ما حقيقة "إرسال مصر معدات عسكريّة إلى إريتريا" على خلفية أزمة سدّ النهضة؟ FactCheck#

بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سدّ النهضة، انتشر على صفحات مصريّة عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر  قناة سودانيّة تنقل معلومات عن وصول معدات عسكرية مصرية إلى إريتريا حديثاً. لكنّ المقطع بثّ عام 2018، ولا علاقة له بالمفاوضات الحاليّة.
 
يظهر في الفيديو برنامج تلفزيونيّ يحمل اسم "مانشيتات سودانيّة" يقرأ خلاله المذيع خبراً من صحيفة جاء فيه "كشفت مصادر إعلامية عن وصول تعزيزات عسكرية من مصر تشمل أسلحة حديثة وآليات نقل عسكرية... إلى قاعدة ساوا العسكرية في إريتريا". 
 
 
وبعد تعليق الضيف على مضمون الخبر تظهر مشاهد لاستعراضات عسكريّة مصريّة. وقد جاء في النصّ المرافق للفيديو "رعب في إثيوبيا، وصول معدات عسكرية مصرية إلى إريتريا المجاورة لسدّ النهضة". وإريتريا هي دولة متاخمة للسودان وإثيوبيا. 

أزمة سدّ النهضة
يأتي انتشار هذا الفيديو في ظلّ تعثّر المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.

وتتخوف مصر من تأثير السدّ على إمداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بنسبة 97% في مياه الشرب والريّ بينما يحذر السودان من أن ملء السدّ دون توقيع اتفاق سيؤدي الى أضرار بسدوده.

وخلال الأسابيع الماضية حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إثيوبيا من "المساس بنقطة مياه من مصر لأنّ الخيارات كلها مفتوحة".

عناصر مثيرة للشكّ 
لكن من المستبعد أن تستقبل إريتريا معدات عسكريّة مصريّة موجّهة ضدّ إثيوبيا بعد التقارب بين أسمرة وأديس أبابا في الآونة الأخيرة والذي تجلّى بتعاون بين الطرفين ضدّ متمرّدي إقليم تيغراي الإثيوبي.

وقد تلقى الجيش الإثيوبي دعماً من قوات جاءت من إريتريا في منطقة تيغراي حيث دارت مواجهات بين الجيش الفيدرالي الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيغراي الحاكمة في المنطقة.

فما حقيقة الفيديو؟
يرشد التفتيش على محرّك غوغل، باستخدام كلمات مفتاح (إريتريا-مصر-معدّات عسكرية)، إلى تقرير نشرته منصّة "متصدّقش" المصريّة المعنيّة بالردّ على الأخبار الكاذبة. وتوصلّت المنصّة إلى أن الفيديو المتداول قديم بُثّ في العام 2018.

وبالفعل، يعود الفيديو إلى حلقة من برنامج "مانشيتات سودانيّة" عُرضت على قناة "سودانيّة 24"، وناقشت خبراً عن وصول معدات عسكرية مصريّة إلى إريتريا نقلاً عن "مصادر إعلاميّة"، وقد نفت إريتريا آنذاك هذا الخبر أيضاً، بحسب ما نقلت وسائل إعلام، ما يعني أنّ المقطع المتداول لا يمتّ بصلة إلى التوتّرات الحالية بين مصر وإثيوبيا.
 
 
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس