الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إميل خوري: "النهار" كانت تصنع رؤساء وحكومات

المصدر: "النهار"
إميل خوري: "النهار" كانت تصنع رؤساء وحكومات
إميل خوري: "النهار" كانت تصنع رؤساء وحكومات
A+ A-

أنا إميل خوري من مواليد 1925، في قرية غلبون في منطقة جبيل. امتهنت الصحافة بدايةً كهاوٍ يكتب مقالات. 

اعتبر "النهار" مدرسة وجامعة، وهي من الصحف القليلة التي جعلت كل من يعمل فيها "ديكاً"، يكتب بحريّةٍ ما يشاء. وهذا ما شجّع عليه الأستاذ غسان تويني، من دون أن يتدخل بما يكتبه الصحافيون، بل كان يكتفي بإعطاء توجيهات عامة، وبفعل هامش الحرية الذي تركه الأستاذ غسان، رحمه الله، خرج من "النهار" رؤساء تحرير آخرين تبوّأوا مراكز عدّة.

تعلّق الشّخص بهذه المؤسسة نابع من حبه لها، وحبّه للمهنة، أي مهنة... فمن لا يحب مهنته لا ينجح. كثيرون يُجبَرون على امتهان ما لا يحبّون، فيفشلون. أنا أحببت الصحافة مذ كنت في المدرسة. ولأنني أحببت المهنة، أعتبر أنّني قد نجحت. لذلك، على كل من يريد ممارسة مهنة ما أن يحبّها، إن كان خياطاً أو حداداً أو غيرهما. وكل صحافي يمارس المهنة عنوةً، لا يمكن أن ينجح.

"النهار" أعطتنا منبراً بالغ الأهمية، أطللنا من خلاله على لبنان والعالم، لأن النهار المنتشرة عرّفتنا على الدول والمسؤولين، وهي أكثر انتشاراً، ولأنّها منتشرة، انتشرنا معها، وصرنا معروفين من خلالها.

ما من شك أنّ "النهار" عائلتي الثانية، كنت في عز شبابي أدخلها في التّاسعة صباحاً، وأغادر عند الأولى بعد منتصف الليل. كنت أغطّي الجلسات الوزارية والنيابية مع اثنين من زملائي. وكنّا نفرح حين نحصل على أخبار حصرية من دون سوانا، وحين نحصل على scoop، فنتلقّى التّهانئ من الأستاذ غسان الذي لم يكن يوجّهنا، بل نحن كنّا نسعى وراء الخبر ونحصل عليه.

كنت الصحافي الوحيد الذي يستحصل على جدول أعمال مجلس الوزراء السري بطريقتي الخاصة، حيث أتّفق مع من يكتبون على الداكتيلو، فآخذ نسخة عنه قبل أن يوزّع على الوزراء، وأنشره في "النهار". كان الوزير جورج النقاش، رحمه الله، صاحب جريدتي الأوريان والجريدة، يستغرب كيف تنشر "النهار" جدول الأعمال قبله.

في الطابق التّاسع حيث مكتب الأستاذ غسان تويني، كانت تطبخ معارك رئاسة الجمهورية، والمعارك النيابية وتأليف الحكومة. فـ"النهار" كانت تصنع رؤساء وحكومات وأحياناً نواباً.

بالفعل، كانت "النهار" بالغة الأهمية وذات تأثير كبير، حتّى قيل إنّه إذا توفي أحدهم ولم تنشر "النهار" خبر وفاته، لا يعلم أحد بالأمر...

[[embed source=annahar id=5704]]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم