شربل زوي لـ"النهار": الإبداع مفتاح كلّ شيء... وجينيفر لوبيز أطلقتني
هو ابن القاع، ضيعة لبنانيّة يتصف أهلها بالكرموطيبة القلب والضيافة، والده يحب الزراعة ومنه أخذ حبه للطبيعة.
المصمم شربل زوي معطاء و"طيّب القلب"،ولطالما أزعجته هذه الصفة لأنها قادته في بعض مراحل عمره إلى الصدمات. ذاع صيتهبعدما ألبس جينيفر لوبيز. أسلوبه ذو نكهة خاصّة ولمسة غريبة أذهلت النساءالعربيات، وعبّدت له الطريق ليدخل الى منطقة الشرق الأوسط من بابها العريض.
تاريخه مع نجمات هوليوود رفع اسم لبنان عاليا كحالبعض المصممين اللبنانيين الذين نفتخر بهم كثيراً.
"النهار" قابلته فكان هذا اللقاء:
سمعنا باسمك منذ سنوات قليلة فأين كنت قبلها؟
الحقيقة كنت في باريس مع أهلي، تخصصت هناك فيالخياطة والتصميم في مدرسة Esmod ثمّعرض عليّ العمل في الكويت فذهبت الى هناك لفترة معيّنة، وبعدها افتتحت مشغلاً خاصاً بي. مرّ الوقت بسرعة قررت خلالها أن أنطلق من بيروت ومن وطني، فعدت اليه في عام2018 وافتتحت مشغلاً فيه.
العروس ميريام وطفة عون في فستان من تصميم شربل زوي
فجأة اشتهرت، كيف حصل ذلك؟
بداية القصّة كانت عندما ربحت جائزة تصميم وخياطةفي ميامي بيتش، حيث كان روبرتو كافالي من أعضاء اللجنة، كنت أثناءها في الكويتفبعثت ملفي ورسوماتي الى ميامي ثمّ طلبوا منا أن ننفّذ فستاناً من تصميمنا،فابتدعت فستاناً يتميّز بقصّة حوريّة البحر منفّذ بقساطر من الحديد وملفوفبالمخمل، الموديل فاجأ اللجنة الحاكمة لما يتميّز من غرابة وإبداع، فربحت الجائزةوكان الفستان قد نشر على المواقع الإعلامية وفي المجلات ولفت نظر النجماتوالفاشينيستا. بعدها ألبست فاشينيستا كانت تقدم برنامجا ترفيهيا، فصممت لهافستاناً مزيّناً بالشواروفسكي ونال الإعجاب كثيراً.
تصاميمك غريبة، تستعمل فيها مواد غير مألوفة
هذا صحيح، فأنا صممت في بدايتي مجموعات منفّذةبالبلاستيك ومجموعة حرفيّة من المواد المتنوّعة، أحب هذا الأمر كثيرا.
ماذا عن هوليوود، كيف طرقت بابها وخصوصاً أن شهرتكذاعت من خلال إلباس نجماتها؟
الحقيقة أن تعاملي مع جينيفر لوبيز أطلقني فيالعالم بعدما صممت لها فستاناً فضياً مثيراً جداً وراقياً في نفس الوقت، ثم بعدهاصممت لها جمبسوت رائعاً لونه أزرق أنهيته بخمسة أيام كما صممت لها فستاناً بدا علىشكل وشوم على جسدها. تعاملت معها مباشرة، هنا بدأت النجمات يطلبنني من بيونسيه الىبريتني سبيرز إلى نيكي ميناج الى باريس هيلتون...
أنت تتعامل معهنّ مباشرة؟
نعم، في الحقيقة البعض نصحني باعتماد مكتب للعلاقاتالعامة يتولى التعاطي معهنّ مباشرة من دون أن أتعب أنا رأسي، لكنّ النجمات طلبنمنّي أن تكون العلاقة مباشرة معي فهنّ يرتحن إليّ لأنني أفهم عليهنّ. في الواقعغالبية المصممين اللبنانيين والعالميين لديهم مكتب للعلاقات العامة فهم لايدخلونبالتفاصيل مع مطلق فنانة هوليووديّة.
هل تدفع لهنّ لارتداء تصاميمك؟
كلا، فهنّ يلبسن تصاميمي ويطلبنني شخصياً من دونأي ثمن يذكر، لكنني لا أخفي عليك أنّ البعض من نجمات هوليوود يطلبن مالاً، فمثلاًمستشار الملابس لدى كايتي بيري هو صديقي وقد استعان بملابسي لإلباس بعض النجمات ولكنهلم يأخذ أي فستان لكايتي بيري فاستنتجت أنها لا ترتدي مطلق تصميم من دون أن تقبضالثمن.
العمل مباشرة مع النجمات الهوليووديات يلزمكبالسفر إليهنّ باستمرار...
هذا صحيح، ولكن عند الضرورة. لقد افتتحت صالة عرضلي في لوس أنجلس ولديّ فريق عمل يذهب إليهنّ ويتكفل بكل التفاصيل كما أنني أتواصلمعهنّ دائما عبر سكايب أو التلفون أو البريد الالكتروني مما يسهّل العمل علىالقطعة. على كل حال أنا من الأشخاص الذين يفضلون الإشراف على كل شيء شخصيا ونتيجةلذلك أصبح لديّ علاقة شخصية معهنّ وبخاصة جينيفر لوبيز وباريس هيلتون. صحيح أننيأتعرّض لضغط لكن هذا الأمر يفرحني.
هل بسببهنّ عرضت مجموعتك الأخيرة في أميركا؟
واحد من الأسباب، فأنا أصبح لديّ سوق في الولاياتالمتحدة الأميركيّة، وإلباس نجمات هوليوود أعطاني شهرة كبيرة، كنت سأعرض المجموعةفي لبنان والعالم العربي أيضاً، إلاّ أنّ الثورة وكورونا وبعدها مشكلة البنوكأوقفت كل شيء.
تكلمنا عن نجمات هوليوود ماذا عن سوق الدولالعربية؟
بالطبع فأنا لديّ الكثير من الزبائن في الكويتوقطر ودبي والسعودية، لقد أحبوا عملي لأنه ليس تقليديا بل يحتوي على لمسات غريبة.طبعا يختلف التصميم بين النجمة الهوليووديّة والمرأة العربية، لكن يبقى عاملالغرابة موجوداً في تصاميمي.
صف لنا أسلوبك؟
يتميّز أسلوبي بالجرأة المهذّبة، أنا رسام أيضاًأرسم لوحات لذلك أشعر أن الطابع الخاص بي يحمل الكثير من الفن، كأنه قطعة فنيّة.هيفاء وهبي مثلا تعرض فساتيني في غرفتها على شكل ديكور بحيث سلّطت الإضاءة الجميلةعليها. منذ صغري لديّ خيال واسع مع نفحة فنيّة قويّة، حتى أنني أغني الأوبرا فالموسيقىتعني لي كثيرا وقد استوحي منها تصاميمي. وأخيراً عرض عليّ في باريس أن أمرّرعارضاتي على المنصّة وأغني الأوبرا في نفس الوقت لكن حلول كورونا أجّل كل شيء.
اشتهرت بفساتين الأعراس، ما المميز فيها؟
لا شك أن الأساس هو كلاسيكي ولكن دائماً هناك لمسةغريبة تبعد الفستان عن اللمسة التقليديّة، أنا إشتهرت من خلال فستان عرس Skinny معطرحة كبيرة عام 2010، الفستان يشبه الوردة، كما كنت أوّل من أدخل القماش اللحميعلى الكورساج والتنانير مع تطريز شبيه بالوشوم.
حين أرى العروس وأتكلّم معها أتخايل فوراً الفستانالذي يشبهها ودائما هناك لمسة غريبة وأوريجينال أضفيها على فستان العرس. وقد عرضلي فستان عرس في مجلة فوغ كنت قد صممته لعروس أحد رجال الأعمال المعروفين فياوستراليا، واحتل الفستان المرتبة الأولى حيث اختارته "فوغ" من بينالعديد من الفساتين التي نفّذت في السنوات العشر الأخيرة.
ألا تخطّط للعرض في باريس؟
هناك دائما تخطيط ولكن كل شيء متوقف الآن بسببوباء كورونا وظروف البلد، فالأمر جامد وهذا يوجعني كثيرا وبخاصة بعد حادثة المرفأ،وأنا ضائع الآن لا أعرف ماذا عليّ أن أفعل، فأنا اخترت لبنان لأنطلق منه، جئت إليهعام 2018 ولكن الآن مع دخولي عمر 31 ، أنا محتار وسأجتمع مع مديرة أعمالي قريباًلأجد الحل. فإذا انتقلت الى باريس ستكون الأمور سهلة أمامي من حيث دخولي الى جدولالنقابة لكوني خريج فرنسا ولكنني أفضل بصراحة أن أبقى في لبنان لأنه وطني، انظريالى زهير مراد لقد تضرر جداً بسبب إنفجار المرفأ لكنه قام من بين الركام مطلقامبادرة إنسانيّة لدعم ضحايا الانفجار تحت شعار "Rise from the ashes" وقد تفاعل مع الحملة العديد من المشاهير في العالم وأناأحييه على هذه المبادرة.
ما الذي تتصف به إجمالاً؟
طيبة القلب، وأحيانا أتلقى الصدمات بسبب هذه الصفةولكن بدأت أضع لنفسي حدوداً تجاه هذا الأمر (يضحك).