الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صورة لـ"مقاتلة أسقطتها قوات الدعم السريع" خلال معارك السودان؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "مقاتلة اسقطتها قوات الدعم السريع" التي يتزعمها محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، خلال المعارك الدائرة في السودان مع الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: صحيح أنّ قوات الدعم السريع أعلنت الأحد إسقاط طائرة حربية من طراز "أباتشي" في الخرطوم بحري "العزبة"، خلال الاشتباكات ونشرت مقاطع مصورة لها، الا ان الصورة المتناقلة قديمة، بحيث تعود الى 1 آذار 2020، وهي ملتقطة في سوريا. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة تظهر ما يبدو انه طائرة مشتعلة بينما كانت تهوي مخلّفة وراءها دخانا. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "عاجل: قوات الدعم السريع تنجح في اسقاط طائرة مقاتلة". 
 
 
 
 
- معارك طاحنة في السودان -
جاء تداول الصورة في وقت تواصلت المعارك الضارية في السودان، لا سيّما في الخرطوم، بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو، وحصدت في حصيلة أولية أوردتها الأمم المتّحدة 180 قتيلاً و1800 جريح، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس. 
 
وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة منذ السبت في مناطق عدة في البلاد، فيما تدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقارّ لقوات الدعم السريع، القوة التي كانت معروفة بـ"الجنجويد" في عهد عمر البشير وقاتلت الى جانب قواته في إقليم درافور قبل أن تتحول لاحقا قوة نظامية شبه عسكرية.
 
وقد أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، مساء الأحد، أنها أسقطت طائرة حربية من طراز "أباتشي" في الخرطوم بحري "العزبة"، وذلك خلال الاشتباكات العنيفة التي تشهدها البلاد. ونشرت صفحتها الرسمية في تويتر فيديو قائلة: "قوات الدعم السريع تسقط مروحية قتالية تابعة للجيش بالقرب من جسر كوبر بمنطقة بحري" (هنا، هنا، هنا، هنا...).
 

 
 
 - حقيقة الصورة - 
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يقودنا الى مواقع إخبارية، لا سيما تركية، نشرتها في (1) آذار 2020 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وكانت تحمل اسم أحمد غجر Ahmad Ghajar، وتاريخ 1 آذار 2020- إدلب، وذلك ضمن تقارير عن إسقاط قوات المعارضة السورية طائرة حربية تابعة لقوات النظام السوري في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.  
 
 
وبالبحث في مختلف حسابات أحمد غجر، النشاط الاعلامي السوري، في وسائل التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا...)، لم نعثر على الصورة. في المقابل، وقعنا على منشور له، في 1 آذار 2020 (هنا) يطلب فيه "من جميع الأصدقاء حذف صورة الطائرة لأنه تبين انها طائرة استطلاع تركية، وليست حربية رشاشة. ونعتذر عن الخطأ بسبب كثافة الحربيات التي كانت في الجو خلال إسقاط الطائرة".
 
 
ولم يمكن معرفة اي صورة تحديدا قصدها غجر بكلامه. وقد تواصلت "النهار" معه لسؤاله عن الصورة التي حملت اسمه، ولكن من دون جدوى. 
 
ايا يكن، فقد أسقطت قوات المعارضة السورية طائرة حربية لقوات النظام في محافظة إدلب، الأحد 1 آذار 2020، على ما أورد موقع "الجزيرة" (هنا). وقد انتشر فيديو (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) لإسقاط الطائرة يومذاك. 
 
 
يومذاك أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات التركية استهدفت طائرتين حربيتين سوريتين في إدلب، وأن الطيارين هبطوا منهما بسلام، فيما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن "عملية "درع الربيع" العسكرية عقب مقتل 34 من الجنود الأتراك قبل أيام، مؤكداً أن العملية "مستمرة بنجاح" (هنا). 
 
وقد أكّدت وكالة "الأناضول" التركية في وقت سابق الأحد أن طائرة تابعة للنظام السوري أُسقطت في إدلب، بينما أفاد مراسل الجزيرة بأن إحدى طائرتي النظام السوري اللتين أسقطها الجيش التركي في ريف إدلب من نوع سوخوي 24 (هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا ايضا...). 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "مقاتلة اسقطتها قوات الدعم السريع" خلال المعارك الدائرة في السودان مع الجيش بقيادة البرهان. في الواقع الصورة قديمة، بحيث تعود الى 1 آذار 2020، وهي ملتقطة في سوريا. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم