الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"مشهد يفطر القلب لطفل لبناني يبكي أخاه الميت" في حادثة قارب الموت؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
تتناقل حسابات اخبارية ومستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "طفلا لبنانيا يبكي أخاه الميت" في حادثة غرق قارب الهجرة قبالة سواحل طرابلس شمال لبنان اخيرا. غير ان هذا الزعم خاطئ. الفيديو قديم، بحيث يعود الى كانون الثاني 2014، ومشاهده المؤثرة من داريا في سوريا. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: طفل جريح تمدّد على نقالة باكياً، فيما كان يودّع شقيقه الميت، على ما يبدو. 26 ثانية مدة فيديو تتناقله صفحات وحسابات، منها اخبارية، في وسائل التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقاً بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "نظرة وداع ومشهد يفطر القلب لطفل يبكي أخاه الميت في حادثة غرق مركب الموت في بحر طرابلس". 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار المقطع مع غرق قارب هجرة، خلال محاولة الجيش اللبناني توقيفه قبالة السواحل اللبنانية، وعلى متنه عشرات الأشخاص. وقد أعلن الجيش، الأحد 24 نيسان 2022، أنه انتشل منذ السبت 23 منه جثث ستة أشخاص، بينهم طفلة، وانه تمت إعادة 48 شخصاً إلى الشاطئ. وفيما تضاربت المعلومات عن عدد ركاب القارب، تحدثت الأمم المتحدة عن 84 شخصاً على الأقل من نساء ورجال وأطفال، مشيرة إلى أن "العديد" لا يزالون في عداد المفقودين (وكالة فرانس برس). 
 
وانعكست رواية الناجين عن اصطدام زورق للجيش بزورق "رحلة الموت" أجواء متشنجة وتوتراً في غير مكان من أحزمة البؤس الطرابلسية حيث جرى إطلاق نار واحتكاك مع الجيش الذي يعمل على ضبط الوضع وإكمال عمليات البحث (النهار).
 
- حقيقة الفيديو - 
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بقارب الموت في لبنان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام المكتب الاعلامي للمجلس المحلي لمدينة داريا (ريف دمشق بسوريا)، في يوتيوب، الذي نشر هذه المشاهد ضمن فيديو بنسخة اطول (3,40 دقائق) في 28 كانون الثاني 2014 (هنا)، بعنوان: "داريا - طفل مصاب يقوم بوداع أخيه الشهيد".
 
ويمكن مشاهدة المقطع من التوقيت 2.27 الى 2.57. 
 
 
 
في كانون الثاني 2014، تعرضت مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية لقصف الطيران الحربي السوري بالبراميل المتفجرة، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا). وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القوات الحكومية قصفت مدينة داريا بالبراميل المتفجرة.
 
وذكرت منظمة "العفو الدولية"، في تقرير نشرته في نيسان 2016 (هنا، وهنا ايضا)، ان "داريا قُصفت بآلاف البراميل المتفجرة، فضلاً عن حصارها لمدة تزيد على ثلاث سنوات من القوات الحكومية السورية". و"بحسب معلومات جمعها المجلس المحلي لمدينة داريا، فقد تم إسقاط 6,800 برميل متفجر على هذه المدينة خلال الفترة من كانون الثاني 2014 إلى تاريخ إعلان اتفاق "وقف إطلاق العمليات العدائية" في 26 شباط 2016".

واضافت: "الدمار والأضرار التي نتجت من ذلك القصف بادية للعيان في عدد لا يُحصى من أفلام الفيديو وغيرها من الصور. فقد قُتل ما لا يقل عن 42 مدنياً، بينهم 17 طفلاً، نتيجةً لاستخدام تلك الأسلحة المتفجرة غير الدقيقة. وذكر نشطاء محليون أنه جُرح 1,200 شخص آخرين من المدنيين. وقد فرَّ معظم السكان الأصليين من أتون هذا الدمار قبل سنوات، وبقي فيها الآن من 4,000 إلى 8,000 شخص، وهم جزء من السكان الأصليين".
 
 
 
 النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان المقطع المتناقل يظهر "نظرة وداع ومشهدا يفطر القلب لطفل لبناني يبكي أخاه الميت في حادثة غرق مركب الموت في بحر طرابلس". في الواقع، هذه المشاهد تعود الى كانون الثاني 2014، من داريا في سوريا.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم