يسوع المسيح في نبوءات العهد القديم

عندما تراءى يسوع من بعد قيامته لتلميذي عماوس، قال لهما: "يا قليلَي الإدراك وبطيئَي القلب في الإيمان بما نطقت به الأنبياء! أفما كان ينبغي للمسيح أن يكابدَ هذه الآلام ليدخل إلى مجده؟ ثمّ شرع يفسّر لهما ما يختصّ به في جميع الأسفار، من موسى إلى سائر الأنبياء" (لوقا 25:24-27). نسمع بعض الناس يقولون: ما لنا ولقراءة أسفار العهد القديم؟ يكفي أن نقرأ أسفار العهد الجديد. جوابنا أنّ العهد القديم هو بالنسبة إلى العهد الجديد كالسؤال بالنسبة إلى الجواب. فلا نستطيع أن نفهم الجواب إن لم نتعرّف أوّلاً الى السؤال. ولا نستطيع أن نفهم المسيح إن لم نعرف ما كان ينتظره شعب الله من المسيح المزمع أن يأتي في ملء الزمان. فالمسيح هو جواب الله عن انتظارات الشعب في العهد القديم، منذ موسى النبيّ الذي، قبل وفاته، ذكّر الشعب بوصايا الله، ثمّ قال لهم: "سيُقيم لكم الربّ إلهكم نبيًّا من بينكم، من إخوتكم بني قومكم مثلي، فاسمعوا له" (تثنية الاشتراع 15:18). وهذا النبيّ هو الذي قصده اليهود في سؤالهم يوحنا المعمدان: "من أنتَ؟ فاعترف بغير لُبْس، وصرّح قائلاً: لستُ المسيح. فسألوه: ماذا إذن؟ أإيليّا أنت؟ قال: لستُ إيّاه - النبيّ أنتَ؟ أجاب: لا" (يوحنا 19:1-21).وعندما كثرت شرور ملوك إسرائيل، تنبّأ الأنبياء، على فترات متعدّدة، بأنّ الله سوف يرسل من قبله ملكًا مسيحًا ممتلئًا من الروح القدس، ينشر العدل والسلام...