أخرى، ينصح الدكتور غنيمة بلجوء المرأة التي تأخرت في الزواج أو في حالات أخرى أن تلجأ في السن المناسبة مسبقاً إلى عملية تجميد البويضات لانها تسمح بالحفاظ على الأمل بالإنجاب لديها في حال تأخرت أكثر في الزواج والإنجاب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم