الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الياس الديري: "النهار" تكبرني بقليل وأنّا أعطيها كلّي

المصدر: "النهار"
الياس الديري: "النهار" تكبرني بقليل وأنّا أعطيها كلّي
الياس الديري: "النهار" تكبرني بقليل وأنّا أعطيها كلّي
A+ A-

في 4 آب، تبلغ "النّهار" الـ86، العمر كلّه، إنّها تكبرني بقليل. أنا أعطيتها عمري كلّه، فمذ كنت في الثّامنة عشرة وأنّا أعطيها كلّي.

اسمي الياس الديري، تلميذ "النهار" منذ سنة 1959 تماماً.

لم تكن يوماً متطرّفة لا مع هذا ولا مع ذاك. كانت دائماً مع الحق والحقيقة، حتّى ولو كانت الحقيقة على نفسها، كانت تعلنها.

أتى الأستاذ غسان تويني مباشرة إلى "النّهار" غداة وفاة والده، حيث كان مقرّها في سوق الطويلة، وكانت ما زالت في بدايات متعثّرة كثيراً، للحقيقة. وراح يخطّط كيف يمكن أن تصبح جريدة ذات مستوى متوافق مع مهمّتها ومهنة الصحافة وصحافة العالم. كل هذا بإنتاج وأفكار الأستاذ غسان تويني الذي اعتنق "عقيدة النّهار".

كان يستيقظ في الخامسة صباحاً وينام عند الثّالثة بعد أن يتأكد أنّ الجريدة قد أرسلت إلى المطبعة. وإذا رأى أحدنا جالساً في الخارج يشرب الماء أو يحتسي كأساً أو يتناول العشاء يقول: "هل أعطيتهم علماً في "النهار" أنّك هنا في حال احتاجوا إليك؟ ماذا سنفعل غداً؟" وحين كنّا نجيبه أنّنا نريد أن نرتاح كان يقول: "لا مجال للراحة، يجب أن تبقى بجانب "النّهار"، فهي تأتي أولاً وأنت ثانياً". بهذه العقلية، بهذا القرار، بهذا الإصرار وبهذه القناعات، أطلق الاستاذ غسان "النهار" وجعل منها أسطورة العالم العربي بأجمعه. لذلك لم يعد من هاجس لديه سوى "النّهار" ولبنان، حيث كانت يجب أن تحتوي مانشيت "النهار" على شيءٍ متعلّق بلبنان يوميّاً. لذلك بدأنا "نخترع البارود"، نخترع التحقيقات، نخترع اللقاءات، ونعمل على اكتشاف مطالب الناس، لم ندع عملاً إلّا وأنجزناه في جريدة "النهار".

إلى اليوم، "النهار" وأنا في عقد أخلاقي، داخلي، تاريخي، محق، نظيف وراقٍ، أشبه بالغرام الحقيقي الذي لا تعتريه أي ذلّة صغيرة، وستبقى معي إلى أن أرحل...

[[embed source=annahar id=5700]]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم