"وصيّة" ستيف جوبز وهو على فراش الموت: هل قال هذا الكلام بالفعل؟ FactCheck#

في الزعم ان #ستيف_جوبز، أحد مؤسسي شركة آبل، ترك وصيّة حذر فيها من ان "عدم التوقف عن ملاحقة ثروة يمكن أن يجعل منك مجرد شخص منهك أو كائن آلي". غير ان هذا الزعم خاطىء كليا.

في ت2 2015، بدأت شائعة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أنه عندما توفي ستيف جوبز، أحد مؤسسي شركة آبل، عن عمر يناهز الـ56 عاما عام 2011، ألقى خطابًا أو ترك وراءه وصية على فراش الموت عن معنى الحياة.

إحدى اولى الصياغات لهذه الشائعة التي امكن العثور عليها، نشرها موقع gkindshivani.wordpress.com بعنوان: DID YOU KNOW WHAT WERE THE LAST WORDS OF STEVE JOBS / هل تعلم ما كانت آخر كلمات ستيف جوبز؟

وهنا نصها بالانكليزية: 

وهنا نصها بالعربية ايضا، ويتم تناقله على صفحات وحسابات عربية ولبنانية بعنوان: "الكلمات الاخيرة لستيف جوبز"، وايضا "اين تجد كنزك". وهنا بعض ما جاء فيه:

"لقد وصلتُ الى قمَّةِ النجاح في الأعمال التجارية. في عيون الآخرين، حياتي كانت رمزًا للنجاح، ومع ذلك، وبصرف النظر عن العمل، كان لدي وقت قليل للفرح". "في هذا الوقت، وأنا ممدد على سريري في المستشفى، أتذكر حياتي الطويلة، وأدرك أن جميع الجوائز والثروات التي كنت فخوراً جداً بها أصبحت ضئيلة وغير ذات معنى مع اقتراب الموت الوشيك". "الآن فقط أفهم، بعدما أمضيت حياةً محاولاً جمع ما يكفي من المال لبقية حياتي، أن لدينا ما يكفي من الوقت لتحقيق أهداف لا تتعلق بالثروة فقط"...

رغم أن ستيف جوبز وافته المنية عام 2011، فإن النص أعلاه لم يبدأ تداوله، عبر الإنترنت، حتى تشرين الثاني 2015، ولم يتم نشره في أي مكان آخر خارج حسابات وصفحات غير رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي ومدونات منخفضة الحركة، ولم يؤكده أي شخص قريب من جوبز.

علاوة على ذلك، بعد وفاة جوبز في 5 ت1 2011، اشارت شقيقته منى سيمبسون Mona Simpson الى الكلمات الأخيرة لشقيقها، في مقالة مديح له (نيويورك تايمس، A Sister’s Eulogy for Steve Jobs، منى سيمبسون، 30 ت1 2011):

"الكلمات الاخيرة لستيف، قبل ساعات، كانت كلمات أحادية المقطع، تكررت ثلاث مرات. قبل ان يرحل، نظر إلى أخته باتي، فإلى اولاده لفترة طويلة، ثم إلى شريكة حياته لورين... الكلمات الاخيرة لستيف كانت: أوه واو، أوه واو، أوه واو.

من جهة اخرى، سجّل كاتب سيرة حياة جوبز، والتر آيزاكسون Walter Isaacson، أسف جوبز، في نهاية حياته، تجاه كيفية تربيته أولاده (The Independent، Steve Jobs' final wish: to get to know his children before it was too late، Guy Adams، 8 ت1 2011).

(الترجمة الى العربية) "أردت أن يعرفني اولادي"، على ما نقل آيزاكسون عن جوبز، في تكريم له كتبه لمجلة "تايم" بعد وفاته. "لم أكن موجودا دائمًا من أجلهم، وأردتهم أن يعرفوا السبب ويفهموا ما قمت به".

وأضاف آيزاكسون: "كان إنسانيًا جدًا. كان شخصًا حقيقيًا أكثر بكثير مما يعرفه معظم الناس. وهذا ما جعله عظيمًا جدا". "اتخذ ستيف خيارات. سألته إذا كان سعيدًا بأن لديه اولادا. واجاب: هذا أفضل بعشرة آلاف مرة من أي شيء قمت به على الإطلاق".

"غير ان الأمر لم يكن هكذا دائمًا. في المراحل المبكرة من حياته المهنية، أنكر جوبز الذي تم تبنيه، أن يكون والد ليزا. وأصر في وثائق المحكمة على أنه "عقيم". واعترف بأبوته لها عندما كانت في السادسة، وقد تصالحا في ما بعد".