الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صورة لـ"قصف الناتو ليوغوسلافيا قبل 23 عاماً"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر "قصفا لقوات حلف شمال الاطلسي ليوغوسلافيا قبل 23 عاماً". غير ان هذا الادعاء خاطئ. في الواقع، الصورة من بغداد، عاصمة العراق. وتظهر "النيران مشتعلة في مقر مجلس وزراء صدام حسين وحوله، خلال الموجة الأولى من الهجمات في ما  سمّي عملية حرية العراق، في 21 آذار 2003". FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: الصورة تظهر نيرانا مشتعلة ليلا، بينما تصاعد دخان كثيف بين ابنية. منذ ايام، تكثف التشارك فيها، عبر صفحات وحسابات، عربية وأجنبية، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "يصادف اليوم مرور ثلاثة وعشرين سنة على بدء الناتو قصف يوغوسلافيا. قُتل حوالي 2000 مدني، من بينهم 89 طفلاً على الأقل خلال حملة الناتو التي استمرت 78 يومًا، ودُمرت أو تضررت العديد من المنشآت في عشرات المدن، بما في ذلك عاصمة بلغراد". 
 
 
 
التدقيق: 
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بيوغوسلافيا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يقودنا الى موقع وكالة Getty Images (هنا)، التي أرّختها في 21 آذار 2003، مع شرح انها تظهر "النيران مشتعلة في مقر مجلس وزراء صدام حسين وحوله، في بغداد بالعراق، خلال الموجة الأولى من الهجمات في اطار عملية حرية العراق". 
 
تصوير: Mirrorpix /Getty Images
 
 
- غزو العراق -
في 19 آذار 2003، قادت القوات الأميركية عملية غزو العراق، وذلك على رأس تحالف دولي ضم بريطانيا ودولا أخرى (بي بي سي، هنا). وراوح عدد القوات الأميركية العاملة على الأرض في العراق ما بين 100 و150 ألف عسكري، إذا ما استثنينا فترة صعود موجة المسلَّحين في تلك البلاد عام 2007.
 
وذكر تقرير "بي بي سي" أن "هيئة إحصاء القتلى العراقيين" أفادت أن عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا في العراق حتى تموز 2010، يراوح من 97.461 الى 106.348 شخصا. وكان الشهر الذي وقع فيه غزو العراق، أي آذار 2003، أكثر الفترات دموية، وذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار عدد القتلى في صفوف المدنيين، إذ تقول الهيئة إن 3977 مواطنا عراقيا عاديا قضوا في ذلك الشهر، و3437 قُتلوا في نيسان من ذلك العام.
 
وقد أدَّى بعض التقارير والاستطلاعات إلى وجود طيف واسع من التخمينات والتقديرات المتعلِّقة بعدد القتلى الذين سقطوا في العراق. فقد قدَّر "استطلاع صحَّة الأسرة العراقية"، الذي دعمته الأمم المتحدة، عدد من قضوا في العراق من جرَّاء أعمال عنف في الفترة الممتدة ما بين آذار 2003 وحزيران 2006 بـ 150 ألف شخص. أمَّا مجلَّة "لانسيت" الطبية، فقد نشرت عام 2006 دراسة قدَّرت عدد العراقيين الذين قضوا من جرَّاء الحرب بـ654.965 قتيلا، منهم 601.027 قُتلوا نتيجة أعمال العنف في البلاد".
 
ووفقا لأرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فقدت الولايات المتحدة 4487 عنصرا في العراق منذ غزو تلك البلاد في ما عرف بعملية حرية العراق. وفي 31 آب 2010، أي مع انسحاب آخر من دفعة من القوات الأميركية القتالية من العراق، بلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية 4421 عسكريا، قضى 3492 منهم خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية، بينما بلغ عدد الذين أُصيبوا من جرَّاء العمليات 32 الفا.
 
 
- قصف يوغوسلافيا -
اما قصف حلف شمال الاطلسي ليوغوسلافيا، فقد حصل قبل 4 اعوام على غزو العراق. 
 
في 24 آذار 1999، "بدأ الحلف غارات جوية على يوغوسلافيا بقصف مواقع عسكرية صربية في إقليم كوسوفو اليوغوسلافي. وجاء هجوم الناتو ردا على موجة جديدة من التطهير العرقي شنّتها القوات الصربية ضد ألبان كوسوفو في 20 آذار 1999، وفقا لما أورد موقع History (هنا).
 
و"إضافة إلى المواقع العسكرية الصربية، استهدفت الحملة الجوية لحلف الناتو مباني الحكومة الصربية والبنية التحتية للبلاد في محاولة لزعزعة استقرار نظام الزعيم الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش. وقد دفع القصف والهجمات الصربية المستمرة مئات الآلاف من ألبان كوسوفو إلى ألبانيا ومقدونيا والجبل الأسود المجاورة. وتم نقل العديد من هؤلاء اللاجئين جوًا إلى بر الأمان في الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى. وفي 10 حزيران 1999، انتهى قصف الناتو عندما وافقت صربيا على اتفاقية سلام تدعو إلى انسحاب القوات الصربية من كوسوفو، واستبدالها بقوات الناتو لحفظ السلام". 
 
ووفقا لتقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" (هنا)، "قُتل نحو 500 مدني يوغسلافي في
90 حادثًا منفصلًا على مدار 87 يومًا من القصف، على الرغم من أنه يجب الاعتراف بأن هذا الدليل قد يكون غير مكتمل". وخلصت المنظمة، "بناء على الأدلة التي توفرت حول هذه الحوادث التسعين، إلى أن ما لا يقل عن 488 وما يصل إلى 527 مدنيا يوغوسلافيا قتلوا نتيجة قصف الناتو" (هنا ايضا).
 
و"هذا العدد المؤكد  للقتلى المدنيين أقل بكثير من التقديرات العامة للولايات المتحدة ويوغوسلافيا، بحيث قدّرت تقارير العدد بنحو 1200 على الأقل، وصولا الى 5700 مدني"، على ما اشارت المنظمة. 
 
من جهتها، ذكرت منظمة "العفو الدولية"، في تقرير (هنا)، أن "الحصيلة المفصّلة للقتلى المدنيين تراوح من 400 إلى 600 قتيلا، وفقا لحسابات حكومة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية". واوردت ان "طائرات الناتو نفذت يومذاك أكثر من 38 ألف طلعة جوية قتالية، بما في ذلك 10.484 ضربة جوية، ضد أهداف في مقاطعات كوسوفو وفويفودينا وصربيا الوسطى وجمهورية الجبل الأسود"، نقلا عن الامين العام لحلف الأطلسي يومذاك لورد روبرتسون (هنا، هنا).
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "قصفا لقوات حلف شمال الاطلسي ليوغوسلافيا قبل 23 عاماً". في الواقع، الصورة من بغداد، عاصمة العراق، بحيث تظهر "النيران مشتعلة في مقر مجلس وزراء صدام حسين وحوله، خلال الموجة الأولى من الهجمات في ما سمّي عملية حرية العراق، في 21 آذار 2003".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم