السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عبارة "إننا نشعر بالأسى على أنفسنا أحياناً" بين جبران ونجيب محفوظ... إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
العبارة كما يتم تناقلها (فايسبوك).
العبارة كما يتم تناقلها (فايسبوك).
A+ A-
العبارة شهيرة في وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت، بحيث تتداولها صفحات وحسابات، وايضا مواقع، منذ اعوام. "ﺇﻧّﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً، ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻨﺎ ﺃﺳﺄﻧﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ، ﺑﻞ ﻷﻧﻨﺎ ﺃﺣﺴﻨﺎ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ". ومنذ 24 ايار 2021، انضم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الى صفوف متداوليها، ناسباً إياها الى الاديب اللبناني جبران خليل جبران، في وقت نسبها آخرون الى الاديب المصري نجيب محفوظ. لكن هذه العبارة ليست لجبران، بتأكيد من متحف جبران في بشري بلبنان. كذلك، ليست لمحفوظ، بتأكيد آخر من متحف نجيب محفوظ تكية أبو الدهب في القاهرة. FactCheck# 
 
"النّهار" سألت من أجلكم 
 
الوقائع: العبارة أخذت بعداً آخر في 24 ايار 2021. الرئيس عون نشر العبارة في صفحته الرسمية في الفايسبوك (هنا)، ناسبا اياها الى الاديب اللبناني جبران خليل جبران. وقد تحول منشوره خبرا في مواقع اخبارية، لا سيما لبنانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بينما حظي بـ755 مشاركة من صفحته. وعلى غرار عون، تنسب حسابات العبارة الى جبران (هنا، هنا، هنا)، بينما تنسبها أخرى الى الاديب المصري نجيب محفوظ (هنا، هنا، هنا، هنا...). وفي الوقت نفسه، ينشرها آخرون من دون اي ذكر لمصدرها (هنا، هنا، هنا، هنا...).  
 
 
 
 
التدقيق: 
يبيّن البحث عن العبارة انها شائعة جدا، في الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، منذ اعوام عدة. وتنتشر بصيغها الثلاث: اما منسوبة إلى جبران (مثل هنا عام 2014، وهنا عام 2016)، اما إلى محفوظ (هنا عام 2016، وهنا في موقع حكم)، اما من دون اي ذكر لمصدرها (هنا، وهنا عام 2014). وقد تواصل التشارك فيها، على مرّ الاعوام، بأشكالها الثلاثة (هنا، هنا، هنا...)، الى أن تجدد أخيرا. 
 
- حقيقة العبارة -
جبران؟ ام محفوظ؟ ام شخص آخر؟ 
 
*المؤكد، أوّلا، ان هذه العبارة "ليست للأديب جبران خليل جبران"، على ما قال مدير متحف جبران في بشري جوزف جعجع لـ"النهار"، موضحاً ان "ايا من أعمال الاديب الراحل لا تتضمن هذه العبارة. ويتم نسبها اليه في شكل خاطئ" (هنا، وهنا ايضا).
 
يقع متحف جبران في منطقة بشري داخل مبنى كان في السابق عبارة عن دير مار سركيس. ويحتوي على مجموعة كبيرة من الغرف الضيقة تضم 440 لوحة ورسوما ومخطوطات أصلية، وأدوات المحترف التي استعملها جبران خلال حياته في الولايات المتحدة. وفي نهاية المتحف، توجد مغارة أراد جبران أن تكون مثواه الأخير. فدفن فيها، وإلى جانبه وُضع مرسمه وطاولة الكتابة التي كان يستعملها، وكذلك كرسيه الخاص وسريره الصغير.
 
*المؤكد، ثانيا، ان هذه العبارة ليست ايضا للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ. وقال وليد العوضي، مدير المكتبات في صندوق التنمية الثقافية: "أجرينا بحثاً عن هذه العبارة، في ما توفر لنا من مؤلفات الكاتب الكبير في متحف نجيب محفوظ "تكية أبو الدهب"، وكذلك الأعمال النقدية في مكتبة الدراسات النقدية بالمتحف، لكننا لم نجدها". 
 
وصندوق التنمية الثقافية يشرف على متحف نجيب محفوظ "تكية أبو الدهب" في حي الازهر بالقاهرة، والذي افتتحته وزارتا الثقافة والآثار الأحد 14 تموز 2019. 
 
 وقد أقيم المتحف في المبنى التاريخى "تكية أبو الدهب"، وبدأ العمل فى تأسيسه منذ عام 2016. ويتكون من طبقتين، ويتضمن قاعة للندوات ومكتبة عامة ومكتبة سمعية- بصرية، وأخرى نقدية تحتوي على دراسات وأبحاث مهمة عن إبداعات نجيب محفوظ، فضلا عن قاعات للأوسمة والميداليات والشهادات التي منحت له، ومتعلقاته وأوراقه الشخصية ومؤلفاته وصوره. 
 
كذلك، سأل مراسل "النهار" في مصر ياسر خليل، مشكوراً، الناقد والكاتب الصحافي المصري محمد شعير عن هذه العبارة، لكونه متخصصا بأعمال الاديب المصري نجيب محفوظ. فشكك في "أن تكون العبارة لمحفوظ"، قائلا انها "لم تمّر عليه، وانا أعرف اعمال محفوظ كلها".  
النتيجة: اذاً، لا صحة ان هذه العبارة الشهيرة المتناقلة هي للأديب جبران خليل جبران، أو للأديب نجيب محفوظ، وذلك بتأكيد من من متحف جبران في بشري، ومتحف نجيب محفوظ في القاهرة لـ"النهار".  
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم