الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"الأيّام الإقليميّة للشباب" انطلقت... "انفتاح لا انعزال، التزام لا هروب"

المصدر: "النهار"
"الأيّام الإقليميّة للشباب" انطلقت... "انفتاح لا انعزال، التزام لا هروب"
"الأيّام الإقليميّة للشباب" انطلقت... "انفتاح لا انعزال، التزام لا هروب"
A+ A-

انطلقت "#الأيام_الاقليمية_للشباب" JRJ 2019 بقداس احتفالي ترأسه الرئيس الإقليميّ للرهبانيّة اليسوعيّة في الشرق الأدنى والمغرب العربي #الاب_داني_يونس في مدرسة الجمهور اليوم، شارك فيه حشد من الكهنة والشباب والشابات الآتين من مختلف البلدان.   

"الجدار لا يحمي السلام"

وقال الاب يونس في كلمة وجهها الى الشباب المشاركين: "عبثًا نبحث عن سلام القلب ان لم نضع مشروع السلام نصب عيوننا. مشروع السلام يستفزّ قلبنا وفكرنا ومواهبنا وعلمنا وعاطفتنا وطاقات جسدنا كلّها، لأنّه يبدو قريباً، ومع ذلك مستحيلاً، مرغوبًا بالكلام ومرذولاً بالأعمال. مشروع السلام يستفزّ رجاءنا. حين نفقد الرجاء، ننكفئ إلى الداخل. نظنّ أنّ السلام يأتي من الجدار الفاصل بيني وبين الآخرين. ننكفئ على هويّتنا، قبيلتنا، حيث التواصل سهل، ولا صراع على الاساسيّات. نظنّه سلامًا وهو يأس خفيّ.

الجدار لا يحمي السلام. وكما ان الفرح لا يأتي من الراحة، كذلك السلام لا يأتي من الانعزال. يأتي السلام من المصالحة، والمصالحة من الاصغاء قبل الحكم، والاصغاء يحتاج إلى زمن وصبر. حتى المصالحة مع النفس ما هي الا مصالحة مع الآخر الذي يسكن في ذاتي. من أراد السلام في قلبه، أراد ايضًا السلام في المدينة وبين البشر. ومن سمع صوت المسيح يدعوه الى الحرية والحب، يعلم ان مشروع المسيح يتخطى الجدران والحدود، لا تهمّه عقيدة ام شريعة، ولا توقفه طقوس ام شعائر، بل يضع الحب في الأعمال اكثر منه في الأقوال، ويلتزم الخير لجميع البشر.

لقاؤنا رجاء لا يأس، انفتاح لا انعزال، التزام لا هروب. ايماننا المشترك يدفعنا الى ان يشجّع احدنا الآخر على مزيد من الانخراط في تحديات عالمنا ومجتمعنا. لا نحوّل ايماننا جدارا عازلا فيما هو أصلاً يحوّلنا بناة جسور لا تبقي احدًا معزولاً. اسأل الله ان يكون هذا اللقاء مليئًا بالاكتشافات التي تعيدنا الى الرجاء. ان يكون مليئًا بالفكاهة والمرح. وان يكون مليئاً بالروح القدس، سيّد العنصرة ومجدد الكون". 

"هذهِ هيَ الأسباب"

وتنعقد "الايام الاقليمية للشباب" بعنوان: "بسلامها يكون لكم سلام (ارميا 29، 7)"، من 27 تموز الى 4 آب 2019 في الجمهور، بدعوة من الرهبانيّة اليسوعيّة في الشرق الأدنى والمغرب العربي. وقال المنسق العام للأيام الاب #غبريال_خيرالله اليسوعي، في كلمة: "في التَّطويبَات، يحضنا يسوعُ علانيّةً على ان نكونَ صانِعِي السّلامِ بقولِه: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (متّى 5/9). وبذلكَ، يُنشئُ يسوعُ رابطًا مباشرًا بين البنُوّةِ الالهيّةِ والعملِ من أجلِ السّلامِ: ابنُ اللهِ هو من يَعملُ للسلام. ولكن كيف نكونُ صانِعِي السلامِ في العالمِ، لا سيَّما في العالمِ العربيِّ، حيثُ الحياةُ ليسَت سهلةً دائماً؟ هذهِ هيَ الأسبابُ التي دفعتنا، نحنُ اليسوعيّين، الى اختيارِ هذا الموضوعِ في "الأيّامِ الاقليميّةِ للشباب": "على سلامِهِ َيستنِدُ سلامُكُم".

واضاف: "يَمُرُّ عالمُنَا بفترةٍ صعبةٍ وحسّاسَةٍ: فلا ينفَكُّ يزدادُ التشجيعُ على العنف، وتتفشَّى الأصوليّةُ الدّينيّةُ في العالمِ، وباتَت مُستخَفَّةً الخطاباتُ الشعبيةُ وتلكَ القائمةُ على كراهيةِ الأجانب أيضًا. ناهيك عن ذلك، يزدادُ الظّلمُ الاقتصاديُّ مع تفاقُمِ الفسادِ الذي يتضاعَفُ معَ نُمُوِّ الفَقْر. أخيرًا، يتصاعَدُ تهديدُ البيئةِ، ممّا يجعلُ الوصولَ إلى المواردِ أصعب. وأمامَ هذهِ الحالةِ الغامضة، يزدادُ التّحريضُ على الانغلاقِ على الذّاتِ وعلى المجتمعِ من جهةٍ، وعلى الاستسلامِ إلى اليأسِ والاحباطِ من جهةٍ أخرى. فصارَ سهلًا الانهزامُ والقولُ: "ما الفائدة؟ لَنْ أُغيِّرَ شيئًا في أيّ حال". 

وشدد على ان "كلاً مِنَّا مَدعُوٌّ، بِقَدرِ استطاعَتِه، الى يكونَ صانعَ السّلامِ، ويعملَ من أجلِ عالمٍ أكثرَ عدالةٍ من خلالِ رَفْضِ العُنفِ والظُّلمِ بكلِّ قوّتِه. وأيضًا، كلُّ واحدٍ مِنَّا مَدعُوٌّ الى محبَّةِ هذا العالمِ، لأنًّ اللهَ أحبَّهُ كثيرًا، وأرسلَ الينَا ابنَهُ لخلاصِ هذا العالم". وأوضح ان "دورَ هذهِ "الأيامِ الاقليميّةِ للشبابِ" يتمثل في مساعدةِ الشّبابِ المسيحيِّ مِن مُختَلفِ البُلدانِ على التَّواصُلِ معَ بَعضِهِمِ البعضِ وتَوحيدِ جُهودِهِم لبناءِ عالمٍ يَسوْدُهُ السلامُ والعدالة".

وتتخلل "الايام الاقليمية للشباب" "تأمُّلاتٌ في شَكْلِ شَهادات، وحلقاتٌ حواريّة مع ممثّلِينَ للمُجتمَع ولمُنظَّماتِ غيرِ حُكوميّة". وقال الاب خيرالله: "الشّبابَ مَدعوّون الى المشاركَةِ بنشاطٍ في حركاتِ السّلامِ المُختلفَةِ بِفَضلِ الخُبُراتِ التي سَتُعرَضُ عَليهِم. كذلك، سَتَتِمُّ دَعوتُهُم في النِّهايةِ الى عيشِ أجواءٍ تَتَخَلّلُها الاحتفالاتُ الإفخارستيّةُ والصّلواتُ، بغية التّجذُّرِ أكثرَ في المَسيحِ وإنجيلِه. وسَتَتَوفَّرُ ايضا أوْقاتٌ احتفاليّةٌ ليَتَعرّفُوا الى بَعضِهِمِ البَعْضِ في شكلٍ أفضلَ، وليتشاركوا معًا في لَحظاتِ الفَرَح".







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم