الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كوكب مسطح

سمير عطاالله
Bookmark
كوكب مسطح
كوكب مسطح
A+ A-
الفلاسفة ليسوا – والحمد لله – اكثرية الناس. لكنهم مراجعنا في حالات كثيرة: أفلاطون في الاصول الجمهورية، ماركس في ما سمي بعده، الماركسية. الفارابي، ابن رشد، عمانوئيل كانط، وسلسلة من الوجوديين المؤمنين، أو الملحدين، في اليسار واليمين والوسط، اتفقنا على تسميتهم الفلاسفة، لأنهم طرحوا اسئلة الوجود، وحاولوا الإجابة عنها. الجدوى غير مهمة.هؤلاء المفكرون – إذا شئت - وضعوا معالم الدولة المعاصرة التي دخلها بعضنا، ولا يزال البعض الآخر في عصور ما قبلها. وتسمى هذه العصور، الوسطى، إشارة إلى ظلامها، كما يسمى الجاهلية، ما قبل الاسلام. وعلى سبيل النموذج، المفكرون والفلاسفة الذين أوحوا بالثورة الفرنسية، والمثقفون، أو الآباء المؤسسون، الذين وضعوا الدستور الاميركي، والبريطانيون، الذين وضعوا "الماجنا كارتا". في هذه النماذج، ترى قاسماً مشتركاً واحداً: لا طائفية، وشريك للدولة في السلطة. أبقيت للهيئة الدينية مهابتها، ومرجعيتها، في البلدان الثلاث، تمارس حقوقها الدنيوية والسماوية على السواء، لكن لا علاقة لها اطلاقاً بتشكيل الحكومات، أو تعيين الموظفين، أو إدارة الاقتصاد والأمن، أو شق الطرقات.ماذا لو أصبح مطران مثل مكاريوس رئيساً على قبرص؟ أو مطران مثل تاليران سيّداً للديبلوماسية الفرنسية؟ الأول، اصبح رئيساً باعتباره قائد النضال الاستقلالي، وليس مطراناً. والثاني اصبح كبير ديبلوماسيي فرنسا عبر التاريخ، لأنه خالف كل وصايا الكنيسة ومفاهيمها. المهنة في المهمة، لا المنصب. والقدرة في العبقرية، لا في الحقيبة.عندما أسّس أباء الهند المستقلة دولتهم، رأوا امامهم قارة في أقصى البدائيات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم