اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"درس جيّد للسياسيّين اللبنانيّين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
28-06-2021 | 13:32
المصدر: النهار
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة يظهر فيها رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي جالساً ارضاً، بينما كان يلتقي أشخاصاً آخرين جالسين على كراس. والمزاعم ان "هؤلاء الجالسين على الكراسي هم مواطنون متضرّرون من الفيضانات". الا ان هذا الادعاء خاطئ. هؤلاء الجالسون على الكراسي سكان من محافظة ناغانو وسط اليابان تضرّروا من جراء زلزال قوي ضرب المحافظة في تشرين الثاني 2014. وقد زارهم آبي يومذاك "لتشجيعهم". وجلس معهم بوضعية "السيزا" التي تعكس "الكياسة والاحترام والتفاني"، وفقا للآداب في اليابان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: يتكثّف التشارك في الصورة، عبر حسابات وصفحات، لا سيما في تويتر (هنا، هنا...)، والفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بينما كتب أحدهم انه "درس جيّد للسياسيين اللبنانيين". وقد أُرفقت الصورة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "الجالسين على الأرض رئيس وزراء اليابان وبعض المسئولين... والجالسين على الكراسي هم المواطنين المتضررين من الفيضانات... انتهى الكلام وانتهى الدرس".
التدقيق:
يبيّن البحث عن الصورة أنّه سبق أن انتشرت على نطاق واسع، بالمزاعم ذاتها، في الاعوام الماضية: عام 2018 (هنا، هنا)، عام 2019 (هنا، هنا، هنا)، وعام 2020 (هنا، هنا، هنا، هنا...)، قبل ان يتجدّد التشارك فيها عام 2021.
- حقيقة الصورة -
يقود البحث العكسي عن الصورة، بواسطة مختلف محركات البحث، الى موقع رئيس وزراء اليابان وحكومته (هنا، هنا)، الذي نشرها مع مجموعة أخرى من الصور، في 24 تشرين الثاني 2014، ضمن تقرير عن معاينة رئيس الوزراء يومذاك شينزو آبي "الأضرار التي خلّفها الزلزال في محافظة ناغانو الشمالية".
وأرفق الموقع الصورة بالشرح الآتي: "رئيس الوزراء يشجع سكاناً تم إجلاؤهم إلى مركز إيواء".
وفي التفاصيل كما أوردها الموقع، زار آبي محافظة ناغانو Nagano للاطلاع على الأضرار الناجمة عن الزلزال الأخير الذي كان مركزه في الجزء الشمالي من محافظة ناغانو. وقد تفقد أولاً مكتب قرية هاكوبا Hakuba، حيث تلقى طلبًا كتابيًا من شويتشي آبي، حاكم محافظة ناغانو. وبعد تلقيه تقريرا عن الأضرار، تبادل وجهات النظر مع الحاكم آبي ومسؤولين آخرين.
بعد ذلك، زار مركز فورياي Fureai للصحة والرعاية الذي استخدم كمركز إيواء. وهناك قدّم كلمات التشجيع لمن تم إجلاؤهم. ثم تفقد المناطق المتضررة في منطقة كاميشيرو Kamishiro، واطلع على الأضرار.
ونقل الموقع عن آبي قوله: "تأثرت كثيرا لسماع أن السكان المحليين ساعدوا بعضهم البعض وعرضوا تعاونهم في أنشطة الإنقاذ. وذكّرني ذلك مجددا بالروابط الرائعة التي يتقاسمها أفراد المجتمعات المحلية. منذ وقوع الزلزال، تبذل الحكومة قصارى جهدها للقيام بجهود الإنقاذ والإغاثة. لقد عاينت الآن بنفسي المناطق المتضررة، ويسعدني حقًا أنه لم تقع حالة وفاة واحدة رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل...".
ونقل الموقع عن آبي قوله: "تأثرت كثيرا لسماع أن السكان المحليين ساعدوا بعضهم البعض وعرضوا تعاونهم في أنشطة الإنقاذ. وذكّرني ذلك مجددا بالروابط الرائعة التي يتقاسمها أفراد المجتمعات المحلية. منذ وقوع الزلزال، تبذل الحكومة قصارى جهدها للقيام بجهود الإنقاذ والإغاثة. لقد عاينت الآن بنفسي المناطق المتضررة، ويسعدني حقًا أنه لم تقع حالة وفاة واحدة رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل...".
كذلك، نشر موقع وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية صورا أخرى للقاء آبي السكان المتضررين من الزلزال في مركز الايواء (هنا، هنا، هنا، هنا). وبدا في احداها (هنا) وهو يصافح، جالسا على الارض، الرجل ذاته الظاهر الى اليسار في الصورة التي ندقق فيها.
وقد أرفقتها الوكالة بالشرح الآتي: "يزور رئيس الوزراء شينزو آبي مركز إيواء موقت في منطقة هاكوبا في 24 ت2 2014، لتشجيع سكان محليين يعانون من الزلزال القوي الذي ضرب محافظة ناغانو وسط اليابان. وقال آبي إن الحكومة تعهدت تقديم الدعم الكامل للمناطق المتضررة". تصوير: يوميوري شيمبون Yomiuri Shimbun.
وقد وقع الزلزال على عمق عشرة كيلومترات شمال ناغانو شمال غرب طوكيو، في ساعة متأخرة ليل السبت 22 ت2 2014. وبلغت قوته 6,8 درجات، وشعر به سكان العاصمة طوكيو على بعد 180 كيلومترا، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا...). وقالت السلطات اليابانية إن العشرات أصيبوا وعلقوا تحت أنقاض منازلهم بسببه...
- سيزا -
في واقع الامر، كان آبي، في الصورة، يجلس بوضعية "سيزا" Seiza، أو ما يُعرَف ايضا بـ"الجلوس الصحيح". و"الجلوس على هذا النحو، لا سيما في فنون الدفاع عن النفس وفي المعابد وفي درس الإيكيبانا، يعكس، ليس الكياسة فحسب، انما ايضا الاحترام والتفاني. إنها طريقة متواضعة في الجلوس"، وفقا لموقع japanology الذي يعنى بالتعريف بالآداب والفنون والأعراف الثقافية في اليابان.
والسيزا هي "الطريقة الرسمية للجلوس بناءً على المعايير اليابانية القديمة"، وفقا لموقع Yabai، مشيرا الى ان "اليابانيين ينظرون إلى السيزا بأعلى درجات التقدير، لأنها تمثل قيمتين مهمتين في الثقافة اليابانية: المجاملة والاعتذار. ويعتقدون أن السيزا أداة أساسية لتوجيه تلك القيم المحددة".
- سفير يابان في لبنان -
اثر انتشار الصورة أخيرا، علّق سفير اليابان في لبنان تاكيشي أوكوبو، في حسابه في تويتر، بأن "ميزه التواضع نالت الدعم الواسع والانتشار على المدى الطويل في المجتمع الياباني منذ عهد الساموراي. المطلوب من اي قائد بديهيا ان يجلس على المستوى ذاته لشعبه ليسمعه ويفهمه، بخاصه في الاوقات العصيبة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان "الجالسين على الكراسي"، في الصورة مع رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي الجالس بوضعية السيزا، "هم مواطنون متضرّرون من الفيضانات". هؤلاء الجالسون على الكراسي سكان من محافظة ناغانو وسط اليابان تضرّروا من جراء زلزال قوي ضرب المحافظة في 22 تشرين الثاني 2014. وقد زارهم آبي يومذاك "لتشجيعهم".
