الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"مهاجرة عراقيّة تقبّل يد فتاة بولندية تريد منعها دخول بلدها"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلةبالمزاعم الخاطئة (فيسبوك).
الصورة المتناقلةبالمزاعم الخاطئة (فيسبوك).
A+ A-
"لقطة كارثية مشينة"، وفقا لما توصف به في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي المزاعم المتناقلة، فإن الصورة تظهر "امرأة عراقية تقبّل يد فتاة بولندية تريد منعها دخول بلدها". غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. الصورة لا علاقة لها بالمهاجرين العراقيين العالقين أخيرا عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا. فهي قديمة، اذ ترجع الى 22 آب 2015، وتظهر "امرأة مهاجرة تقبّل ذراع شرطية، بعد عبور حدود اليونان إلى مقدونيا بالقرب من غيفغيليا بمقدونيا". FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تنتشر الصورة بكثافة، في حسابات وصفحات، لا سيما عراقية، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "لقطة كارثية مشينة.  لقطة اليوم أمرأة عراقيه تقبل يد مجنده بولنديه تمنعها من الدخول الى بلدها. عراقيه كانت تعيش في بلد ثاني احتياط في العالم. عراقيه كانت تعيش في بلد ثريّ من بين بلدان العالم...". 

 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار هذه الصورة مع احتشاد مهاجرين يراوح عددهم بين ألفين وثلاثة آلاف شخص، غالبيتهم من كردستان العراق وبينهم أطفال كثر، عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا). وتمنع بولندا المهاجرين العالقين عند حدودها من دخول أراضيها، في وقت يتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بإرسال المهاجرين إلى الحدود ردا على العقوبات التي فرضتها الكتلة على مينسك. 
 
وقد لوّح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الإثنين 15 تشرين الثاني 2021، بفرض عقوبات جديدة على نظام بيلاروسيا، وأبدت بروكسيل عدم ثقتها بالتطمينات التي قدّمتها مينسك بشأن إعادة المهاجرين الموجودين في خيم عند الحدود البولندية "إلى بلادهم"، بعدما اتّهمتها بتدبير تدفّقهم.
 
"هنا نرى الموت كلّ يوم"... شباب يغادرون كردستان العراق سعياً للوصول إلى أوروبا عبر بيلاروسيا
 
- حقيقة الصورة -
لكن الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالمهاجرين العراقيين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وفقا لما يبينه التدقيق فيها. 
 
فالبحث العكسي عنها، بواسطة مختلف محركات البحث، يقودنا الى مصدرها الاصلي، وكالة رويترز، التي نشرتها (هنا، هنا، هنا، هنا) في 22 آب 2015، مع شرح انها تظهر "امرأة تقبّل ذراع شرطية بعد عبور حدود اليونان إلى مقدونيا بالقرب من غيفغيليا Gevgelija بمقدونيا، في 22 آب 2015". تصوير: أوغنين تيوفيلوفسكي Ognen Teofilovski/ رويترز. 
 
 
وقد ذكرت وكالة رويترز، مع الصورة، أن "آلاف المهاجرين اقتحموا حدود مقدونيا، يوم السبت 22 آب 2021، متغلبين على قوات الأمن التي ألقت قنابل صوتية وهاجمتهم بالهراوات، في محاولة غير مجدية لوقف تدفقهم عبر البلقان إلى أوروبا الغربية. وكان البعض أمضى أيامًا في العراء مع القليل من الطعام أو الماء او من دونهما، بعد أن أعلنت مقدونيا يوم الخميس 20 منه حالة الطوارئ وأغلقت حدودها أمام المهاجرين. وكثر منهم لاجئون من الحرب في سوريا ونزاعات أخرى في الشرق الأوسط".
 
 
 
اذاً، الى جانب كون الصورة قديمة، من عام 2015، فإن الشرطية التي تظهر فيها مقدونية من مقدونيا الشمالية، وليست بولندية. ولم تحدّد وكالة رويترز جنسية المرأة المهاجرة او تفاصيل عنها.  
 
يومذاك، عمدت مقدونيا الى "تسيير قطارات وحافلات إلى الحدود لنقل هؤلاء المهاجرين شمالا، حيث عبروا إلى صربيا سيرا على الأقدام"، وفقا لما اوردت وكالة رويترز في تقرير اخباري نشرته مع الصورة في 22 آب 2015 (هنا، وهنا ايضا).
 
 وقد وصل المهاجرون "الذين تأخروا في مقدونيا إلى صربيا خلال الليل، مما مثل ضغطاً على مراكز الاستقبال المؤقتة بالبلاد"، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا).
 
تقع مقدونيا الشمالية جنوب وسط البلقان. تحدها من الشمال كوسوفو وصربيا، ومن الشرق بلغاريا، ومن الجنوب اليونان، ومن الغرب ألبانيا. وعاصمتها سكوبي (هنا، هنا، هنا). وقد شكلت جزءا مما عرف بـ"ممر الهجرة عبر البلقان" الذي مر منه عشرات الآلاف من اللاجئين إلى دول غرب أوروبا (هنا). 
 
 وكان المهاجرون يتدفقون اليها عبر الحدود بمعدل نحو 2000 شخص يوميًا، في طريقهم إلى صربيا، ثم هنغاريا ومنطقة شنغن الأوروبية" (هنا). ووفقا لـ"ريليف ويب"، فقد شكلت مقدونيا الشمالية "ممرا الى أوروبا لآلاف اللاجئين السوريين والأفغان والعراقيين وأعداد من اللاجئين الأفارقة". 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر "امرأة عراقية تقبّل يد فتاة بولندية تريد منعها دخول بلدها". الصورة قديمة، اذ ترجع الى 22 آب 2015، وتظهر "امرأة مهاجرة تقبّل ذراع شرطية، بعد عبور حدود اليونان إلى مقدونيا بالقرب من غيفغيليا بمقدونيا".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم