تونس: 30 مرشحاً للانتخابات الرئاسية... و"حركة النهضة" تشارك للمرة الأولى

قدّمت حركة النهضة ذات المرجعية الاسلامية، اليوم، مرشحاً للانتخابات الرئاسية المبكرة المرتقبة في #تونس في منتصف أيلول المقبل للمرة الأولى في تاريخها، فيما تواصل شخصيات من مختلف الأطياف السياسية تقديم ترشيحاتها.

وقالت الحركة في بيان مقتضب، ليل الثلاثاء الأربعاء، نشرته عبر صفحتها في "فايسبوك": "صوّت مجلس شورى حركة النهضة بأغلبية 98 صوتاً لفائدة ترشيح الأستاذ عبد الفتاح مورو للإنتخابات الرئاسية".

من جهته، أشار الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري إلى أنّ "هذا الترشيح للرئاسية لأول مرة في تاريخ الحركة" ومنذ تأسيسها عام 1981.

ومورو (71 عاما) من مؤسسي حركة النهضة إلى جانب رئيس الحركة راشد الغنوشي، وهو من الشخصيات السياسية التي تعرف باعتدال مواقفها داخل الحركة، وأصبح رئيس البرلمان بالنيابة اثر وفاة الرئيس الباجي قائد #السبسي وخلفه محمد الناصر، موقتاً والذي كان رئيساً للبرلمان.

كما أوضح رئيس مجلس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني في مؤتمر صحفي أنّ الحزب "اتخذ قراراً تاريخياً بتقديم مترشح للرئاسية"، لافتاً إلى أنّه "من الطبيعي أن يكون لنا مرشح ولا يمكن أن يكون موقفنا الحياد في 2019".

وفازت النهضة بانتخابات 2011، التي نظّمت بعد تسعة أشهر من انتفاضة شعبية ضد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وأطاحت بنظامه ووضعت البلاد على طريق الديموقراطية.

واثر وفاة السبسي وتغير روزنامة الانتخابات، باشرت النهضة مشاورات داخلية حثيثة لأخذ القرار، إمّا ترشيح شخصية من صفوفها أو اللجوء لدعم أحد المترشحين البارزين لموعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 15 سبتمبر المقبل.

وبدأ الجمعة الفائت تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المبكرة في مقر "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في العاصمة التونسية وسيستمر حتى 9 أغسطس الجاري. ومن بين المرشحين رجل الاعلام نبيل القروي المحامي والحقوقي محمد عبو ورئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي.

وأودع المرزوقي (74 عاما) ملف ترشحه اليوم، وقد شارك في الانتخابات الرئاسية عام 2014، والتي فاز فيها منافسه الراحل الباجي قائد السبسي.

من جهته، يؤكد المرزوقي، الذي نال المنصب من 2011 الى 2014، في تصريحات للاعلاميين، أنّ "اليوم هناك ديموقراطية حقيقية في البلاد والشعب قادر يختار بكل حرية".

أما نبيل القروي، رجل الأعمال ومالك قناة إعلامية خاصة، يقدّم نفسه باعتباره مرشح الفقراء. وكانت وجّهت إليه اخيراً تهمة تبييض أموال.

وكاد القروي الذي سبقت ترشحه الكثير من الحملات الخيرية، أن يستبعد من السباق بعد مصادقة البرلمان منتصف حزيران الماضي على تعديل القانون الانتخابي الذي نصّ في صيغته الجديدة على منع ترشح كل من منح امتيازات نقدية أو عينية لمواطنين في السنة السابقة للاقتراع.

لكنّ الرئيس الراحل قائد السبسي لم يوقع القانون قبل وفاته، ما سمح للقروي بالترشح.

وينظر إلى القروي باعتباره منافساً جدّياً  لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي لم يعلن حتى الآن ترشحه للانتخابات الرئاسية، رغم أنّ حزبه "تحيا تونس" قال منذ أسبوع أنه سيترشح.

كما قدم محمد عبو المحامي والمعارض السابق لنظام زين العابدين بن علي وأمين عام حزب "التيار الديموقراطي"، الذي كان انبثق عن حزب الرئيس الاسبق المنصف المرزوقي، ترشّحه وفق ما أفاد مصدر صحفي. 

وبين الذين قدموا ترشحهم كذلك الأمينة العامة لـ"الحزب الدستوري الحر" عبير موسي. وهي حتى الآن التونسية الوحيدة التي ترشحت لهذه الانتخابات الرئاسية المبكرة.

وتعلن موسي أنّ حزبها وريث حزب بن علي، داعيةً إلى استبعاد التيارات الاسلامية وبينها حزب النهضة من الحياة السياسية.

كما أشارت إلى أنّ "أولويتنا اليوم هي إعادة النظام العام الى تونس وتعزيز الدولة".

وتختتم فترة تقديم الترشحات في 9 آب، وتعلن الهيئة العليا للانتخابات في 31 آب على أبعد تقدير، أسماء المرشحين النهائيين لهذه الانتخابات.

وتجاوز عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية الثانية في البلاد منذ ثورة 2011 الثلاثين.

وتقرر تنظيم الجولة الأولى من هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي كانت مرتقبة أساساً في تشرين الثاني المقبل، في 15 ايلول 2019، إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في 25 تموز الماضي.

ثم تنطلق الحملة الانتخابية من 2 إلى 13 أبلول، وبعد يوم الصمت الانتخابي، يدلي الناخبون بأصواتهم في 15 أيلول.

وتعلن النتائج الاولية للانتخابات في17 أيلول، وفق برنامج الانتخابات الذي أعلنه للصحافيين رئيس الهيئة العليا للانتخابات نبيل بفون.

ولم يتم تحديد موعد الجولة الثانية التي يفترض أن تجري، اذا تطلب الأمر، قبل 3 تشرين الثاني المقبل، وفق رئيس الهيئة العليا للانتخابات.