الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الشعب التونسي يجبر النواب على التسوّل في الشوارع عراة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصور المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
الصور المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
A+ A-
يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي ثلاث صور بمزاعم انها تظهر "اخراج الشعب التونسي للنواب من البرلمان واجبارهم على التسول في الشوارع عراة، بعد رفع الحصانة عن المجلس". الا ان هذه المزاعم لا أساس لها. صورة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي ليست حقيقية، لكونها مركبة. والصورتان الاخريان تعودان الى اقتحام مقر حركة النهضة في توزر بتونس، خلال احتجاجات شهدتها البلاد الأحد 25 تموز 2021. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصور الثلاث تكثف في الساعات الماضية، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "تونس بعد رفع الحصانة عن البرلمان، الشعب التونسي يخرج النواب من البرلمان ويجبرهم على التسول بالشوارع عراة". 
 
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار الصور الثلاث مع اتّخاذ الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي يخوض صراعاً منذ أشهر مع حزب "النهضة"، أكبر الأحزاب تمثيلاً في البرلمان، الأحد 25 تموز 2021، قراراً بتجميد كلّ أعمال مجلس النوّاب، معلناً أنّه سيتولّى السلطة التنفيذيّة، في خطوة وصفها رئيس البرلمان راشد الغنوشي بأنّها "انقلاب". 
 
وقد أعلن سعيّد تجميد كلّ أعمال مجلس النوّاب، لمدة 30 يوما، وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، مستندًا في ذلك إلى الفصل 80 من الدستور الذي يسمح بهذا النوع من التدابير في حالة "الخطر الداهم".
 
وجاء هذا الإعلان بعد احتجاجات في مدن كثيرة في أنحاء تونس الأحد على الرغم من انتشار الشرطة بشكل كثيف للحدّ من التنقّلات. وطالب المتظاهرون خصوصاً بـ"حلّ البرلمان".
 
وقد نفّذ الغنوشي اعتصاماً صباح الاثنين 26 منه، أمام البرلمان في العاصمة تونس، بعدما منعه الجيش من دخول المبنى، غداة تجميد الرئيس قيس سعيّد أعمال المجلس. وأتبع سعيّد قراراته الاولى باعفاء وزير الدفاع ابراهيم البرتاجي ووزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان... (وكالة فرانس برس).
 
- حقيقة الصور -
لكن المزاعم المرفقة بالصور المتناقلة، خاطئة. 
 
* الصورة 1- 
 
يظهر فيها رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي بقميص "فانلة"، وفي الخلفية مقر مجلس النواب. لكن تقصي حقيقة الصورة يبيّن انها ليست حقيقية، لكونها مركبة من صورتين:
 
الاولى الخلفية، ويظهر فيها مبنى البرلمان في تونس. ونجدها هنا في موقع wikimedia، بحيث يمكن تنزيلها بسهولة ومجانا. 
 
الصورة الثانية المستخدمة في عملية الفبركة، نجدها منشورة (هنا، هنا) في تموز 2019، ويظهر فيها الغنوشي "بلباس البحر، محاطا بحراسه". وذكر موقع "العرب" ان "المكتب الإعلامي للغنوشي تعمّد تسريب تلك الصورة" يومذاك. و"أراد الغنوشي من خلالها إرسال إشارات إلى المواطن التونسي العادي، مفادها أنه لا يختلف عنه في شيء...". 
 
وتجدون أدناه الصورتين الاصليتين اللتين استخدمتا في تركيب الصورة المتناقلة: 
 
 
وقد دققت "النهار" في تلك الصورة، ضمن مقالة بعنوان: الغنوشي يغادر البرلمان بالفانلّة؟ وحرق مقرّ النهضة في تونس؟ إليكم الحقيقة FactCheck#، نشرت الثلثاء 27 تموز 2021. 
 
 * الصورة 2 -
 
يقود البحث العكسي عنها الى مواقع اخبارية، لا سيما تونسية، نشرتها في 25 تموز 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا...) ضمن تقارير عن اقتحام محتجين تونسيين لمقرات النهضة في مناطق مختلفة، منها توزر. 
 
وذكر موقع "الصباح نيوز" التونسي ان الرجل من دون قميص الذي يظهر في الصورة يُدعى سلطان السيد، وهو "احد انصار حزب النهضة في توزر"، و"مربٍّ متقاعد". ونقل عنه روايته لما حصل في توزر، وانه توجه الى مقر النهضة "لحراسته وحمايته، بعدما تردد الى مسامعه نية المحتجين التوجه اليه"، وكيف "مزق المحتجون قميصه، فعمد الى نزعه".
 
وقال إنه "لم يسمح لمجموعة من المحتجين بإنزال لافتة الحركة وتمزيقها، فتم دفعه لابعاده، ومن ثم تم الاعتداء عليه بالضرب وحرق دراجته النارية". 
 
وقد أمكن العثور على فيديو يظهر فيه السيد وسط محتجين، جالسا ارضا أمام مقر النهضة في توزر (التوقيت 1.53). 
 
* الصورة 3 -
 
نشرتها ايضا مواقع اخبارية، لا سيما تونسية، ضمن تقارير عن اقتحام محتجين مقرات النهضة في مختلف انحاء تونس، الأحد 25 تموز 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وذُكِر ان الصورة من توزر (هنا).  
 
وقد أجرينا لكم مقارنة بينها وبين لقطتي شاشة من فيديو نشرته "اندبندنت عربية" لحرق مقر النهضة في توزر. واشرنا بالاحمر الى علامات مشتركة فيها. 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم