الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

العزف على الرباب في ما هو قطع الحساب

سمير عطاالله
Bookmark
العزف على الرباب في ما هو قطع الحساب
العزف على الرباب في ما هو قطع الحساب
A+ A-
أمضيت من العمر خارج هذا البلد أكثر مما امضيت فيه، وكلما ابتعد المرء زاد حبّه، لأن البعد يزيل التذكارات السيئة ويصطفي المليحة والطيبة منها. وقد تنوّع قدري وسفري بين ما سماه العالم الفرنسي الكبير الفرد سوفي "العالم الثالث"، أي آسيا وافريقيا، واميركا الشمالية واوروبا.عشت يوميات تلك البلدان مثل أهلها وسكانها. أتابع وأتأثر بكل الشؤون، فهذه سنّة الحياة. أعجبت وتعجبت.أيدت وعارضت. ومن جملة الغربة، ربع قرن في لندن، حيث رزقت ابني وابنتي، واعطينا الجنسية مع رسالة باسم الملكة مثل سائر المواطنين. وفي لندن تبين لنا أن الحقيبة الثانية في الحكومة، المال، التي يسمى حاملها مستشار الخزينة. وفي السنة المالية من كل عام، سواء كان المستشار محافظاً أو عمالياً، يعدّ موازنة الدولة في وقتها، ويرفع أمام المصورين حقيبة جلدية عتيقة، حمراء، معلناً أن تفاصيل الموازنة في داخلها.ومن ثم يعرض تفاصيلها على الناس والبرلمان. وغالباً ما يعتذر عن اضطراره الى زيادة بنس أو بنسين، على ليتر الحليب، أو ربعية (بطحة البيرة)، وكلاهما من ضرورات الحياة، لا فرق إلا في اللون. والانتعاش.ومثل كل قادم من العالم الثالث، كنت أضحك في نفسي من حكاية البنس والبنسين، في موازنة بريطانيا العظمى. لكنني عندما سافرت في أوروبا الشرقية، رأيت أن الدولة تدعم قبل أي شيء، البيرة والحليب. يجب أن تتجنب تذمر الناس، مهما كانت حرية التذمر محظورة. إذن، في الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم