"جنود إماراتيّون ارتدوا البرقع الأفغاني خلال هروبهم إلى مطار كابول"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

في المزاعم المتناقلة، ان الصورة التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر "القبض على جنود امارتيين خلال محاولتهم الهروب إلى مطار كابول وهم يرتدون البرقع النسائي الافغاني". غير أن هذه المزاعم مختلقة. الصورة تعود الى 5 آب 2012، وتظهر "نساء أفغانيات ينتظرن تلقي تبرعات غذائية في مدينة جلال آباد". FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تظهر الصورة عددا من الاشخاص لبسوا البرقع الأفغاني الأزرق، وكانوا يقفون جنبا الى جنب. وقد تكثف التشارك فيها في الايام الماضية، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "القبض على جنود امارتيين محاولين الهرب باتجاه مطار كابل وهم يرتدون البرقع النسائي الافغاني". 
 
 
 
 
التدقيق: 
تنتشر هذه الصورة بالتزامن مع سيطرة حركة طالبان على القصر الرئاسي في كابول، الأحد 15 آب 2021، بعد فرار الرئيس أشرف غني الذي أقر ب"انتصار" طالبان (وكالة فرانس برس، 15 آب 2021). وبذلك سيطرت طالبان على أفغانستان بعد عقدين من إطاحة حكمها، وسط انهيار في صفوف القوات الحكومية وانسحاب القوات الأميركية.
 
وفي اليوم التالي، بدأ إجلاء ديبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان بشكل عاجل. وتدفقت حشود هائلة على مطار كابول، ما أدى إلى فوضى عارمة. وبدأت طائرات عسكرية من كل أنحاء العالم جسرا جويا لإجلاء آلاف الأشخاص بشكل عاجل قبل موعد 31 آب المقرر لاستكمال انسحاب القوات الأجنبية من البلاد (وكالة فرانس برس، 29 آب 2021). 
 
- حقيقة الصورة -
لكن الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالمستجدات الأخيرة في أفغانستان، وفقا لما يبينه التدقيق فيها. 
 
فالبحث العكسي عنها، بواسطة مختلف محركات البحث، يقودنا الى مصدرها الاصلي، وكالة Getty Images التي نشرتها (هنا) في 5 آب 2012، مرفقة بالشرح الآتي: "نساء أفغانيات ينتظرن تلقي تبرعات غذائية من جماعة الإصلاح في مدينة جلال آباد في 5 آب 2012. ومن المتوقع أيضًا أن يقدم المسلمون المتدينون الذين يصومون شهر رمضان الزكاة إلى المحتاجين". تصوير: نورالله شيرزادا  Noorullah Shirzada. 
 
 
هل توجد قوات إماراتية في أفغانستان؟ 
نعم، القوات الاماراتية موجودة في أفغانستان منذ بداية عمل قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) عام 2001 (هنا، وهنا ايضا). ويرد اسمها في لائحة الدول التي شاركت في عمل القوة الدولية (هنا، وهنا).
 
ووصف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في كلمة أمام قمة حلف شمال الاطلسي/ ايساف في لشبونة، في 21 ت2 2010، مشاركة الامارات في قوة ايساف الدولية بأنها "فعالة"، مؤكدا أن "الهم الأول للامارات هو مساعدة أفغانستان في ارتقاء سلّم الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي". 
 
في 11 آب 2003، تولى حلف شمال الاطلسي قيادة عملية إيساف. وفي نهاية عام 2014، أنهت قوة ايساف عملياتها في أفغانستان، ليتم إطلاق مهمة جديدة أصغر غير قتالية ("الدعم الحازم") في 1 ك2 2015، "لتوفير مزيد من التدريب والمشورة والمساعدة لقوات ومؤسسات الأمن الأفغانية"، وفقا لحلف الاطلسي.
 
عام 2018، قبلت أفغانستان عرضاً من الإمارات لتعزيز وجودها من أجل تدريب القوات الأفغانية التي تقاتل المتشددين، وذلك في إطار سعي كابول لتحسين علاقاتها بالدول ذات الأغلبية المسلمة، وفقا لما اوردت وكالة رويترز في تقرير.

ونقلت عن مسؤولين معنيين بإنفاذ القانون في أفغانستان إن "هناك نحو 200 جندي إماراتي موجودون في أفغانستان لتقديم الدعم لفترة تزيد عن عشرة أعوام".

كذلك، نقلت عن مصدر حكومي كبير إن "هناك نحو 200 (عنصر من القوات الاماراتية)، وسينضم اليهم المزيد قريبا، وسيكونون هنا للتدريب والدعم، ولن يذهبوا لساحة القتال إلا عند الضرورة". وحدّد مسؤول حكومي آخر عدد العناصر الاماراتيين الذين سينضمون إلى المجموعة، بـ"60 جنديا آخر سيقيمون في مقر تابع لحلف شمال الأطلسي".

- عمليات الاجلاء من أفغانستان -
مع انطلاق عمليات الاجلاء من افغانستان أخيرا، بدأت الإمارات "استضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال، إضافة إلى اتخاذها جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين لها في المجتمع موقتا"، على ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، وذلك، "تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي إطار المبادرات الإنسانية العالمية لدولة الامارات العربية المتحدة.

وذكرت الوكالة أن "الإمارات سهلت عمليات الإجلاء لنحو 39.827 من الأجانب و الأفغان من أفغانستان وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها".
 
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت في بيان، في 18 آب 2021، أن "الإمارات استقبلت الرئيس الافغاني أشرف غني وأسرته في البلاد"، بعد فراره من افغانستان، وذلك "لاعتبارات إنسانية".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة اطلاقا للمزاعم ان الصورة تظهر "القبض على جنود امارتيين خلال محاولتهم الهرب في اتجاه مطار كابول وهم يرتدون البرقع النسائي الافغاني". الصورة تعود الى 5 آب 2012، وتظهر "نساء أفغانيات ينتظرن تلقي تبرعات غذائية في مدينة جلال آباد".