فيديو لـ"إطلاق طيور تحمل فيروسات من المعامل الجرثوميّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "إطلاق طيور في الهواء من المعامل الجرثومية"، بحيث "يتم ارسالها من دول الى دول اخرى، وهي تحمل شتى الفيروسات والأمراض الفتّاكة". غير أنّ هذا الادعاء لا أساس له. في الواقع، الفيديو يظهر تدريباً بحرياً لحمام السباق، على بعد 50 كلم من مدينة كيلونغ في تايوان. وتعود آثاره إلى تشرين الثاني 2017. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: 55 ثانية مدة الفيديو. المشاهد تظهر اطلاق عدد هائل من الطيور من حاويات على سفينة في البحر، على ما يبدو. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعنوان: "الطيور عند اطلاقها في الهواء من المعامل الجرثومية". وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "تحرير الطيور من دول الى اخرى ونحن فرحانين بها لأعتقادنا انها طيور مهاجرة ولكن هي في الغالب تستخدم كوسائل حرب تحمل وتنقل بعض الأمراض والفيروسات والتجارب المختلفة...". 
 
 
 
 
التدقيق: 
يبيّن البحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، انه سبق ان انتشر في الاعوام الماضية، بلغات عدة، بمزاعم انه يظهر "اطلاق طيور مهربة" (هنا، هنا...)، او "اطلاق طيور في البحر" "من حاويات السفن" (هنا، هنا، هنا)، بينما ادعى مستخدمون انه يظهر "اطلاق منظمة غرينبيس آلاف الطيور" (هنا، هنا...)، وايضا "اطلاق الصين آلاف طيور المختبرات" (هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
- حقيقة الفيديو -
"طيور تحمل فيروسات من معامل جرثومية"؟ الصين وراء اطلاقها؟ او غريبنيس وراء تحرير الآلاف منها؟ 
 
كل هذه المزاعم لا أساس لها، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالتعمق في البحث، لا سيما باستخدام كلمات مفاتيح مثل Pigeon Race (اي سباق للحمام)، استكشافاً لخيوط (مثل هنا، هنا)، يضعنا في البداية امام قناة AnouN في يوتيوب المتخصصة بتربية الحمام، والتي نشرت الفيديو، بنسخة أطول منه (10.06 دقائق) عام 2017، اي قبل نحو اربعة اعوام (هنا)، بعنوان "السباق الدولي للحمام في الصين عام 2017".
 
 
غير ان مزيدا من التفتيش عن هذه المشاهد لا يقودنا الى الصين، بل الى تايوان. 
 
فالبحث عبر محرك البحث Tineye يوصلنا الى لقطة شاشة من الفيديو منشورة ضمن تقرير، بالصينية، في هذا الموقع الاخباري التايواني، Liberty Times Net، في 2 تشرين الثاني 2017 (هنا، هنا، هنا)، عن توقيف رجل عمد الى التقاط طيور حمام سباق بشباك الصيد بعدما احتمت من المطر عند جسر، في تايوان. 
 
 وقد أُرفقت اللقطة بالشرح الآتي: "أسطول بيهاي جين بينغ: تم إطلاق طيور الحمام في الوقت المحدد، الساعة 7:30، في تدريب بحري لمسافة 50 كيلومترًا في 1 تشرين الثاني (من صفحة 和平鴿聯盟黨 Peace Dove Alliance Party في الفايسبوك). 
 
 
 
نقصد صفحة Peace Dove Alliance Party، وهي منظمة غير ربحية تعنى "بالدفاع عن الحمام في البر والبحر". فنجد مقطعاً من الفيديو منشوراً لديها في 2 تشرين الثاني 2017 (هنا)، مع شرح بالصينية انه "في تاريخ 1 تشرين الثاني 2017، تمّ إطلاق التدريبات البحرية (لحمام السباق) على مسافة 50 كلم، في الوقت المحدّد الساعة 7:30. أسطول بيهاي جين بينغ" (هنا، هنا ايضا). 
 
 
 
وفقا للموقع التايواني، فإن "فريق باخرة بيهاي جين بينغ أجرى تدريبًا عامًا على بعد 50 كيلومترًا من كيلونغ صباح أمس (اي 1 تشرين الثاني 2017)، وأطلق طيور الحمام في الوقت المحدد الساعة 7:30 صباحًا". 
 
 وكيلونغ Keelung مدينة تايوانية تقع بالقرب من تايبيه شمال تايوان.
 
وجاء في تقرير الموقع ان "الشرطة التايوانية قالت إنه رغم أن مسابقة التصفيات المؤهلة لبيهاي لم تبدأ بعد، فقد تمّ تنفيذ التدريب البحري أخيرا، حيث نقل أصحاب الطيور حمائمهم المفضلة بالقوارب إلى مسافة 40 إلى 50 كيلومترًا قبالة ساحل كيلونغ. غير ان عددا من الطيور توقف على منصة أمام جسر مانجر في يانغمينغشان Yangmingshan للاحتماء من المطر، بينما عمد رجل يدعى وانغ Wang الى استخدام شبكة صيد بسيطة للقبض على طيور حمام السباق المتعبة". 
 
ونشر الموقع تسجيلا مصورا عن هذه الوقائع، وضمنه مشاهد من الفيديو لاطلاق طيور حمام السباق في التدريب البحري في 1 تشرين الاول 2017 (التوقيت 1,03).  
 
 
- ممارسة قاتلة لطيور الحمام -
ويعد سباق طيور الحمام ممارسة شائعة جدًا في تايوان والصين. ولكن له آثار سيئة للغاية على هذه الطيور. فوفقاً لمنظمة بيتا آسيا Peta Asia التي تعنى بالدفاع عن حقوق الحيوان، فإن "أكثر من مليون طائر حمام يُقتل، كل عام، في موسم سباق الحمام في تايوان" (هنا، هنا).
 
وذكرت أن "طيور الحمام تحاول يائسة العودة، خلال السباق المكوّن من سبع جولات كل موسم، إلى الوطن من البحر الشاسع. لكن المسافة بعيدة جدا. وغالبًا ما يتمكن أقل من 1% منها من العودة، خلال الجولات السبع من السباق، بينما يقضي العديد من هذه الطيور الذكية غرقا من جراء الإرهاق، أو في العواصف، أو تُقتل على يد أصحابها لعدم عودتها في الوقت المحدد". 
 
 
 
تجدر الاشارة الى انه سبق ان دقّق صحافيون زملاء في مواقع اخبارية، لا سيما باللغتين البرتغالية والفرنسية، في هذا الفيديو (هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعد انتشاره بمزاعم خاطئة. 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "اطلاق طيور في الهواء من المعامل الجرثومية". في الواقع، الفيديو قديم، بحيث تعود آثاره إلى تشرين الثاني 2017، ويظهر تدريباً بحرياً لطيور حمام السباق في تايوان.