أول جراحة روبوتية لترميم الثدي في لبنان

إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة الإنجازات الطبية التي حققها مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت من خلال علاجات طبية متطورة تواكب عصر التكنولوجبا بتقنيات حديثة أثبتت فعاليتها في تحقيق التقدم والنجاح بقوة في هذا المضمار. أحد هذه الإنجازات جراحة نوعية روبوتية لاعادة ترميم الثدي بعد استئصال السرطان تمت بنجاح في المركز الطبي التابع لمستشفى الجامعة.

الأستاذ المساعد في الجراحة التجميلية والترميمية في قسم الجراحة في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور أمير إبرهيم تحدث في لقاء عن مجريات العملية.

أنجزت أول عملية روبوتية في لبنان عام 2012 في مركز CMC وبعد شراء الجامعة الأميركية في بيروت الروبوت، أصبحت معظم العمليات تنجز بواسطة الروبوت كجراحة المسالك البولية ثم الجراحة العامة تليها الجراحة النسائية. أما جراحة التجميل بالروبوت فهي تنجز للمرة الأولى في لبنان. أما على صعيد العالم، فقد أجريت في عام 2016.

بدأت الجراحة الروبوتية عام 2012 كعملية تجريبية في حينها ما لا يمكن أن تقوم به الدول الاخرى لأنها باهظة الثمن وتتطلب التدريب ودراسات تثبت فاعليتها ومدى فائدتها لاستحواذ ثقة المستشفى فتقدم على شرائه واستخدامه.

أجريت هذه العملية لإحدى مريضات سرطان الثدي والتي كانت بحاجة لاستئصال الثدي وعلاج كيميائي وعلاج بالأشعة. المريضة التي أجريت لها العملية لديها معدل كاف من الأنسجة لإنجاز عملية الترميم واستخدمنا العضلة من الظهر لكي تحمي الـ Prosthesis من الجلد الذي تعرض للأشعة من الالتهابات والتلف. علماً أن الجرح الذي تتركه الجراحة التقليدية لدى أخذ العضل من الظهر هو 25 سنتيمتراً، أما الجرح الذي تتركه الجراحة الروبوتية فيراوح بين 7 أو 8 سنتيمتر.

كيف وافقت المريضة على إجراء هذه العملية التي تجرى للمرة الأولى؟ من الطبيعي أن ينتاب المريض الخوف والقلق لأن العملية تتم للمرة الأولى في لبنان وشمال افريقيا والشرق الاوسط. قبيل العملية اجتمعنا مع المريضة ثلاث الى اربع مرات لشرح تفصيلي للجراحة وحسناتها وسيئاتها كعدم ترك جروح كبيرة في الظهر. كما شرحنا الأخطار وطرق استدراكها في حال حدوثها. وفي النهاية تتبدد المخاوف عندما تلمس النتائج الممتازة.

أضاف، التخدير عام وتجرى العملية خلال ثلاث ساعات. علماً أن الجراح هو من يتحكم ويتدارك أية مشكلة طارئة. اي نتابع العملية بدقة ونتحكم بالروبوت وهو بالتالي ليس الا مساعداً ونحن ننجز كل التفاصيل. وهناك مركز واحد في العالم يتم التدرب فيه في ولاية هيوستن. يدير الروبوت جرّاح واحد، وقد أجريت العملية بمفردي في حضور الأستاذ المساعد في قسم الجراحة السريريّة وعضو فريق الجراحة الروبوتيّة في المركز الطبي في الجامعة الاميركية الدكتور رمزي علمي للمساعدة وتوفير الدعم. مع الإشارة إلى أن الروبوت أداة نستخدمها ولا يمكن أن تخذلنا. حتى اليوم أنجزت كل العمليات بنجاح ولم نضطر الى اللجوء إلى تقنية أخرى.

تتيح هذه الجراحة التجميلية الروبوتية للجراح حرية التنقل والمزيد من الدقة. ويوفر هذا الاجراء للمريض أحدث تقنيات الرعاية الجراحية التي لا تتسبب بشقوق وبالتالي تترك ندوباﹰ أقل وتقدم فرصة للتعافي بشكل اسرع مع نسبة محدودة من الالم والمضاعفات الناجمة عن العملية الجراحية.