الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

850 إطفائياً تجنّدوا لأيام... ما سبب الحرائق المتكرّرة في البرتغال؟

المصدر: (أ ف ب)
850 إطفائياً تجنّدوا لأيام... ما سبب الحرائق المتكرّرة في البرتغال؟
850 إطفائياً تجنّدوا لأيام... ما سبب الحرائق المتكرّرة في البرتغال؟
A+ A-

تواجه #البرتغال خلال الصيف خطرا كبيراً للحرائق مرده بشكل خاص إلى الارتفاع المطرد في معدلات الحرارة لفترات أطول خلال العام جراء #التغير_المناخي، وسوء إدارة الغابات فضلا عن الأساليب غير الملائمة المعتمدة من عناصر الإطفاء، بحسب تحذيرات الخبراء.

ويشير هؤلاء أيضا إلى أن حركات النزوح الكثيفة من الأرياف في الداخل البرتغالي نحو المدن الساحلية تفاقم المشكلة.

وبقي نحو 850 إطفائيا الأربعاء مجندين لإخماد ثلاث حرائق كبيرة أتت على مساحات شاسعة في منطقة كاستيلو برانكو المكسوة بالأحراج على بعد 200 كيلومتر شمال شرق لشبونة.

وباتت مشاهد الأراضي والغابات المتفحمة من يوميات السكان في البرتغال حيث تلتهم حرائق الغابات في كل صيف المساحات الخضراء من منطقة الغارفي السياحية في أقصى جنوب البلاد وصولا إلى التلال الخضراء في الشمال على الحدود مع منطقة غاليثيا الإسبانية.

كما أن قسما كبيرا من الإطفائيين في البلاد يعملون بشكل تطوعي وسرعان ما يجدون أنفسهم فاقدي الحيلة في مواجهة الحرائق الضخمة التي تنتشر سريعا في البلاد.

ويقول الخبير في حرائق الغابات في جامعة كويمبرا البرتغالية دومينغوس جافيير فييغاس: "حالما تتم السيطرة على النيران، على الإطفائيين أن يحتووها بصورة أفضل، على سبيل المثال من خلال استخدام مواد كيميائية لإبطاء الاشتعال كما الحال في بلدان أخرى".

ويضيف: "غالبا ما تتم السيطرة على حريق في الليل قبل أن يندلع مجددا في الصباح (...) من الطبيعي حصول حرائق إلا أن المشكلة تكمن في أنها تتمدّد سريعا في البرتغال".

ويوصي الخبراء أيضا بزرع عدد أكبر من أشجار البلوط والكستناء وغيرها من الأشجار الأكثر مقاومة للنيران من الصنوبر أو الكينا المنتشرة على نطاق واسع في البلاد.

ورغم مخاطر الحرائق، لا تزال أشجار الكينا المعروفة بنموها السريع من دون الحاجة لعناية كبيرة وأيضا بسرعة اشتعالها، تزرع لتلبية الطلب الكبير من قطاع لب الورق البارز في البرتغال.

إلى ذلك، "تنتشر في وسط البرتغال وشمالها غابات كثيفة بلا أي حماية طبيعية من شأنها إبطاء تمدد النيران أو وقفه"، بحسب أخصائي المناخ في جامعة لشبونة كارلوس دا كامارا.

وقال دا كامارا لقناة "سيك نوتيسياس" البرتغالية الخاصة: "قبل أربعين عاما كانت هذه المساحات الحرجية المطهرة موجودة بفضل الزراعة وتربية المواشي لأن البرتغال كانت بلدا ريفيا بشكل خاص، غير أن الأوضاع تبدلت".

ومنذ بدأ الشباب يهجرون قراهم بحثا عن فرص عمل أفضل في المدن، باتت أكثرية قاطني الأرياف من المالكين الطاعنين في السن غير القادرين على تطهير أراضيهم ومحيط منازلهم القريبة في أكثر الأحيان من الغابات.

ويحذر دومينغوس جافيير فييغاس من أن "ثمة نقصا مستمرا في التوعية إزاء مخاطر الحرائق كما أن الكثير من المزارعين والسكان لا يزالون يحرقون أوراقا متساقطة على أراضيهم، حتى في ظروف جفاف".

ويؤكد كارلوس دا كامارا أن مواسم الصيف في البرتغال تزداد حرا وجفافا وتطول مدتها الزمنية بسبب التغير المناخي الذي يفاقم خطر حرائق الغابات.

وبات موسم الحرائق يبدأ من حزيران ويستمر حتى تشرين الأول، بعدما كان يقتصر على الفترة الممتدة من تموز إلى أيلول.

وقال وزير الداخلية البرتغالي إدواردو كابريتا الثلثاء خلال زيارة إلى المناطق التي أتت عليها الحرائق في كاستيلو برانكو إن "الظروف المناخية وخصائص غاباتنا تجعل اندلاع حرائق كبيرة أمرا محتما".

غير أنه أشاد بنتائج التدابير التي اتخذتها الحكومة عقب أسوأ الحرائق في تاريخ البلاد والتي أودت بحياة 114 شخصا في حزيران وتشرين الأول 2017.

وتشمل هذه التدابير تقليصا تدريجيا في زراعة أشجار الكينا وتبسيطا في عمليات مسح الأراضي في الغابات وإرغام المالكين على تطهير أراضيهم في محيط 50 مترا حول المنازل المعزولة تحت طائلة دفع غرامات وحتى استخدام رؤوس ماعز لتطهير الأحراج.

ويشير كابريتا إلى أن البرتغال سجلت نحو 12200 حريق غابات العام الماضي، في مقابل 20 ألف حريق في المعدل سنويا بين 2009 و2018.

ويوضح أنّ "التغير المناخي وخصائص غاباتنا تتطلب ردا ونحن نفعل ذلك وعلينا مواصلة هذا العمل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم