الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في ظل جدل مستمرّ حول الامتحانات الرسمية... هذه معاناة طلاب الشهادات

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية (حسام شبارو).
تعبيرية (حسام شبارو).
A+ A-

شكّل التعليم عن بعد موضوع جدل طوال العام الدراسي الماضي والعام الحالي. كثرت التحديات أمام الأهل والطلاب والأساتذة أيضاً في ظل نظام تعليمي غير مجهز لمثل هذا النمط. يُضاف إلى ذلك أن المشكلة الأساسية التي واجهها الكل في عدم توافر التعليم المتساوي للكل، واضطلاع عوامل عدة بذلك. وفيما كثرت الصعوبات، يبدو التحدي أكبر بعد أمام طلاب الشهادات الرسمية، وفق ما أوضحت الاختصاصية في المعالجة النفسية شارلوت خليل، خصوصاً في ظل الارتباك المرتبط بالامتحانات وعدم وضوح الصورة بالنسبة لهم ما أدخلهم في دوامة وزاد من الصعوبات عليهم بنسب غير متساوية أيضاً.

ما التحديات التي واجهت الطلاب في التعليم عن بعد؟

كثرت المشكلات التي واجهها الطلاب طوال عامين دراسيين مما أدى إلى عدم تأمين التعليم بطرق مستاوية للكل، نظراً لمشكلة البطء في الانترنت وتأمين الأجهزة الالكترونية التي قد لا تكون متوافرة في منازل كثيرة لكافة الاطفال. وأكثر بعد، إن توافر التعليم لم يكن ممكناً، بحسب خليل،  لمختلف الفئات العمرية. فلا يَخفى على أحد أن التلقي لا يكون بالمستوى نفسه في مختلف الأعمار، ويكون متفاوتاً أصلاً بحسب القدرات التعليمية للأطفال. فثمة طلاب صغار مثلاً لم يتعرفوا سابقاً إلى المدرسة والتعليم ما يزيد من الصعوبات بالنسبة لهم، في المقابل ثمة أطفال اكبر سناً وأكثر استقلالية ويمكن أن يعتمدوا على أنفسهم في التعامل مع الاجهزة الالكترونية. حتى أن الظروف لم تكن متساوية بالنسبة للأهل الذين هم أيضاً في مستويات متفاوتة في هذا المجال.

كذلك بالنسبة إلى الاساتذة والمدارس، فواجهتهم تحديات كثيرة في هذا النظام التعليمي الجديد لهم، والذي يتطلب الكثير من الجهود والوقت ليكونوا في جهوزية أمام تجربة جديدة لم يسبق لهم أن خاضوها. هذا ومن كان يحتاج إلى المساعدة ممن يعانون اضطرابات تعليمية أو لغوية واضطرابات في النمو أو توحداً، فبالنسبة إلى هؤلاء، أياً كانت المراحل العمرية التي هم منها، يبدو التواصل أساسياً لهم عادةً ويتم التعامل معهم على هذا الأساس فاضطروا إلى الاعتياد على التباعد الجسدي. وبالتالي واجهوا وأهلهم المزيد من التحديات والصعوبات في هذه المرحلة.

في المقابل، لا تنكر أن التعليم أونلاين كان ذي فائدة للبعض بسبب التوفير في الوقت والمرونة. كما استطاع الأهل اكتشاف قدرات أطفالهم فيه بشكل افضل وطريقة الأساتذة في التعليم والتعلّم منها مما يسهّل متابعتهم.  حتى أن بعض الطلاب الذين كانوا يواجهون صعوبات ترتبط بالأداء وبالقلق حيال هذا الموضوع أظهروا تحسناً ملحوظاً

مع التعليم عن بعد لعدم وجود المجال للمقارنة مع رفاقهم في الصف، مما زادهم ثقة بالنفس.

ماذا عن طلاب الشهادات الرسمية، في ظل الارتباك الحاصل حول الامتحانات الرسمية؟

بالنسبة إلى هؤلاء الطلاب، تزيد الصعوبات بشكل خاص. فقد عاشوا في المجهول وهم يعانون ارتباكاً لا يعرفون ما إذا كانت هناك امتحانات رسمية أو ما إذا كانت ستلغى في نهاية العام الدراسي. فهل عليهم أن يستعدوا لهذه الامتحانات أو لا؟

بحسب خليل، صحيح أنه من واجب الطالب أن يدرس بغض النظر عما إذا كان سيخضع لهذه الامتحانات او لا، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر ان الامتحان بذاته يشكل دافعاً أساسياً للطالب ليدرس ويثابر بالشكل المناسب ويركز كما هو مطلوب منه أن يفعل. في الواقع، الأضرار طالت الكل في مختلف الأعمار وهذا ما يبدو واضحاً وهؤلاء الطلاب خصوصاً مروا، ولا يزالون، بمراحل صعبة من الارتباك والحيرة. هذا فيما يحتاج الكل إلى تحضير الطلاب للعودة إلى المدارس بعد عام ونصف العام مع فيروس كورونا وما رافقه من توتر وقلق واضطرابات، بمن في ذلك الأهل والأساتذة. فهذا الموضوع يحتاج إلى التحضير لاستراتيجيات للعودة والتعليم بعد هذه المدة الطويلة في التعليم عن بعد. فالمسألة، كما تؤكد خليل لا يمكن أن تتم بطريقة عشوائية أو تلقائية في مثل هذه الظروف.

تميز خليل ما بين طلاب البريفيه وطلاب الشهادات الثانوية مشيرةً إلى أنه بالنسبة إلى طلاب البريفيه فقد عاشوا صراعاً مع الأهل الذين سعوا طوال العام الدراسي إلى تحفيز أبنائهم الذين كانوا يشعرون بالارتباك لعدم وجود أهداف واضحة وهم أمام المجهول يعانون تحديات كثيرة كالحجر والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات. فالتحدي الأكبر أن كثراً من هؤلاء الأطفال لم يجدوا الدافع للتركيز على الدراسة بجدية والذي قد يجدونه عادةً في الامتحانات أيضاً.

أما بالسنسبة إلى طلاب الشهادة الثانوية فقد أمضوا السنتين الأخيرتين من الدراسة بأجواء من التوتر والضياع والتغيير التام فيما يُفترض أن يحصل في هذه الفترة من حياتهم من تحضير للدراسة الجامعية وتوجيه والقلق حيال التقدم بطلبات الدخول للجامعات خارج لبنان وما إذا كان هذا ممكناً وحيال الامتحانات الرسمية وما إذا كانت ستتم. هذا إضافةً إلى حفل التخرج المنتظر طوال سنوات والذي لا يمكن أن يتم بسبب الجائحة فيقام افتراضياً بغياب اللقاءات المباشرة مع الأصدقاء. فيحيط بهم المجهول من كل صوب، إضافةً إلى الصعوبات التعليمية للبعض في التعليم عن بعد حيث أن ثمة من يحتاجون إلى إرشاد وتوجيه مباشر من الاساتذة.

أما الأزمة المادية فقد أثرت بالطلاب ككل، خصوصاً هؤلاء الذين يجهلون ما سيكون عليه مستقبلهم في مثل هذا الوضع الذي قد لا يتمكن فيه الأهل من تأمين أقساط الجامعة مثلاً أو السفر للتخصص. هذه الأمور كلّها اثرت بشكل واضح بطلاب الشهادة الثانوية بشكل خاص، إضافة إلى كافة المشاكل والتحديات التي أثرت بالطلاب ككل وبطلاب البريفيه ايضاً الذين هم أيضاً ينتظرون حتى اللحظة ما ستكون عليه الامتحانات التي سيخضعون لهم في ظل تضارب في الآراء وغموض يحيط بها.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم