الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ملايين الألمان تركوا سيّاراتهم في الطرقات احتجاجاً على رفع أسعار الوقود"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر "ﺳﻴﺎﺭات تركها ألمان ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، احتجاجا على زيادة فرضتها الحكومة الالمانية على ﺳﻌر البنزين"، الامر الذي دفعها الى التراجع عن قرارها. غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. الصورة تظهر أشخاصاً يقفون بجوار سياراتهم خلال ازدحام مروري في مدينة شنتشن Shenzhen بمقاطعة غوانجدونغ Guangdong الصينية، في 30 أيلول 2012. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصورة تكثف أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا...). وقد ارفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "في ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ لما الحكومة زودت في ﺳﻌر البنزين – في ﻏﻀﻮﻥ ﺳﺎﻋﺔ واحده فقط ﺗﺮﻙ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ سياراتهم ﻓﻰ ﺍﻟﺸوارع والمحاور ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇلى ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ
وأصبح ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺮﻛﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭاتقفلت ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ وروحوا – بعدها بساعات ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻰ أﻋﻠﻦ ﺧﻔﺾ أﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻭﻭﺟﻪ أصحاب السيارات ءﻥ ﻳﺎﺧﺬﻭ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄرق. الشعوب هي من تصنع التغيير". 
 
 
 
التدقيق: 
يقود البحث العكسي عن الصورة، بواسطة مختلف محركات البحث، الى خيوط (مثل هنا) توصلنا الى مصدرها، وكالة الصور ريكس فيتشورز Rex features، التي نشرتها في 30 ايلول 2012، بالعنوان الآتي: "فوضى مرورية خلال مهرجان منتصف الخريف واحتفالات العيد الوطني في الصين، 30 ايلول 2012". وحدّدت ان ما يُشاهد في الصورة هو "أشخاص يقفون بجوار سياراتهم خلال ازدحام مروري في مدينة شنتشن Shenzhen بمقاطعة غوانجدونغ Guangdong الصينية، 30 ايلول 2012". 
 
وأوردت مع الصورة ايضا الشرح الآتي: "ضربت فوضى السفر الصين مع بدء مهرجان منتصف الخريف واحتفالات العيد الوطني. وفقًا للتقديرات، سيحاول نحو 740 مليون شخص السفر خلال أسبوع العطلة، مما يمثل رقمًا قياسيًا جديدًا للسفر خلال هذه الفترة. وقد أدى ذلك إلى حصول اختناقات مرورية ضخمة في جميع أنحاء البلاد، مع شروع أكثر من 85 مليون في السفر على الطريق. في هذه الأثناء، كانت محطات الحافلات مزدحمة بالقدر ذاته، بحيث كان آلاف الناس يحاولون يائسين الانحشار في حافلات المسافات الطويلة".
 
 
 
- ارتفاع سعر الوقود في ألمانيا- 
وقد سبق أن احتج الالمان، خلال الاعوام الماضية، على ارتفاع سعر الوقود في البلاد. 
 
وقد نشرت مجلة "در شبيغل" الالمانية، تقريرا في 12 ايلول 2000، عن موجة من الاحتجاجات في ألمانيا، احتجاجا على ارتفاع اسعار البنزين. وذكرت أن "أكثر من 200 شاحنة وحافلة وسيارة أجرة عبرت وسط مدينة ساربروكن، وهي تطلق أبواقها، في أول تظاهرة منظمة على مستوى البلاد" (هنا ايضا). 
 
ويشكل ارتفاع اسعار الوقود في ألمانيا،  على مر الاعوام (هنا، هنا...)، هاجسا حقيقيا. وكتب موقع "دوتشيه فيليه" الاخباري الالماني، في تقرير في 9 نيسان 2012، أن "ارتفاع أسعار بنزين السيارات في ألمانيا يشكل، ليس انزعاجا لدى أصحاب السيارات الخاصة فحسب، إنما ايضا تهديداً لوجود بعض قطاعات النقل، ومِن أكثر المتضررين هم سائقو سيارات الأجرة بألمانيا".
 
وقد استمرت أسعار الوقود في الارتفاع في ألمانيا في عام 2021، وفقا لما أورد موقع "focus" الالماني أخيرا. وكتب: "قد يبدو أن ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية ساهم في ذلك، لكن السبب الرئيسي هو الضرائب السارية في ألمانيا. ووفقًا للتقييم الشهري لخدمة معلومات المستهلك Clever Tanken، بلغ متوسط سعر لتر البنزين Super E10 في ألمانيا 1.48 يورو في ايار، في حين بلغ سعر وقود الديزل 1.33 يورو للتر الواحد في ايار. وبالنسبة لكل من نوعي الوقود، فإن هذا السعر يزيد بحوالى 2 سنتين عن شهر نيسان، وأكثر من أي شهر سابق في عام 2021".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر "ﺳﻴﺎﺭات تركها ألمان ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، احتجاجا على زيادة فرضتها الحكومة الالمانية على ﺳﻌر البنزين"، الامر الذي دفعها الى التراجع عن قرارها. الصورة تظهر أشخاصاً يقفون بجوار سياراتهم خلال ازدحام مروري في مدينة شنتشن Shenzhen بمقاطعة غوانجدونغ Guangdong الصينية، في 30 أيلول 2012.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم