الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

البروبيوتيك: بكتيريا جيدة تُفيد الأمعاء والدماغ معاً!

المصدر: "النهار"
البروبيوتيك: بكتيريا جيدة تُفيد الأمعاء والدماغ معاً!
البروبيوتيك: بكتيريا جيدة تُفيد الأمعاء والدماغ معاً!
A+ A-

تُعدّ البروبيوتيك (Probiotics) من بين أنواع البكتيريا الحيّة المفيدة لصحة الإنسان، خاصةً الجهاز الهضميّ. وعادةً ما يُطلق على البروبيوتيك إسم "البكتيريا الجيّدة" لأنها تساعد في الحفاظ على سلامة الأمعاء. ونجد هذا النوع من البكتيريا في المكمّلات الغذائيّة وبعض الأطعمة كاللبن. لذلك، غالبًا ما ينصح الأطباء بتناول الأطعمة الغنيّة بالبروبيوتك لأنّها تساهم في معالجة المشاكل في الهضم. وبحسب ما ذكر موقع "Harvard Health"، هذه البكتيريا ليست فقط مفيدة للأمعاء، بل هي مفيدة أيضًا للدماغ.

ما هو الرابط بين الدماغ والأمعاء؟

أظهرت الدراسات أنّ الدماغ والأمعاء متصلان واحدهما بالآخر من خلال ما يُعرف بـ"محور الدماغ المعويّ" (gut-brain axis)، حيث يتواصل الجهاز العصبيّ الموجود في الجهاز الهضميّ المعروف باسم "الجهاز العصبيّ المعويّ" (Enteric nervous system) مع "الجهاز العصبيّ المركزيّ" (Central nervous system) من خلال إشارات بيوكيميائيّة. ويسمح "العصب المبهم" (Vagus nerve)، وهو أطول عصب في الجسم، هذا التواصل بين الدماغ والأمعاء.  ويُطلق على الأمعاء إسم "الدماغ الثاني"، لأنّها تنتج الكثير من نفس الناقلات العصبيّة (neurotransmitters) التي ينتجها الدماغ، كالسيروتونين (serotonin) والدوبامين (dopamine) وحمض غاما-أمينوبيوتيريك (gamma-aminobutyric acid)، فهي تلعب دورًا مهمًّا في تنظيم المزاج. كما أنّ الخبراء يقدّرون أنّ 90% من السيروتونين يتمّ صنعها في الجهاز الهضميّمن هنا، تأتي العلاقة متصلة بين الأمعاء والدماغ. وبالتالي، عندما يلاحظ الدماغ وجود أي مشكلة، يرسل إشارات إنذار إلى الأمعاء. لذلك، قد تؤدي بعض المواقف والأحداث التي تثير التوتّر إلى مشاكل في المعدة. في المقابل، قد تثير أمراض الجهاز الهضميّ، كـ"متلازمة القولون العصبيّ" (Irritable Bowel Syndrome) و "داء كرون" (Crohn’s disease) والإمساك المزمن، الشعور بالقلق والاكتئاب

بالإضافة إلى ذلك، من خلال "محور الدماغ المعويّ" تساعد الأمعاء في ضبط الشهية، وترسل إلى الدماغ إشارات لكي تخبره متى يجب التوقّف عن الأكل.

 تأثير البروبيوتيك على الدماغ

أثبتت الدراسات أنّ البروبيوتيك تساعد في تعزيز الوظائف والقدرات المعرفيّة وتحسين المزاج، كما أنّها  تخفّف أيضًا من نسبة التوتر والقلق. وفي بحث حديث، وجد الخبراء أنّ مرضى الزهايمر الذين شربوا حليباً يحتوي على 4 أنواع من البروبيوتيك لمدّة 12 أسبوعًا حققوا نتائج أفضل في امتحانات قياس نسبة "الاختلال المعرفيّ" (Cognitive impairment) من المرضى الذين شربوا الحليب العاديّ.  وبينّت دراسة أخرى أنّ النساء اللواتي تناولن اللبن مع مزيج من البروبيوتيك مرتيّن في اليوم لمدّة أربع أسابيع بدَوْنَ هادئات عند مشاهدة صور وجوه خائفة وغاضبة، مقارنةً بالمجموعة المرجعيّة التي لم تتناول اللبن. كما أنّهنّ كنّ في مزاج أفضل. 

وبالرغم من أنّ الأبحاث والدراسات حول تأثير البروبيوتيك على الدماغ ما زالت جاريّة، خلُص العلماء إلى أنّ البروبيوتيك ليس فقط مفيداً للأمعاء، بل هو يساعد أيضًا في الحفاظ على سلامة الدماغ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم