مقتدى الصدر "يصل"، وتصريح للحارس الشخصي للبابا، وقبلة للعلم اللبناني؟ الأخبار الكاذبة تلاحق فرنسيس إلى العراق

رافق الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس للعراق، من 5 آذار 2021 الى 8 منه، انتشار منشورات خاطئة ومضلّلة، منها صورة وفيديو أُخرجا من سياقهما. كلا، البابا فرنسيس لم يقبّل العلم اللبناني في العراق، كما زعم مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي. والادعاء أن "الحارس الشخصي للبابا فرنسيس" نقل عنه كلاماً بعد زيارته المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، ادعاء لا دليل على صحته. أمّا الفيديو الذي نُشر بمزاعم أنه يظهر "وصول الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى بيت السيستاني بعد رفض بابا الفاتيكان" فقديم، ويعود الى عام 2016، وسياقه مختلف تماماً. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
1- البابا لم يقبّل علم لبنان في العراق - 
المزاعم: "البابا يقبّل علم لبنان في العراق". وقد نشرتها صفحات وحسابات، لا سيما في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بصورة للبابا فرنسيس مقبلا العلم اللبناني.  
 
 
غير أن صورة البابا فرنسيس مقبلا العلم اللبناني لا علاقة لها بالعراق. وقد التقطت له في 2 ايلول 2020، في الفاتيكان. ونشرتها يومذاك مواقع اخبارية لبنانية وصفحات وحسابات لبنانية، خصوصا ذات طابع مسيحي، بينما نشرت أخرى صورا مماثلة للبابا مع العلم اللبناني، من زاوية أخرى (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد اشرنا بالاحمر الى الأشخاص نفسهم في الصورة التي يقبل فيها البابا العلم، وفي صورة أخرى كان يحمله.
 
 
 
من قدّم العلم الى البابا فرنسيس في الفاتيكان هو الأب جورج بريدي المرسل اللبناني. في ذلك اليوم، دعا البابا فرنسيس الى أن يكون يوم الجمعة 4 أيلول 2020 يوما عالميا للصوم والصلاة من أجل لبنان، وذلك مع مرور شهر على انفجار بيروت، قائلا إن "لبنان يواجه خطرا كبيرا ويجب عدم التخلي عنه". 
 
2- كلام لحارس البابا"؟ 
المزاعم (من دون تدخل أو تصحيح): "الحارس الشخصي لبابا الفاتيكان: عندما خرجنا من منزل سماحة السيد علي السيستاني سمعت البابا يتكلم ويردد مع نفسه يقول كم هذا الرجل عظيم". وقد نشرتها صفحات وحسابات، خصوصا عراقية، (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقتها بعضها بفيديو يظهر لقاء البابا فرنسيس والمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في النجف، السبت 6 آذار 2021. 
 
 
 
 
لكن هذا الكلام المنسوب الى "الحارس الشخصي للبابا فرنسيس" لا دليل على صحته، ولا شيء يثبته. الفيديو الذي أرفق بتلك المزاعم لا يُسمَع فيه اي كلام مماثل، ولم نجد اي أثر لهذا التصريح المزعوم في اي مواقع اخبارية عربية وغربية ووكالات عالمية واكبت زيارة البابا فرنسيس للسيستاني. 
 
ايا يكن، فقد تكلم البابا فرنسيس صراحة، خلال حديثه الى الصحافيين في الطائرة، في طريق العودة الى روما الاثنين 8 آذار 2021، عن لقائه السيد السيستاني، قائلا عنه انه "رجل متواضع وحكيم". وأضاف: "لقد أبدى احتراما كبيرا خلال لقائنا وهذا يشرفني. فهو لا يقف ابدا للترحيب بزواره، لكنه وقف لالقاء التحية علي مرتين". وتابع: "هذا اللقاء أراح نفسي".
 
وأوضح الحبر الأعظم أن "ذلك شكل رسالة عالمية شعرت بأن من واجبي أن أقوم بحج الإيمان والتوبة هذا ولقاء رجل كبير حكيم رجل دين تقي، وكان ذلك جليا فقط بمجرد الاستماع إليه".

وتابع: "إنه شخص يتمتع بالحكمة والخفر. قال لي إنه لم يعد يستقبل منذ عشر سنوات الزوار الذين لديهم أهداف سياسية أو ثقافية بل يستقبل فقط الذين لديهم دوافع دينية" (وكالة فرانس برس، 8 آذار 2021). 
 
 
3 - "مقتدى الصدر لم يصل" -
المزاعم (من دون تدخل أو تصحيح): "وصول مقتدى الى بيت سيد السيستاني بعد رفض بابا فاتيكان وتم رفضه من السيستاني"، وايضا "البابا يرفض اللقاء بالسيد مقتدى الصدر"، و"وصول مقتدئ صدر لبيت السستاني ورفض البابا استقبال مقتدئ". الفيديو التي تنشره صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا)، يظهر فيه زعيم "التيار الصدري" في العراق مقتدى الصدر مغادرا مكانا ما، وسط حشد من مرافقيه.
 
 
 
غير أن هذه المزاعم مختلقة، لا اساس لها. فالبحث عن المقطع المصور، لا سيما باستخدام كلمات مفاتيح، مثل مقتدى الصدر والسيستاني، يضعنا أمام حسابات في يوتيوب (هنا، هنا، هنا) نشرت الفيديو ذاته في 9 تشرين الاول 2016، مع شرح أنه يتعلق بزيارة اجراها الصدر للسيستاني وحضوره مجلس عزاء في منزله، وذلك "في ذكرى استشهاد الامام الحسين".  
 
 
 
وقد نشر يومذاك موقع "بغداد تايمز" لقطة شاشة من الفيديو يظهر فيها الصدر (وهنا ايضا.