الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الضحك أو البكاء المفاجئ... مرض حقيقيّ!

المصدر: "النهار"
الضحك أو البكاء المفاجئ... مرض حقيقيّ!
الضحك أو البكاء المفاجئ... مرض حقيقيّ!
A+ A-
من البديهيّ أنّ يضحك الإنسان على المزحات والدعابات، أو أنّ يبكي في الأوقات الحزينة. ولكن في بعض الحالات، قد يضحك الفرد ويبكي فجأةً في أوقات غير مناسبة ومن دون سبب. هذا الأمر لا يدلّ على تغيّر في المزاج، بل هو العارض الأساسيّ لمرض نادر يصيب الجهاز العصبيّ يُعرف باسم "التأثير البصلي الكاذب" (Pseudobulbar Affect-PBA)، الذي يعبّر المريض فيه عن مشاعره بطريقة مبالغة، وفقًا لما ذكره موقع "Everyday Health".

ما هو مرض "التأثير البصلي الكاذب"؟

يعاني الفرد من مرض "التأثير البصلي الكاذب" عندما يعبّر عن مشاعره في أوقات غير مناسبة، كأنّ تحدث نوبات متكررة من الضحك أو البكاء المفاجئ وغير الإراديّ الذي لا يمكن السيطرة عليه. وغالبًا ما تُشكّل هذه النوبات مواقف حرجة ومزعجة للمريض، لأنّه قد يضحك بشكل مبالغ ردًا على تعليق بسيط أو قد يبكي في الحالات التي لا يجدها الآخرون حزينة. كما أنّ عواطف المريض الداخليّة تختلف كثيرًا عن العواطف التي يظهرها.وعادةً ما يظهر"التأثير البصلي الكاذب" لدى الأشخاص المصابين باضطرابات الدماغ مثل "التصلب الجانبي الضموري" (Amyotrophic lateral sclerosis) ومرض باركنسون والتصلب اللويحيّ ومرض الزهايمر، بالإضافة إلى مشاكل صحيّة أخرى كالسكتة الدماغيّة وإصابات الدماغ الرضحية (Traumatic brain injury).

وفي حالات كثيرة، لا يأخذ مرضى "التأثير البصلي الكاذب" بجديّة باعتبار أنّه أثر جانبيّ للشعور بالاكتئاب أو الحزن.

ماذا يسبّب ظهور "التأثير البصلي الكاذب"؟

لم يتأكّد بعد الأطباء والباحثون من المصدر الأساسيّ الذي يؤدي إلى الإصابة بـ"التأثير البصلي الكاذب"، ولكنّهم وضعوا ثلاث نظريّات رئيسيّة:

أولًا- قد تشكّل اضطرابات الدماغ ضررًا على الخلايا العصبيّة، المعروفة أيضًا بإسم "العصبونات" (neurons)، الموجودة في "فص الدماغ الأماميّ" (Frontal lobe). وعلمًا أنّ الفص الأماميّ متصل بالجزء السفلي من الدماغ (النّخاع – medulla) الذي يتحكم بالضحك والبكاء، فقد تؤثر هذه الأضرار على أداء هذه المنطقة المسؤولة عن الضحك والبكاء.

ثانيًا- قد يؤدي مرض التصلب اللويحيّ إلى تلف عصبيّ، ما يسبب خللًا في مناطق الدماغ المرتبطة بالإحساس والحركة والعواطف.

ثالثًا- قد يؤثر عطل في الناقلات العصبيّة (neurotransmitters) الموجودة في الدماغ كالسيروتونين (serotonin) والدوبامين (dopamine) والغلوتامات (glutamate) وسيغما-1 (sigma-1) على التعبير عن المشاعر.انعزال اجتماعيّ

قد يشعر الأشخاص المصابون بـ"التأثير البصلي الكاذب" بعدم الثقة بالنفس أو الخجل في بعض المواقف الاجتماعيّة بسبب نوباتهم العاطفيّة. وبالتالي، قد يتجنّب المريض اللقاءات الاجتماعيّة والتفاعلات مع الآخرين لتفادي أيّ موقف حرج قد تسببه نوباته العاطفيّة المفاجئة. وقد يؤدي ذلك إلى الانعزال الاجتماعيّ الذي يؤثر على حياة المريض المهنيّة والاجتماعيّة.

طريقة التشخيص

كثيرًا ما يتمّ تشخيص "التأثير البصلي الكاذب" بشكل خاطئ، أو لا يشخّص على الإطلاق، باعتبار أنّ النوبات العاطفيّة المفاجئة هي أعراض أمراض عصبيّة أو اضطرابات مزاجيّة كالاكتئاب. في هذا السياق، يجري الكشف عن "التأثير البصلي الكاذب" عبر القيام بـ"تشخيص سريريّ" (Clinical diagnosis)، فيراقب الطبيب سلوك المريض ويراجع سجلّه الطبيّ، بدلًا من القيام بالفحوصات والتحاليل. كما أنّه يمكن الكشف عنه من خلال طرح مجموعة من الأسئلة على المريض حول الضحك والبكاء.والجدير ذكره أنّ نوبات البكاء هي علامة أكثر شيوعًا من الضحك لدى مرضى "التأثير البصلي الكاذب". لذلك، غالبًا ما يجري الخلط بين هذا المرض والاكتئاب، إلّا أنّ التمييز بين المرضين يمكن من خلال الفترة الزمنيّة التي تدوم فيها النوبة. وفي الوقت الذي يدوم البكاء عند مرضى الاكتئاب دقائق وساعات عديدة، تكون نوبات البكاء لدى مرضى "التأثير البصلي الكاذب" وجيزة جدًا وتدوم فترة تتراوح بين نصف دقيقة ودقيقتين. كما أنّ البكاء قد يتغيّر فجأةً إلى الضحك.

طرق العلاج

تُعد التوعيّة حول مرض "التأثير البصلي الكاذب" الخطوة الأولى لمعالجة هذا المرض. فعلى الطبيب أن يشرح للمريض ما هو "التأثير البصلي الكاذب" وكيف يظهر وماهي أعراضه. ويجب أيضًا أن يوضح للمريض أن النوبات العاطفيّة التي يعاني منها تحدث من دون إرادته ولا يمكنه السيطرة عليها، ولا يجب أن يلقي اللّوم على نفسه. وفي حال كانت النوبات خفيفة ولا تتكرّر كثيرًا، فقد تكون التوعية حول المرض كافيّة للتحكم بالنوبات العاطفيّة.في المقابل، عندما يكون المرض حادًّا والنوبات متكررة، تؤثر على حياة المريض الاجتماعيّة وعلاقاته الشخصيّة. في هذه الحالة، يستطيع الطبيب أن يصف الأدوية المناسبة التي تخففّ من حدّة النوبات العاطفيّة وتواترها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم