اشترِك في نشرتنا الإخبارية
نيويورك بوست... و"هنا دليل على كذب الإعلام وتضليله" حول وباء كورونا؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
28-04-2021 | 18:24
المصدر: النهار
يدعي مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي انهم يبرزون "دليلا على كذب الاعلام وتضليله" بشأن وباء كورونا. وفي المزاعم ان "نيويورك بوست ادعت أن الأشخاص الذين ماتوا قبل 11 شهرا في الهند ماتوا الآن للأسف بسبب كورونا". غير ان هذه المزاعم خاطئة. فالبحث يبيّن ان موقع "نيويورك بوست" استخدم خطأ، في تقرير عن تفشي وباء كورونا في الهند، مشاهد مصوّرة من حادثة تسرب الغاز في مصنع لمواد كيميائية في جنوب شرق الهند في ايار 2020، قبل ان يعمد الى تعديل التقرير عبر حذف المشاهد الخاطئة واستبدالها بمشاهد عن محارق لجثث ضحايا كورونا في نيودلهي. وقد أقرّ الموقع بهذا الخطأ وأعلنه بوضوح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف التشارك في لقطة شاشة من موقع "نيويورك بوست"، عبر حسابات وصفحات في الفايسبوك (هنا، هنا...) وتويتر (هنا، هنا...). ويظهر في اللقطة شخص ممدّد ارضا، مع شرح بالانكليزية ان "الناس يموتون في شوارع الهند مع ازدياد ازمة وباء كورونا سوءاً". قد أرفقت الصورة بلقطة اخرى يظهر فيها الشخص ذاته ممددا ارضا، ولكن مع شرح مختلف: "تسرب الغاز في مصنع إل جي بالهند يؤدي الى نقل المئات الى المستشفيات". والتاريخ "قبل 11 شهرا"، على ما يُقرأ.
وقد أرفقت الصورتان بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "هل تريد دليلا على كذب الاعلام وتضليله؟ نيويورك بوست تدعي أن الأشخاص الذين ماتوا قبل 11 شهرا في الهند ماتوا الآن للأسف بسبب كورونا! فيديو اليوتيوب بالاسفل فقط حرك الخبر حتى دقيقة 1.28. هاك دليل رابط المقال". وقد ضمّ المنشور رابطين (هنا، هنا).
التدقيق:
تعود لقطة الشاشة من موقع نيويورك بوست الى مقالة نشرها، الساعة 11,05 ق. ظ 26 نيسان 2021، بعنوان: COVID surge ‘swallowing’ people in India ‘like a monster’ اي موجة وباء كوفيد "تبتلع" الناس في الهند "كالوحش". وهي من توقيع جاكي سالو Jackie Salo.
وكان لافتا انه تمّ تعديل المقالة الساعة 8,00 صباح 28 نيسان 2021، اي بعد يومين من نشرها. وفي نسختها المعدّلة، تضمّ المقالة فيديو (0,49 ثانية) لحرق جثث ضحايا كورونا في نيودلهي بالهند، وفقا لشرح مرفق به، اضافة الى عدد آخر من الصور تظهر حرق جثث او مراسم قبل الحرق.
ولا أثر لصورة (او فيديو) الشخص الممدّد أرضاً، والتي أشير اليها في المنشور المتناقل.
- ملاحظة المحرر -
ويتضح الأمر، في نهاية المقالة، من خلال "ملاحظة" واضحة وصريحة تركها المحرر للقراء. وجاء فيها: "تضمنت نسخة سابقة من هذا التقرير مقطع فيديو Eyepress وزعته وكالة رويترز، والذي حدّد بشكل غير صحيح ضحايا تسرّب الغاز على أنهم ضحايا كوفيد- 19.
وهذه الملاحظة تعني اقراراً صريحاً من الموقع بأنه نشر، خطأ، فيديو لتسرب الغاز في مصنع "آل جي بوليمرز" لمواد كيميائية في إحدى ضواحي مدينة فيزاخابتنام في جنوب شرق الهند، في 7 ايار 2020، وبأنه صحّح خطأه هذا عبر حذف الفيديو المذكور واستبداله بفيديو لمحارق جثث ضحايا كورونا في نيودلهي المنشور في النسخة المعدلة من المقالة.
وقد لفت موقع Opindia، في مقالة نشرها في 27 نيسان 2021، الى الخطأ الذي وقعت به "نيويورك بوست"، ومن ثم تصحيحه له.
-كورونا يروع الهند -
تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا في الهند 200 ألف، الأربعاء، بعدما أودى الوباء بحياة أكثر من 3 آلاف في الساعات الـ24 الأخيرة في عدد يسجل للمرة الأولى، بحسب أرقام رسمية.
وقد أعلنت وزارة الصحة الهندية وفاة 201 الف و187 شخصا في المجموع بسبب الوباء، وإن كان خبراء يعتقدون أن الحصيلة أكبر من ذلك بكثير. وسجلت في الهند 18 مليون إصابة، بينها 360 ألفا في الساعات ال24 الماضية. وخلال نيسان وحده، سجلت ستة ملايين إصابة (وكالة فرانس برس، 28 نيسان 2021).
وقد أعلنت وزارة الصحة الهندية وفاة 201 الف و187 شخصا في المجموع بسبب الوباء، وإن كان خبراء يعتقدون أن الحصيلة أكبر من ذلك بكثير. وسجلت في الهند 18 مليون إصابة، بينها 360 ألفا في الساعات ال24 الماضية. وخلال نيسان وحده، سجلت ستة ملايين إصابة (وكالة فرانس برس، 28 نيسان 2021).
النتيجة: كلا، "لا دليل على كذب الاعلام وتضليله" بشأن وباء كورونا، كما يتم زعمه. الأمر واضح، ويتعلق بخطأ وقع فيه موقع "نيويورك بوست"، وقد أقرّ به. وقد صحّح خطأه عبر حذف الفيديو الذي نشره في مقالة عن وباء كورونا في الهند- ولكنه يعود في الواقع الى حادث تسرب الغاز في ايار 2020- بآخر عن محارق جثث ضحايا كورونا في نيودلهي.
