الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"صورة حقيقيّة التقطها مسبار كاسيني عند مروره قرب زحل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
ما تشاهدونه، وفقا للمزاعم، هو "صورة حقيقية التقطها مسبار كاسيني عند مروره قرب كوكب زحل". اللقطة "الفضائية" تحظى باهتمام مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا معها بتعابير اعجاب ودهشة. غير ان هذه المزاعم خاطئة. فالصورة ليست حقيقية، لكونها تصميما فنيا انجزته وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، ويصوّر ما سيبدو عليه منظر من مركبة كاسيني وهي "تجري واحدة من غطساتها الختامية الكبرى فوق زحل". وقد نشرته ناسا في 6 نيسان 2017. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تنتشر الصورة في صفحات في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "هذه صورة حقيقية التقطها مسبار كاسيني عند مروره من قرب كوكب زحل". 
 
 
التدقيق: 
غير ان المزاعم المرفقة بالصورة خاطئة، وفقا لما يبيّنه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي عن الصورة يقودنا فورا الى مصدرها الاصلي، وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) التي نشرتها (هنا)، في 6 نيسان 2017، مع شرح انها "تصميم فني يصوّر منظرًا من فوق كتف كاسيني، وهي تجري واحدة من غطساتها الختامية الكبرى فوق زحل". وذكرت ان معد الصورة هو مختبر الدفع النفاث التابع لها Jet Propulsion Laboratory (هنا). 
 
 
اذاً، الشرح الذي اوردته وكالة ناسا مع الصورة يعني انها ليست حقيقية. 
 
 وقد نشرتها مواقع اخبارية غربية في نيسان 2017 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالشرح ذاته لوكالة ناسا، وذلك ضمن تقرير اخباري عن "اقترب كاسيني التابع للناسا من كوكب زحل أكثر من أي وقت مضى". 
 
- حياة كاسيني -
في 15 تشرين الأول 1997، أطلقت ناسا، بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الإيطالية، مركبة كاسيني Cassini، بهدف "توسيع دائرة معرفتنا بكوكب زحل وحلقاته وأقماره، عبر استكشاف نظامه برمته بأدق التفاصيل الممكنة، لا سيما جوه وبنيته الداخلية والأقمار المحيطة به وحلقاته المدهشة ومجاله المغناطيسي" (ناسا بالعربي، وهنا ايضا). 
 
و"بعد سبع سنوات من رحلتها عبر النظام الشمسي، وصلت كاسيني إلى الموقع المحدد عام 2004، حيث أنها أول مركبة فضائية أرسلها البشر إلى زحل لتبدأ مرحلة جديدة من الاستكشاف". 

"بدأت كاسيني جمع البيانات حال وصولها إلى زحل. وأكملت مهمتها الأساسية لمدة أربع سنوات حتى عام 2008، حيث تولّى مختبر الدفع النفّاث إدارة عملية البعثة. اكتشفت كاسيني فجوات إضافية في حلقات زحل، وعواصف وأنماط دوامة على سطح زحل، كما اكتشفت أقماراً إضافية، ووجدت مجموعة متنوعة من الجزيئات، إلى أن عثرت على أدلة على تدفق الميثان السائل على سطح تيتان - تماماً كما تنبأ العالم الفلكي العظيم كارل سيغان عام 1994- حيث كشفت عن مئات البحيرات والبحار المملوءة بالهيدروكربونات والمنتشرة في كل أرجاء المنطقة القطبية الشمالية لتيتان Titan، والهيدروكربونات نوع من المركبات العضوية التي توجد بشكلٍ طبيعي فوق الأرض ومنها الميثان.

وفي نيسان 2015، "اكتشفت كاسيني دليلاً على وجود محيط من المياه السائلة تحت سطح قمر زحل الجليدي (إنسيلادوس)، و كان هذا الاكتشاف مثيراً خصوصا، لأنه يُثير احتمال كون القمر موطناً لأشكال خارجية من الحياة". و"بعدما أكملت كاسيني آخر تحليقٍ قريبٍ لها من تيتان في 21 نيسان 2017، بدأت ما يسمى مرحلة الختام الكبير.
 
وخلال هذا الفصل الأخير من المهمة، أكملت كاسيني دورةً واحدةً حول زحل بمعدّل أسبوعٍ واحد لكل دورة تقريباً، مكملةً بذلك 22 عملية غوصٍ بين زحل وحلقاته، لتنتهي مرحلة الختام الكبير بشكلٍ دراميٍّ في 15 أيلول 2017 بغوص المركبة في غلاف زحل الجوي"، والذي كانت نتيجته احتراقها بالكامل نتيجة احتكاكها بالغلاف الجوي لزحل، لينقطع معها أي اتصال الى الأبد. 
 
وفي الأرقام، "قطعت كاسيني 4.9 مليارات ميل منذ بداية مهمتها، وجمعت 635 غيغابايت من البيانات، والتقطت 453048 صورة، واكتشفت 6 أقمار جديدة تابعة لزحل، وأدّت بذلك إلى نشر 3948 بحثا علميا، فضلاً عن أنها كانت مجهزة بمسبار هويغنز الذي زار قمر زحل العملاق لتيتان. وفي ختام رحلتها أكملت كاسيني 294 مداراً". 
 
ويمكن هنا مشاهدة صور التقطتها كاسيني خلال مهمتها الاستكشافية لزحل. 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة "حقيقية التقطها مسبار كاسيني عند مروره قرب كوكب زحل". في الواقع، الصورة تصميم فني انجزته وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، ويصوّر "منظرا من مركبة كاسيني وهي تجري واحدة من غطساتها الختامية الكبرى فوق زحل". وقد نشرته ناسا في 6 نيسان 2017. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم