الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فيديو لـ"شاب فرنسي مسلم وجد رئيس فرنسا في الشارع"؟ و"سيّدة محجبة منعت سيّارته"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة (الى اليمين) مع الشرح الخاطئ المرفق بها، ولقطة شاشة من الفيديو المتناقل (فيسبوك ويوتيوب).
الصورة المتناقلة (الى اليمين) مع الشرح الخاطئ المرفق بها، ولقطة شاشة من الفيديو المتناقل (فيسبوك ويوتيوب).
A+ A-
بعنوان أصفر عريض "صفع ماكرون"، يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة تجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشاب، بمزاعم أن هذا الشاب "فرنسي مسلم وجد رئيس فرنسا فى الشارع. وانظر ماذا فعل معه بعدما أساء إلى الرسول والإسلام". غير أن هذه المزاعم لا أساس لها. هذه اللقطة تعود الى مقطع فيديو انتشر في 19 حزيران 2018، ويظهر فيه ماكرون "موبخاً مراهقا فرنسيا خاطبه بعفوية"، وفقا لتقارير إعلامية. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تتشارك في الصورة صفحات عدة (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). سهم أخضر أُشير به نحو رأس الشاب في الصورة، بينما كتب عليها بخط أصفر عريض: "صفع ماكرون". وأُضيف أسفلها (من دون تدخل أو تصحيح): "شاهد شاب فرنسي مسلم وجد رئيس فرنسا فى الشارع.. انظر ماذا فعل معه بعدما اساء الرسول والأسلام".  
 
 
 التدقيق: 
-الصورة تحمل ايضا، أسفلها، اسم مصدرها: قناة معلومه في كتاب، Known in a book، في يوتيوب.  
 
الصورة لقطة شاشة من مقطع فيديو نشرته القناة في 31 تشرين الاول 2020، ونشاهدها فيه عند التوقيت 1,09.
 
 
 
تزعم القناة، في هذا الفيديو، أن "ماكرون عندما كان يمر أمس في أحد الشوارع الفرنسية وجد تجمعا كبيرا. فطلب من السائق أن ينزل ويلتقي هذه المجموعة من الناس. وعندما نزل كان يسلم على الاشخاص الموجودين في المجموعة. وعندما وصل الى هذا الشاب (أُشير بسهم أخضر الى رأسه في الفيديو)، لم يمد يده له ولم يسلم عليه. وقال له: انا اسمي جاستن وانا مسلم. انا الآن اختلف معك لانك تشوه الآن صورة الاسلام ونبي الاسلام محمد...".   
 
غير ان كل هذه المزاعم التي تنشرها القناة عن ماكرون و"هذا الشاب المسلم"، في هذا الجزء من الفيديو، لا صحة لها.
 
البحث عن الصورة عكسيا، بواسطة غوغل، يقود فورا الى مواقع اخبارية عالمية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) نشرتها، في حزيران 2018، ضمن تقرير عن توبيخ ماكرون لمراهق ناداه "مانو". وقد أرفقته بفيديو وثّق هذه الواقعة. 
 
 
في واقع الامر، نشر الرئيس ماكرون هذا الفيديو، في حسابه في تويتر، في 18 حزيران 2018. وارفقه بالتعليق الآتي: "الاحترام هو الحد الأدنى في الجمهورية، بخاصة في 18 حزيران، وبخاصة في حضور رفاق التحرير. لكن هذا لا يمنع من إجراء محادثة هادئة - شاهدوا حتى النهاية". 
الواقعة حصلت في منطقة سورسان Suresnes، بعد مشاركة ماكرون في احتفال بذكرى نداء 18 حزيران (اي نداء الجنرال شارل ديغول في 18 حزيران 1940) في مونت فاليريان، على ما أوردت وكالة فرانس برس.
 
و"كان الصبي يقف وراء حاجز أثناء مرور ماكرون أمام الحشد. وقد ظهر على شاشات محطة "إل.سي.آي" التلفزيونية، وهو يردد كلمات النشيد الاشتراكي الدولي، قبل أن يقول للرئيس: "كيف الحال مانو؟".

وقال ماكرون (40 عاما) للصبي بحدة: "لا لا، أنت هنا في احتفال رسمي. لا يمكنك أن تتصرف على هذا النحو"... (العربية، وهنا، هنا، هنا ايضا).
 
- جزء آخر مختلق -
 
الى المزاعم المختلقة عن "ماكرون والشاب المسلم"، في بداية الفيديو، اضافت القناة في نهايته (التوقيت 6.30) جزءا مختلقا آخر، جاء فيه (من دون تدخل) أن "الرئيس ماكرون، بينما كان يمر بسيارته في احد الشوارع الفرنسية، فاذ بسيدة مسلمة تقف في نصف الشارع لتمنع سيارة الرئيس وسيارة الحراس من المرور. اعتقد حراس الرئيس ماكرون ان هذه السيدة ستفعل شيئا ارهابيا... فامسكوا بها... وسمعها الرئيس ماكرون وقال للحراس اتركوها تأتي الي... وقالت له: انا فرنسية مسلمة وعائلتي مسلمة. والنبي الذي اسأت اليه... مذكور في كتابك، كتاب الديانة المسيحية...". 
 
والى جانب وضع صورة مزعومة لتلك السيدة الى شمال الشاشة، اشير ايضا اليها بسهم احمر  في مشاهد تلاحقت لماكرون وسط حشد في شارع.  
 
 
 
غير ان كل هذه المزاعم مختلقة ايضا. صورة المرأة الى يسار الشاشة تعود الى مريم بوجيتو Maryam Pougetoux، رئيسة اتحاد الطلبة الوطني بجامعة السوربون الفرنسية (عام 2018). وقد انتشرت في مواقع اخبارية عربية (هنا ايضا) واجنبية عام 2018، ضمن تقارير عن "نشر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة رسما يصوّرها في صورة بشعة، لتشارك بذلك في هجمة شرسة على الفتاة في الأوساط السياسية والإعلامية، اثر ظهورها بحجابها في مقابلة على شاشة تلفزيون فرنسي"، وفقا لموقع الجزيرة
 
 
أما المشاهد التي يظهر فيها ماكرون في الشارع بين حشود، فقد التقطت له خلال جولة تفقدية له في منطقة الجميزة في بيروت، في 6 آب 2020، بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 منه. ونجدها في تقرير مصوّر ينشره موقع "فرانس 24" في حسابه في يوتيوب. 
 
 
 
- فيديوات بمزاعم كاذبة - 
تزامن نشر هذه الصورة المتناقلة وهذا الفيديو، في اواخر تشرين الاول، مع تظاهرات احتجاجية ودعوات الى مقاطعة المنتجات الفرنسية شهدتها دول اسلامية وعربية عدة احتجاجا على تصريحات للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تعهد فيها الدفاع عن الرسوم الكاريكاتورية التي تتناول النبي محمد، وذلك تحت شعار الدفاع عن حرية التعبير.
 
وقد جاءت تصريحات ماكرون خلال تأبين المدرس الفرنسي صامويل باتي (47 عاما)، الذي قتله لاجئ شيشاني اسمه عبدالله أنزوروف (18 عاما)، الجمعة 16 تشرين الاول 2020، خلال توجهه إلى منزله من المدرسة التي كان يعلم فيها في كونفلان سانت أونورين شمال غرب باريس، وذلك على خلفية عرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد خلال حصة دراسية في إطار نقاش حول حرية التعبير. 
 
في ظل هذه الاجواء، تكثف نشر مقاطع فيديو وصور بمزاعم كاذبة، ونشرنا تدقيقا فيها: 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم