الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

دراسة تكشف كيف يعمينا الحب بكل معنى الكلمة!

جاد محيدلي
دراسة تكشف كيف يعمينا الحب بكل معنى الكلمة!
دراسة تكشف كيف يعمينا الحب بكل معنى الكلمة!
A+ A-

يقال إن الحب أعمى، فكثيرون يقعون بغرام الأشخاص الخطأ ويستمرون بالعلاقة على الرغم من نصائح المقربين، وفي الأخير تكون نهايتهم مؤلمة، فيسألون أنفسهم بعد فترة، "كيف لم ألاحظ كل هذه السيئات في الحبيب السابق؟". لكن هل كنتم تعلمون أن هذه المقولة حقيقية ومثبتة علمياً؟ عرض باحثون على بعض المشاركين المرتبطين بعلاقات عاطفية، صوراً لرجال أو نساء غرباء يتمتعون بجاذبية، ثم طلبوا منهم أن يكتبوا عن اللحظات الرومانسية الأخيرة أو الأحداث العشوائية التي جمعتهم مع شركاء حياتهم، على أن يذكروا عدد المرات التي تقفز فيها إلى ذهنهم صورة المرأة أو الرجل الغريب. خلصت الدراسة إلى أن احتمالات التفكير في شخص آخر جذاب تقل عند التركيز على المميزات التي نعشقها في شركاء حياتنا. وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم نفس الشخصية، إلى أن البشر من مختلف الثقافات، يفضلون الجاذبية واللطف والمركز الاجتماعي، أي الحالة المادية، عند البحث عن شريك الحياة. ويشار إلى هذه السمات الثلات بأنها "الثلاث الكبرى".

وبحسب الدراسة، قد نعمد أحياناً إلى تقدير بعض سمات شريك الحياة بالمقارنة مع ميزاته وخصاله الأخرى. فقد تعطي مثلاً لشريك حياتك الدرجة الأعلى في الجاذبية، بينما تعطيه ستة من سبعة في اللطف وخمسة من سبعة في المركز الاجتماعي. وقد يوافق الغرباء على أن شريك حياتك بالفعل ليس عطوفاً بقدر جاذبيته، أو أن لطفه يطغى على مكانته الاجتماعية، لكنهم قد يعطونه درجات أقل في كل من السمات الثلاث لأنهم يرونه على حقيقته. فالناس يقومون بالتركيز على محاسن شركاء حياتهم والمبالغة في تقديرها، لكنهم في الوقت نفسه يجيدون تقييم السمات بالمقارنة بغيرها. وخلصت الدراسة التي أجراها غارث فليتشر، أستاذ علم النفس الفخري بجامعة فيكتوريا بأوستراليا، إلى أن التحيز الدائم لشريك الحياة، بأن يكون تقديرك لمحاسنه أعلى من تقدير الآخرين لها، يُعدّ من أهم العوامل التي تحدد مدى سعادتك في علاقتك العاطفية. ويقول فليتشر، إن مهمتك دائماً هي تحفيز شريك حياتك ورفع معنوياته. فإن الناس عادة يحبون أن يركز شركاء حياتهم على محاسنهم ويمتدحوا إيجابياتهم. ويرى فليتشر أن التحيز لشريك الحياة هو أساس العلاقة الغرامية الناجحة والسعيدة، وبمجرد أن تتوقف عن مدح محاسنه وتحفيزه، قد يظن شريك حياتك أنك تريده أن يتغير، وأنه لم يعد جديراً بك

ويقول فليتشر، إن اهتمامك بنظرة شريك حياتك لك مهم أيضاً للحفاظ على علاقة سليمة، إذ نعمد دائماً إلى البحث عن الصفات التي يرغب شركاء حياتنا في أن نتحلى بها. لكنه يحذر من أن وجود مشاكل في التواصل بين الشريكين والتحيز السلبي لشريك الحياة، أي خفوت جاذبيته في نظرك، تعد من العلامات الأولى التي تنذر بانهيار العلاقة. ويقول تي تاشيرو، مؤلف كتاب "مبادئ الحياة الزوجية السعيدة"، إن العاشق أيضاً قد يعمد إلى التهوين من تأثير الانسجام مع أصدقاء شريكة الحياة أو عائلتها على سعادته معها. لأن شريكة حياته تستأثر بكل اهتمامه حتى إنه قد لا يرى هذه العوامل المحيطة بها والتي قد يكون لها أثر عميق على العلاقة العاطفية. لكن بعد الانفصال عن شريك الحياة، ستنقشع غشاوة الحب. ويقول تاشيرو، إن خروج شريك الحياة من حياتنا يجعلنا نرى العوامل المحيطة به التي أثرت على علاقتنا بوضوح وموضوعية. ويقول تاشيرو إن الحب يصم الآذان عن نصائح الأصدقاء المفيدة. فمن الصعب أن تنصح صديقك الذي تورط في علاقة غرامية غير متكافئة، لأنه لا يرى سوى إيجابيات شريكة الحياة. وربما يصبح بعد انفصاله عنها أكثر موضوعية وتقبّلاً للنصائح. ففي هذا الوقت، قد يفكر ويدرك أن علاقته كانت مليئة بالمشاكل. فإذا رأيت أصدقاءك ينخرطون في علاقة عاطفية تبدو غير مناسبة، تذكر أن شركاء حياتهم في نظرهم أفضل من الحقيقة. وقد يصم العشق آذانهم عن نصائحك ويعمي أبصارهم عن رؤية من هم أفضل منهم في الوجود. صحيح أن تقييمهم لصفات محبيهم قد يكون خاطئاً، لكن كلنا وقعنا أو سنقع في هذا الخطأ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم