هل هدّدت طالبان بـ"تلقين إيران درساً لن تنساه"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

التصريح منسوب الى المتحدث باسم حركة طالبان، ويتضمن تهديداً. "سنلقن ايران درسا لن تنساه ابدا"، وفقا لما جاء في خبر يتناقله مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي. غير أن هذا التصريح ملفّق، ولم يدلِ به المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: ينتشر التصريح، منذ 1 كانون الاول 2021، في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): "الأن متحدث بأسم طالبان يقول سنلقن أيران درسأ في الحروب لن تنساه ابدأ والحرب نحن صناعها"، وايضا "عاجل متحدث بأسم طالبان يقول سنلقن ايران درسأ لن تنساه ابدأ". 
 
 
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار هذا التصريح مع اندلاع اشتباكات بين مقاتلي حركة طالبان الأفغانية وعناصر حرس الحدود الإيراني، الأربعاء 1 كانون الاول 2021، بسبب "سوء فهم حدودي"، وفقا لما ذكرت وكالة تسنيم الايرانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
وافادت أن "الاشتباكات وقعت بعد ظهر الاربعاء في منطقة شغالك قرب ولاية نيمروز... وتعود أسباب الخلاف إلى إقامة جدران داخل الأراضي الإيرانية خلال السنوات الماضية وعلى بعد مئات الأمتار من الحدود مع أفغانستان من أجل مواجهة المهربين والعصابات الخطيرة".
 
من جهتها، أكدت طالبان وقوع الاشتباك مع حرس الحدود الإيراني. وقال بلال كريمي، نائب المتحدث باسم الحركة للإعلام المحلي، إن الاشتباكات وقعت في المنطقة الحدودية بين البلدين في محافظة نميروز.
 
ونشرت وكالات أنباء أفغانية مقاطع فيديو للاشتباكات التي استخدم خلالها الجانبان الأسلحة الخفيفة. ونقلت وكالة "أسواكا" عن مصادر أن حدة الاشتباكات ازدادت ما دفع السكان المحليين إلى الفرار من المنطقة.
 
كذلك، ذكرت وكالة "أماج نيوز" الأفغانية أن مواجهات مسلحة مكثفة تدور في قضاء كانغ بولاية نيمروز شمال أفغانستان، حيث طلبت طالبان من السكان المحليين مغادرة منازلهم.
 
 
- حقيقة التصريح -
ولكن صرّح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بـ"أننا سنلقن ايران درسا لن تنساه"؟ 
 
كلا. 
 
فالبحث عن التصريح المزعوم في الحساب الرسمي لمجاهد في تويتر (هنا) يبين ان لا اثر له. 
 
كذلك، لا أثر للتصريح في مواقع اخبارية، لدى البحث عنه بكلمات مفاتيح بالعربية والانكليزية والبشتوية. 
 
في الواقع، أصدر مجاهد بيانا، في 1 كانون الاول 2021 (هنا، هنا)، بشأن "سوء التفاهم الذي حصل عند الحدود بين أفغانستان وإيران"، فأكد أنه تمت السيطرة عليه (هنا). وقال إنه "حصل الأربعاء، في المنطقة الحدودية لولاية ‎نيمروز مع ‎إيران، سوء تفاهم بين حرس الحدود من الجانبين".
 

وأضاف أنّ "الوضع الآن بات تحت السيطرة بعد تفاهم الطرفين". وأشار إلى أنه "تمّ إعطاء المسؤولين في الإمارة الإسلامية التوجيهات اللازمة لرفع سوء التفاهم الذي حصل بين الطرفين".
 
ولم يتضمن بيانه، بوضوح، اي لغة تهديد لايران. 
 
 
كذلك، لم نعثر، في تصريحات اخرى لنواب للمتحدث باسم طالبان، مثل بلال كريمي واحمدالله وثیق، على اي تهديد لايران يومذاك (هنا، هنا، هنا).
 
واكتفى وثيق بنشر البيان ذاته الذي نشره مجاهد في حسابه (هنا)، معلنا ان "الاشتباكات انتهت مساء، ولم ترد انباء عن وقوع اصابات لدى الجانبين" (هنا).  
 
في ذلك اليوم، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أنه تم احتواء خلاف حدودي بين سكان المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان. وأضاف أن احتواء الخلاف تم بتنسيق بين قوات البلدين (هنا، هنا ايضا).
 
 
النتيجة: اذاً، غياب أي اثر للتصريح المنسوب الى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، والذي يزعم انه "هدد فيه ايران بتلقينها درسا لن تنساه"،  يعني ان هذا التصريح ملفق، ولا اساس له.