الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قصة الرجل المحتال الذي باع برج إيفل مرتين!

جاد محيدلي
قصة الرجل المحتال الذي باع برج إيفل مرتين!
قصة الرجل المحتال الذي باع برج إيفل مرتين!
A+ A-

هناك الكثير من المحتالين الذين مروا عبر التاريخ وأظهروا للبشرية قدرتهم الخارقة والخيالية في الاحتيال والسرقة والكذب، إلا أن فيكتور لوستيغ كان قصة مختلفة كلياً، فهو من تخطى كل الحدود المنطقية وبات يعرف باسم "الرجل الذي باع برج إيفل مرتين"، نعم هذا صحيح، هذا الرجل باع برج إيفل! وفي التفاصيل التي نشرها موقع History Collection، فإنه بحلول عام 1925، كانت فرنسا قد تعافت من آثار الحرب العالمية الأولى، والعاصمة باريس كانت مدينة مزدهرة كغيرها من المدن الكبيرة في أوروبا، وفي تلك الأثناء قرأ لوستيغ في صباح أحد الأيام أن سلطات مدينة باريس تشكو من تكاليف صيانة برج إيفل والإشراف عليه، وهنا جاءته الفكرة الجنونية، فتنكر بزيّ وزير في الحكومة الفرنسية، وتواصل مع 6 من تجار المعادن الأغنياء، داعياً إياهم إلى تفكيك برج إيفل وبيعه كخردة بعد شرائه منه، مدعياً بأن هذا البرج القبيح لم يكن مرغوباً به كمعلم أساسي في وسط باريس.

ومن أجل إقناع ضحيته، اعتنى لوستيغ بالتفاصيل، فعقد العديد من الاجتماعات وقام باستئجار سيارة ليموزين ثم أجرى جولة في برج إيفل، تماماً كأي شخصية سياسية رفيعة المستوى. وبسبب هذه التمثيلية المحترفة كانت أيادي التجار في جيوبهم وتفاصيل السعر في رؤوسهم، لكن نجاح الصفقة كان مهدداً بسبب زوجة مشككة لأحد الشارين المحتملين. سألت هذه الزوجة لوستيغ: "لماذا يتم الموضوع بهذه السرية الكبيرة؟"، فأخذها جانباً وأخبرها بقصة ملفقة، اعترف لها بأنه رجل سياسة فاسد، وبأن الصفقة يجب أن تتم تحت الطاولة لذلك تعتبر السرية شرطاً أساسياً، واللافت في الأمر أن الزوجة صدقت الكذبة، فكان الفساد منتشراً بشكل واسع في فرنسا خلال تلك الفترة لدرجة، وبهذا تم إتمام الصفقة بنجاح.

وبعد بضعة أشهر، لم يكتف لوستيغ بما فعله، فعاد إلى باريس مرة أخرى، وتفاجأ بأن ضحيته تاجر الحديد أندريه بواسون يحاول ملاحقته لأنه شعر بالإهانة من وقوعه في عملية نصب لدرجة أنه لم يقم بتقديم شكوى رسمية حتى، فجمع لوستيغ مرة أخرى مستنداته المزورة وتوجه إلى تجار المعادن، لكن قصة عمليته وصلت إلى الشرطة وتم إحباط محاولته الثانية، الا أنه لم يتأثر بهذا الفشل وهرب من قبضة العدالة وتابع حياته المليئة بالاحتيال. ولكن لسوء حظه ألقي القبض عليه أخيراً عام 1935 في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد أن وجد رجال الشرطة بحوزته مفتاحاً لخزينة في محطة المترو بمنطقة التايمز سكوير في نيويورك، وداخل هذه الخزينة وجدوا 51 ألف دولار من النقود الزائفة بالإضافة إلى القوالب المستخدمة في صنعها. تم إرساله إلى السجن، ثم هرب قبل يوم من محاكمته، إلا أن فترة هروبه لم تكن طويلة، إذ ألقي القبض عليه مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة في سجن ألكاتراز حيث بقي هناك لمدة 12 سنة قبل أن يموت بمرض ذات الرئة (Pneumonia) في عام 1947.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم