الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"صورة من سوريا لـ1000 طفل قُتلوا في ليلة واحدة بالسارين والكيماوي"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
A+ A-
في المزاعم المتناقلة ان "الصورة حقيقية من سوريا"، وتظهر "1000 طفل قُتِلو في ليلة واحدة في دمشق بسلاح محرم دولياً هو غاز السارين والكيماوي". لقطة تشغل مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، منذ ايام، وتستقطب تفاعلا وتعليقات. غير أنّ هذه الادعاءات خاطئة. فالصورة تظهر، في الواقع، مجموعة من الرفات وضعت في مدرسة بعد جلبها من مقبرة جماعية اكتشفت في الصحراء في ضواحي المسيب، على بعد 50 كلم جنوب بغداد في العراق، في 27 ايار 2003. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: ولد يقفز فوق اكياس بيض حملت ارقاما، على ما يظهر في الصورة، بينما وضعت جنبا الى جنب في قاعة كبيرة. الصورة تنتشر بكثافة في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "هذه صورة حقيقية من سورية لـ 1000 طفل قُتِـ.لو بليلة واحدة بدون قطـ.رة دم في ‎#سوريا بسـ.لاح محـ.رم دولياً وهو غـ.ـاز السـ.ارين والكـ.يماوي وغا.زات مخـ.درة و قاتـ.لة. ‏يومها كان الانترنت مقطوع على أشقائنا العرب وعن العالم لذلك لم يحصلوا على التعاطف".
 
 
 
التدقيق: 
غير ان المزاعم المرفقة بالصورة لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي عن الصورة يقودنا الى خيوط (هنا، هنا، هنا، هنا...) توصلنا الى موقع وكالة Getty Images الذي نشرها في 27 ايار 2003 (هنا)، مرفقة بالشرح الآتي: "المسيب، العراق: طفل عراقي يقفز فوق مجموعة من الرفات في مدرسة، حيث تم جلب جثث من مقبرة جماعية اكتشفت في الصحراء في ضواحي المسيب، على بعد 50 كلم جنوب بغداد، في 27 ايار 2003 في العراق".
 
واضافت: "بقي الناس يبحثون منذ أيام عن بطاقات هوية أو أدلة أخرى بين الهياكل العظمية في محاولة للعثور على رفات أفراد من أسرتهم، وبينهم أطفال، من المقبرة التي يقول سكان محليون إنها تحتوي على رفات مئات الشيعة الذين أعدمهم نظام صدام حسين بعد انتفاضتهم في أعقاب حرب الخليج عام 1991".
 
تصوير ماركو دي لاورو  Marco Di Lauro/ غيتي إيماجز. 
 
 
بدوره ينشر المصور ماركو دي لاورو الصورة مع الشرح ذاته اعلاه في موقعه الالكتروني (هنا). 
 
 
من 17 ايار 2003 الى 31 منه، "تم اخراج 659 رفاتاً من موقع تلك المقبرة الجماعية" (هنا، هنا، هنا). وتشير التقديرات إلى أنه "تم الإبلاغ عن فقد ما بين 10 آلاف و15 الف عراقي في تلك  المنطقة الواقعة جنوب بغداد". 
 
وفي معلومات اوردتها مواقع اخبارية عربية (هنا) يومذاك، عثر أهالي منطقة المسيَب جنوب بغداد على مقبرة جماعية يقولون إنها تعود إلى عام 1991، حين قامت الانتفاضة الشعبية ضد حكومة الرئيس العراقي صدام حسين. وقال الأهالي إن عشرات من الجنود والمدنيين العراقيين أعدموا بشكل جماعي في المكان الذي اكتشفت فيه المقبرة.
 
- أسلحة كيميائية في سوريا -
في 3 حزيران 2021، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمام الأمم المتحدة إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيمائية المحرمة دوليا في ما لا يقل عن 17 مرة خلال الحرب الأهلية السورية (هنا، هنا). 

وقال فرناندو آرياس، المدير العام للمنظمة: "حتى الآن، حققت بعثة تقصي الحقائق في 77 ادعاء- 77 بالفعل – حول استخدام أسلحة كيميائية. وحددت 17 حالة حيث استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا محتمل أو مؤكد".
 
في المقابل، تقدر الولايات المتحدة استخدام نظام الأسد لأسلحة كيميائية 50 مرة على الأقل منذ انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في العام 2013 (هنا).
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان "الصورة من سوريا" وتظهر "1000 طفل قُتِلو في ليلة واحدة في دمشق بسلاح محرم دولياً هو غاز السارين والكيماوي...". في الواقع الصورة تعود الى 27 ايار 2003، وتظهر مجموعة من الرفات وضعت في مدرسة بعد جلبها من مقبرة جماعية اكتشفت في الصحراء في ضواحي المسيب، على بعد 50 كلم جنوب بغداد في العراق. 
 
 

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم