النهار تتحقق 27-07-2022 | 11:50

"حرق القنصليّة التركيّة في البصرة" بالعراق؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار

"حرق القنصليّة التركيّة في البصرة" بالعراق؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).

يتناقل مستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر "حرق القنصليّة التركيّة في البصرة" بالعراق، وذلك رداً على قصف حمّل العراق تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في كردستان أخيراً. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة تعود الى 27 تشرين الثاني 2019، وتظهر متظاهرين عراقيّين تجمّعوا بينما بدأت النيران تلتهم القنصلية الإيرانية في مدينة النجف الشيعية جنوب العراق. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: صورة ليلية تظهر نارا مشتعلة في بناء، بينما تحلّق حوله عدد من الاشخاص. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "الان حرق القنصلية التركية في البصرة".

التدقيق:

جاء تداول الصورة على خلفية مقتل تسعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 23 آخرين في قصف طال، الأربعاء 20 تموز 2022، منتجعاً سياحياً في زاخو بإقليم كردستان في شمال العراق. وقد حمّلت بغداد الجيش التركي مسؤوليته، واستدعت القائم بأعمالها من أنقرة، مطالبة بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية.

وبينما أعلن رئيس الوزراء العراقي، الخميس 21 منه، يوم حداد وطني، شيّع العراق ضحايا القصف، بغضب وحزن، على ما أوردت وكالة فرانس برس، وتصاعد الغضب الشعبي في العراق على المأساة.

وقد شهدت مناطق مختلفة من البلاد تظاهرات أمام مراكز منح تأشيرات الدخول. وأحرق المتظاهرون الأعلام التركية وداسوها، رافعين صوراً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان كتب عليها "إرهابي". وطالبوا بطرد السفير التركي من العراق.

اقرأ ايضا- يوم حداد وطني في العراق على ضحايا القصف في زاخو: تشييع رسمي... وعشرات يتظاهرون ضدّ تركيا (صور)

- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة Getty Images، التي نشرتها في 17 تشرين الثاني 2019 (هنا)، مع شرح انها تظهر "متظاهرين عراقيين تجمعوا بينما بدأت النيران التهام القنصلية الإيرانية في مدينة النجف الشيعية جنوب العراق، بعد شهرين من أخطر أزمة اجتماعية تشهدها البلاد منذ عقود".

وتابعت: "أضرم محتجون عراقيون النار في القنصلية الإيرانية في مدينة النجف في تصعيد دراماتيكي للتظاهرات المناهضة للحكومة، والتي خلّفت أكثر من 350 قتيلا".

تصوير حيدر حمداني HAIDAR HAMDANI/ وكالة فرانس برس عبر غيتي إيماجز.

ما الذي حصل في ذلك اليوم؟

على خلفية اتهام إيران بدعم الأحزاب السياسية والنظام الذي يتهمونه بالفساد، اقتحم متظاهرون عراقيون، الأربعاء 27 تشرين الثاني 2019، القنصلية الإيرانية في النجف وأضرموا النيران فيها، بحسب ما ذكرت الشرطة العراقية.

وقد خرج الديبلوماسيون من الأبواب الخلفية قبل وصول المحتجين إلى أسطح القنصلية وإسقاط العلم الإيراني وحرقه فى البداية ووصل إلى حرق أغلب أركان القنصلية، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا).

وقد سارعت الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بالتنديد بما وصفته بـ"الاعتداء" على القنصلية الإيرانية في النجف.

وقد شهد العراق، وخصوصا منطقة الجنوب، شللا شبه كامل مع قطع للطرقات وإغلاق المدارس والدوائر الحكومية، وقد أدت المواجهات إلى سقوط 5 قتلى بعد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من قبل قوات الأمن (هنا).

وقد خرج العراقيون إلى الشوارع بالآلاف للمطالبة برحيل الحكومة والنخبة السياسية التي يرونها فاسدة وموالية لقوى خارجية، بخاصة إيران المجاورة. وتهيمن أحزاب تدعمها إيران وجماعات شبه عسكرية على مؤسسات الدولة والبرلمان.

اقرأ ايضا- هل يبقى العراق بمنأى من النزاع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني؟

النتيجة: اذا لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "حرق القنصليّة التركيّة في البصرة" بالعراق، وذلك ردا على قصف حمّل العراق تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في كردستان أخيراً. في الواقع، الصورة تعود الى 27 تشرين الثاني 2019، وتظهر متظاهرين عراقيين تجمعوا بينما بدأت النيران تلتهم القنصلية الإيرانية في مدينة النجف الشيعية جنوب العراق.