الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

#حقن_بالحماية - بعد حادثة الطفلة ريتال... كيف نُجنّب الأطفال وجع الطلاق وآثاره النفسية؟

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
وجع الانفصال وآثاره على الطفل (تعبيرية).
وجع الانفصال وآثاره على الطفل (تعبيرية).
A+ A-

ما شاهدناه بالأمس من صراخ ودموع في مخفر جب جنين مع الفتاة ريتال ليس سوى عينة صغيرة لواقع يكشف خفايا كثيرة وقصص موجعة لأطفال يدفعون ثمن طلاق أهلهم. ما يحصل داخل الغرف المغلقة أخطر من بعض المشاهد المسرّبة لمسألة الحضانة والإنسلاخ العاطفي والعذاب النفسي الذي يتأرجح عليه الطفل أمام خلافات ونزاعات أهله.

لن ندخل في موضوع الحضانة والمحاكم الروحية والشرعية والقوانين غير المستحدثة. ما يهمنا اليوم كيف نُجنب أولادنا ثمن طلاق والديهم وكيف يمكن حدوث الطلاق بأقل ضرر ممكن؟

يصعب نسيان كلمات الطفلة "الله يخليكي ما تخليني روح معه"، كما يصعب مشاهدة التسجيل حتى النهاية بسبب مشاهده القاسية وما يُخلفه من "خضة نفسية". نحن مسؤولون عما يجري بطريقة او بأخرى، المواساة وحدها لا تكفي، المساءلة والاعتراض أيضاً، نحن نحتاج الى التحرك والمطالبة بمتابعة نفسية للعائلة التي تواجه الطلاق في المحاكم الروحية والشرعية من أجل مصلحة الطفل أولاً وأخيراً. لكن كيف يمكن مساعدة الطفل على تخطي آثار الطلاق النفسية وأن يحدث الطلاق بأقل ضرر ممكن؟ وكيف يجب على الأهل التعاطي مع الطفل خلال الطلاق والزيارة الأسبوعية؟

تشرح المعالجة النفسية ماري شاهين في حديثها لـ"النهار" أنه "قبل الخوض في ما تخلفه وما تُخفيه هذه الحادثة من وجع نفسي كبير، علينا أن نعرف أولاً أن الطلاق عموماً يُخلّف حزناً كبيراً عند الطفل ويتمنى دوماً أن يعود والداه إلى بعضهما لأنه يحلم بالاستقرار والأمان. أما بالنسبة إلى الفتاة ريتال، فصراخها وبكاؤها يُخفيان وراءهما وجعاً وقلقاً كبيرين، هذا الصراخ ليس مجرد صراخ طفلة ترفض الذهاب مع والدها، بل هو يُخفي خوفها وحالة الصدمة التي تعيشها، والانسلاخ الحاصل نتيجة ابتعادها عن والدتها. هناك وجع داخلي كبير وشعور بعدم الأمان يعود لأسباب كثيرة لن نعرفها إلا باجراء تقييم نفسي للفتاة للتأكد من حقيقة ما جرى معها وما الذي يجعلها ترفض الذهاب مع والدها. لكن ما يمكن قوله إنها لا تشعر بالأمان وهناك ما يقلقلها ويزعجها ويجعلها غير مرتاحة وخائفة".

وتضيف شاهين قائلة: "إن ما جرى مع الفتاة وطريقة أخذها من والدتها، يجعلها تشعر أن لا أحد يدافع عنها، حتى والدتها كانت عاجزة عن ذلك بسبب القوانين، وهذا العجز وعدم الدفاع عنها يجعلانها تفقد ثقتها بالناس وربما بالقضاء الذي لم ينصفها".

ريتال واحدة من ضحايا الأطفال الذين يدفعون ثمن هذا الانفصال والطلاق بين الأهل، لكن كيف؟ ما هي الآثار النفسية التي يعيشها الطفل؟ وكيف يمكن مساعدته لتخطي هذا الطلاق بأقل ضرر ممكن؟

برأي شاهين أن "الطلاق ينعكس سلباً على الطفل ويترك آثاراً نفسية في المدى القريب والبعيد، لاسيما عند إهمال مشاعره واستخدامه كوسيلة للانتقام بين الشريكين. ويشعر الطفل بـ:

* عدم استقرار عاطفي وفعلي نتيجة ذهابه أسبوعياً إلى منزل أحد الشريكين وعيشه في منزل أحدهما.

* تشير كل الإحصاءات إلى أن المؤشر الأول للطلاق يظهر في تراجع التحصيل العلمي للطفل وعلاماته المدرسية. فالوجع والصدمة اللذين يعيشهما الطفل يدفعانه إلى التفكير بأمور أخرى وعجزه عن التركيز في الدراسة.

* يفقد الطفل ثقته بنفسه وبالناس وبأهله، وقد يعاني من اضطرابات مزاجية وأمراض نفسية وإدمان نتيجة ما يعيشه من صراع داخلي وحزن وقلق وضياع.

لذلك تنصح شاهين كل ثنائي يواجه الطلاق على حماية أطفالهم من هذا العذاب النفسي والتقليل من أضراره من خلال:

* عدم استخدام الأطفال كوسيلة للانتقام من الشريك.

* عدم تحطيم صورة الأب أو الأم في ذهن الولد، لأنه برغم كل الخلافات يبقى الأب والده والأم والدته ولن يتغيّر شيء مهما فعلنا.

* عدم الحديث عن الوالد أو الوالدة بطريقة سلبية أمام الولد وتأمين محيط آمن له.

* طلب المساعدة من معالج أو اختصاصي نفسي لتخطي هذه المرحلة بأقل ضرر، ونتمنى أن تستعين المحاكم الشرعية والروحية بمعالج نفسي لمتابعة العائلة على تخطي هذه المرحلة وضمان نمو الطفل بطريقة صحية وسليمة قدر المستطاع.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم