الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة "إطلاق صافع ماكرون بعد إقناع النيابة بأنّ الرئيس الفرنسي يستحق الصفعة؟" FactCheck#

المصدر: النهار
 لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فايسبوك).
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فايسبوك).
A+ A-
يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً يزعم انه "تم اطلاق الشخص الذي صفع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعدما تمكّن محاموه من اقناع النيابة العامة بأن الرئيس لم يلتزم التباعد الاجتماعي، فاستحق الصفعة". غير أن هذا الادعاء مختلق، لا صحة له. فقد حكمت محكمة فرنسية، الخميس 10 حزيران 2021، على داميان تاريل Damien Tarel الذي صفع ماكرون الثلثاء 8 منه، بالسجن 4 اشهر. وفور صدور الحكم عليه، أودع تاريل السجن ليبدأ تنفيذ عقوبته. كذلك، لا صحة للمزاعم حول "استحقاق ماكرون الصفعة لعدم التزامه التباعد الاجتماعي". وقد أقرّ تاريل، خلال استجوابه، بأنّه "تصرّف بالفطرة ومن دون تفكير للتعبير عن عدم رضاه" تجاه سياسة ماكرون. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف التشارك في صورة وفيديو  يظهر فيهما داميان تاريل، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أُرفقا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "تم اطلاق سراح الشخص الذي صفع الرئيس الفرنسي بعد ان تمكن محاموه من اقناع النيابة أن الرئيس ماكرون لم يلتزم بإجراءات الاحترازية، ومنها التباعد الجسدي، ولذا يستحق الصفعة".
 
 
 
 
 
التدقيق: 
الثلثاء 8 حزيران 2021، صفع الشاب داميان تاريل Damien Tarel الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الوجه، أثناء زيارة لجنوب شرق فرنسا في ثاني محطات جولته في أرجاء البلاد، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس" في تقرير (وهنا ايضا). 
 
و"قد صُوّر الحادث ونُشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتظهر المشاهد ماكرون خلال زيارته لمدينة تان ليرميتاج في مقاطعة دروم، يقترب من مجموعة من الأشخاص احتشدوا وراء حواجز. وعندما همّ ماكرون بمصافحة رجل، امسك الأخير بذراع الرئيس وبدا أنه يصفعه على خده الأيسر، بينما كان يصرخ من أجل نهاية فترة حكم "ماكروني"- وهو مصطلح ازدرائي استخدمته الصحافة الفرنسية لرئاسة ماكرون (سي أن أن). 
 
وتدخل الحراس الشخصيون لماكرون سريعا. وأوقف شخصان على الأثر، هما موجه الصفعة داميان تاريل، وهو من أبناء المنطقة ويبلغ 28 عاما، ورجل آخر من العمر نفسه، على ما أفادت النيابة العامة (أ ف ب).



-  هل أُطلق تاريل بعدما تمكّن محاموه من اقناع النيابة العامة أن الرئيس ماكرون لم يلتزم التباعد الاجتماعي، فاستحق الصفعة، كما يتم زعمه؟ 
 
كلا، هذه المزاعم مختلقة. والصورة والفيديو المتناقلان لتاريل، لا يظهرانه بعد "اطلاق سراحه"، كما يتم زعمه.
 
فالبحث عن الفيديو الذي يظهر فيه تاريل، يبيّن أن مصدره الأصلي هو برنامج Quotidien الذي يقدمه يان بارتيس Yann Barthès، ويبث على محطة TMC المملوكة لشركة الإعلام الفرنسية القابضة Groupe TF1. وقد صُوِّر الثلثاء 8 حزيران 2021، "قبل 4 ساعات من توجيه تاريل الصفعة الى ماكرون"، وفقا لما افاد البرنامج في حسابه في تويتر (وهنا ايضا). 
 
والصورة المتناقلة لتاريل هي لقطة شاشة من هذا الفيديو. وهذا يعني اذاً ان الفيديو والصورة يعودان الى توريل قبل توقيفه، اثر اعتدائه على ماكرون.  
 
 في واقع الامر، بقي تاريل موقوفا منذ الاعتداء الذي نفذه الثلثاء على ماكرون، اذ قررت النيابة العامّة تمديد فترة حبسه ورفيقه آرثر.س، بعدما وجّهت إليه تهم تتعلّق بممارسة "أعمال عنف، لم تتسبّب بعجز، ضدّ شخص يتولّى سلطة عامة" و"من أجل مواصلة عمليات التحقّق"، وفقا لما أعلن أليكس بيرين، المدّعي العام لمنطقة فالنس. 
 
وقد مثل تاريل، الخميس 10 حزيران، امام احدى محاكم مدينة فالنس الجنوبية، التي أصدرت بحقه حكما بالسجن مدة سنة ونصف السنة، منها 14 شهرا مع وقف التنفيذ، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس. 
 
وقد اتبعت المحكمة في قرارها توصية المدعين العامين بسجن المدعى عليه 18 شهرا. لكنها قالت بعد جلسة سريعة إنه يجب أن يقضي أربعة منها فقط وراء القضبان.
 
وفور صدور الحكم، أودع تاريل السجن ليبدأ تنفيذ عقوبته، وفقا لما ذكرت "فرانس برس".
 
- هل الدافع وراء صفعة تاريل هو "عدم التزام ماكرون اجراءات التباعد الاجتماعي"، كما يتم زعمه في المنشور؟ 
 
كلا. فقد أقر تاريل، خلال استجوابه، بأنّه "تصرّف بالفطرة ومن دون تفكير للتعبير عن عدم رضاه" (تجاه سياسة ماكرون).
 
وافاد أنّه قريب من "حراك السترات الصفر"، وأنّه يشاطر "معتقدات سياسية تقليدية لليمين أو اليمين المتطرف"، من دون أن يكون له أي انتماء حزبي أو حركي.
 
 
كذلك، أقر بأنه فكر مع صديقين له بإلقاء بيضة أو قالب حلوى على الرئيس خلال زيارته منطقة دروم، وفق ما ذكرت قناة "بي اف ام"، مشيرا الى انزعاجه من قرار ماكرون بالحضور للترحيب به - "تكتيك انتخابي لم أقدّره".
 
 وخلال جلسة الاستماع، عرّف تاريل عن نفسه بأنّ "لديه شريكة حياة، بدون أطفال، بدون مهنة". وأقرّ بأنّه "وجّه ضربة إلى رئيس الدولة وتلفّظ بكلمات تندّد بسياسته". 
 
ووفقاً للمدّعي العام  بيرين، فإنّ تاريل ورفيقه آرثر. س "غير معروفين لأجهزة القضاء أو الاستخبارات"، لكنّهما عضوين في جمعيات محلّية "تعنى بفنون الدفاع عن النفس، والعصور الوسطى، وعالم المانغا"، القصص المصوّرة اليابانية.

وأمام المحكمة، اعتبر تاريل العاطل عن العمل، والذي يعيش على إعانات الدولة مع صديقته المعوقة، بأن ماكرون "يمثل تردي البلاد" (وكالة فرانس برس). 
 
ولم يظهر البحث عن تاريل اي ذكر او اشارة الى "عدم التزام ماكرون التباعد الاجتماعي فاستحق الصفعة"، كما يتم زعمه. وهذا يعني اذاً ان هذه المزاعم مختلقة، على غرار المزاعم الخاطئة حول إطلاق سراح تاريل. 
 
النتيجة: كلا، لم يُطلَق صافع ماكرون "بعدما تمكّن محاموه من اقناع النيابة العامة أن الرئيس لم يلتزم التباعد الاجتماعي، فاستحق الصفعة". داميان تاريل ينفّذ حكما بالسجن 4 أشهر، أصدرته بحقه محكمة فرنسية الخميس 10 حزيران 2021. وقد أقرّ تاريل بأنّ صفعته هي "للتعبير عن عدم رضاه".   
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم