السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فيديو "يبيّن اعتقال المسلم الّذي قتل الفرنسي المسيء للنبي محمد"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
A+ A-
صياح في الشارع. الرجل كان يلوح بسكين، على ما يبدو، عاري الصدر، بينما طوقه رجال، رافعين عليه مسدساتهم. وفقا للمزاعم المتناقلة، هذا الفيديو "يبيّن اعتقال المسلم الذي قتل الفرنسي المسيء للنبي محمد. اعتقاله وقتله في ما بعد". غير ان هذه المزاعم لا صحة لها. الفيديو يعود الى 27 تشرين الاول 2019، ويظهر توقيف الشرطة الفرنسية رجلا جزائريا كان يلوح بسكيني مطبخ في مدينة غرونوبل الفرنسية. FactCheck# 
 
"النهار" دققت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ساعات، تكثف تناقل الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في الفيسبوك (مثل هنا، هنا، هنا، هنا...). المشاهد تتسارع خلال 2,08 دقيقتين. ويظهر فيها رجل عاري الصدر، ملوحا بسكين في شارع. وقد طوقه رجال، موجهين صوبه مسدساتهم. وقد أُرفق الفيديو بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "فيديو يبين إعتقال المسلم الذي قتل الفرنسي المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم . اعتقاله وقتله فيما بعد". 

 
التدقيق: 
- يعقب نشر هذا الفيديو قتل لاجئ روسي من أصل شيشاني يدعى عبدالله أنزوروف (18 عاماً) المدرس الفرنسي صمويل باتي (47 عاما) ذبحا قرب باريس، الجمعة 16 تشرين الاول 2020، لعرضه رسوماً كاريكاتورية للنبيّ محمد على تلامذته.
 
وقد قطع أنزوروف رأس باتي، وهو ربّ عائلة، قرب مدرسته، حيث يدرّس التاريخ والجغرافيا في حيّ هادئ في منطقة كونفلان سانت -أونورين، في الضاحية الغربية لباريس، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". وبعد ارتكاب جريمته، قتل الجاني برصاص عناصر الشرطة على بعد 200 متر من جثة ضحيّته.
 
- غير ان البحث عن الفيديو يبين ان لا علاقة له اطلاقا بهذه الجريمة. 
فتجزئة المقطع المصوّر الى مشاهد ثابتة (Invid) تقود الى صفحات وحسابات في وسائل التواصل (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، نشرته في أواخر تشرين الاول واوائل تشرين الثاني 2019 مع شرح أنه يظهر ‏الشرطة الفرنسية وهي تلقي القبض على شاب جزائري كان يهددها بسكين ويصيح الله أكبر. 
- نتعمق بالبحث، عبر استخدام كلمات مفاتيح بالفرنسية. فنقع على حساب موقع الصحيفة الفرنسية Le Parisien في يوتيوب (هنا، وهنا ايضا) نشر المقطع عينه، في 29 تشرين الاول 2019، مع شرح أن الواقعة حصلت في 27 منه، في غرونوبل، حيث "تم توقيف رجل أمام المحطة لوّح بسكينين". 
 
وفي التفاصيل، أوقفت قوات الأمن في مدينة غرونوبل الفرنسية، اليوم الأحد 27 تشرين الاول 2019، شخصا كان يلوح بسكيني مطبخ، ويردد عبارة "الله أكبر" لمرات عديدة، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا...). 
 
وقد تلقت شرطة غرونوبل بلاغات صباح اليوم، بوجود رجل يمشي في شوارع المدينة ويردد عبارات باللغة العربية. ولدى انتقال رجال الأمن لمكان وجوده رفض المعني الاستجابة، ما اضطرهم لإخضاعه بالقوة.
 
وقال النائب العام لمدينة غرونوبل، إيريك فيون، إن الشخص الموقوف يبلغ 19 عاما، وقد ولد في الجزائر، ويقيم حاليا في المدينة.
 
 
وفقا لتقارير اعلامية فرنسية (هنا، هنا، وهنا ايضا)، تم احتجاز الشاب. لكن الطبيب رفع الحجز عنه، لان "حاله الصحية تتعارض مع هذا الإجراء"، على ما قال المدعي العام، موضحًا أن المتهم نُقل إلى المستشفى للعلاج النفسي. وعهد التحقيق إلى إدارة الأمن في غرونوبل.
 
النتيجة: المزاعم ان الفيديو "يبين اعتقال المسلم الذي قتل الفرنسي المسيء للنبي محمد. اعتقاله وقتله في ما بعد"، مزاعم خاطئة. الفيديو يعود الى 27 تشرين الاول 2019، ويظهر توقيف الشرطة الفرنسية رجلا كان يلوح بسكيني مطبخ في مدينة غرونوبل الفرنسية. ووفقا لتقارير اعلامية، الرجل لم يُقتَل، بل احيل على العلاج النفسي في المستشفى.  
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم