البلديات عاجزة عن القيام بدور "سوكلين"

تتفاقم مشكلة النفايات في بيروت وجبل لبنان، طارحة عدد من التساؤلات، لعل ابرزها حول جدوى استبعاد البلديات كلياً عن مسؤولية ملف النفايات. صبيحة هذا اليوم الذي انتشرت فيه مشاهد النفايات المكدسة في الشوارع، اتصلت "النهار" برئيس بلدية بيروت بلال حمد ورئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد سعيد الخنسا، ورئيس بلدية جونية جوان حبيش للوقوف على رأيهم.

يؤكد حمد لـ"النهار" ان "ليس لدى البلدية اي خطة بديلة في مسألة النفايات، لأن الموضوع قد سحب من جميع البلديات، والدولة تقتطع مبالغ كبيرة من البلديات من اجل تلزيم مسألة جمع النفايات"، مضيفا "اذا اردنا التحرك على صعيد المبادرة، لم نعد نملك اي جهاز نظافة قادر على الحلول مكان سوكلين".
ويعتبر ان "التقصير في ما يجري لا يقع على عاتق شركة "سوكلين"، فهي تقوم بعملها على أكمل وجه، لكن عندما اقفل مطمر الناعمة لم يعد هناك مكان لرمي النفايات، لذا على وزارتي البيئة والداخلية ان تتفاوضا مع الاهالي لايجاد حلّ مقبول يؤدي الى انهاء هذه الكارثة البيئة".
وتساءل حمد: "اين خطة الدولة البديلة؟ فهمنا ان مطمر الناعمة لم يعد لديه قدرة استيعابية، لكن اين الرؤية المتكاملة لمثل هذا الملف؟"، متمنياً "الا تكون هذه المشكلة مسيّسة".
ويرى حمد انه "كما يبدو فان المشكلة ستطول "، وحذّر من حرق النفايات في بيروت "لان ذلك سيؤدي الى كارثة بيئية غير منسبوقة".

بدوره يؤكد الخنسا انه "ومنذ فترة طويلة نقول للدولة وللمعنيين انه من الضروري انشاء مطامر للنفايات في مناطق عدة، لكن للاسف لم تتم الاستجابة لهذا المطلب، والمشاكل تبدأ من عملية التجديد التلقائية لـ"سوكلين" دون اخذ رأي البلديات، وسحب تجهيزات النظافة من البلديات وما نسبته 80 في المئة من اموال البلديات كبدل نظافة".
ويضيف: "المشكلة ليست لدى البلديات، بل لدى الحكومة، وعلى المعنيين فيها، وخاصة من له علاقة بالملفات المالية الخاصة بـ"سوكلين" ان يتحملوا مسؤولياتهم، وعلى من وقع العقد مع "سوكلين" واقتطع تلك المبالغ من البلديات ان يتحمل مسؤوليته ويجد حلاً".
ويرى الخنسا ان "من حقّ حملة اعتصام الناعمة المطالبة باقفال المطمر، لكن في الشكل كان من الافضل انتظار تشكيل حكومة تتحمل المسؤولية".
ويعتبر الخنسا انه "في حال استمر الوضع على حاله ليس هناك ما يمنع ان يصبح اهم طريق في البلد، اي طريق المطار مقفلا بفعل تراكم النفايات".
ويرى ان  الحلّ  يكمن "في قيام الوزرات المسؤولة بالتفاوض مع البلديات المعنية بمكب الناعمة، واعطائهم تعهد بحلّ ما، قد يكون مهلة زمنية ينتهي بعدها استعمال المكب".

واكد حبيش ان "المجلس البلدي عقد اجتماعاً طارئاً قبل ظهر اليوم، وقرر البحث عن حلول لهذه الازمة المفاجئة".
واضاف: "لم تعد مسألة النظافة وجمع النفايات من مسؤولياتنا كبلديات، لكن في مثل هذه الظروف يجب البحث عن حلول، لان الوضع كارثي".
ورفض حبيش "القيام بحرق النفايات بأي شكل من الاشكال، إذ يكفينا تلوّث في جونية من معمل الزوق وباخرة توليد الكهرباء".