"طبيب إيطالي يبرّئ نفسه من كورونا ويحذّر من اللقاح"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

أثار فيديو لطبيب إيطالي بلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم لتضمّنه معلومات غريبة عن فيروس كورونا ولقاحاته من شأنها أن تعزّز نظريات المؤامرة التي تلقى رواجاً منذ ظهور الوباء. لكن المعلومات المعروضة في هذا الفيديو والتي تداولها مئات آلاف المستخدمين، لا أساس لها من الصحة.
 
بدأ انتشار هذا الفيديو في أواخر آب 2020. وقد شاركه مستخدمون مع تعليقات باللغات  الإنكليزية والإسبانية والصربية والبولونية والماليزية والإندونيسية.

وكتب مشاركوه باللغة العربية في تعليقهم: "‏طبيب إيطالي أو كبير أطباء إيطاليا يبرّئ نفسه من كورونا ويحذّر من اللقاح".
 
ويظهر في الفيديو رجل يرتدي قميصاً أبيض جرى التعرّف إليه على أنه  "دكتور روبيرتو بيتريلا". ويقول في التسجيل الذي يمتدّ على ستّ دقائق إنّ كوفيد-19 أعدّ "لإبادة 80% من سكان الأرض" وإن فحوص PCR غير فعالة في الكشف عن وجود الفيروس. ويحذّر من أن اللقاح سيصيب من يتلقونه بالفيروس الذي سيقضي عليهم أيضاً. 
 


 من هو الطبيب الظاهر في الفيديو؟
روبيرتو بيتيرلا طبيب أمراض نسائية معروف أصلاً بمواقفه المعارضة للقاحات المضادّة لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، بحسب تقارير وسائل الإعلام الإيطالية.

ماذا يقول الخبراء؟
لا أساس من الصحّة للادعاءات التي أوردها بيتيرلا في مقطعه المصوّر، بحسب ما أكد عدد من الخبراء لوكالة فرانس برس.

وفي ما يلي عرض لادّعاءاته وردّ الخبراء عليها:
 
*كوفيد-19 هو اسم مشروع لتقليص سكان العالم؟ خطأ
يقول الطبيب بيتريلا إن كوفيد-19 هو اختصار لعبارة "شهادة تلقيح بالذكاء الاصطناعي"، وإن رقم 19 يشير إلى السنة التي أنشئ فيها المشروع الهادف إلى تقليص سكان الأرض والتحكم بهم.

لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

فقد أطلقت منظمة الصحة العالمية اسم "كوفيد-19" على المرض الذي يسببه فيروس "سارس-كوف-2" وهو  آخر الفيروسات التي تم اكتشافها من سلالة كورونا.

ويجمع الاسم بين كلمات كورونا (كو) وفيروس (في) و"مرض" بالإنكليزية أي Disease (د) مع إضافة رقم 19 للإشارة إلى السنة التي ظهر فيها. 

وفي 12 شباط 2020، كشفت المنظمة الأممية عن اسم المرض الذي ظهر في آخر 2019.

ومع تفشي وباء كوفيد-19 اجتاحت نظريات المؤامرة مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن "مشاريع للتحكم بالبشرية أو تقليص أعداد السكان". وغالباً ما نسبت هذه المشاريع لمؤسس مايكروسوفت بيل غيتس.

وسبق أن نشرت وكالة فرانس برس تقارير عدّة لدحض هذه المزاعم.

*اللقاح يُضعف المناعة ويقتل من يتلقاه؟ خطأ 
يدّعي الطبيب في الفيديو أن حملة التلقيح "ستصيب الجميع بمرض خطير وستُضعفهم"، وتؤدي بالتالي إلى الوفاة. كما يدّعي أن الفيروس سينشط مجدداً "في البيئة المحصّنة التي سيجد نفسه فيها"، وأن ما ستُحقن به البشرية هو أسوأ اللقاحات على الإطلاق".

لكن هذا الادعاء غير صحيح.

فقد قالت فانيسا براينت الاختصاصية في علم المناعة في "معهد والتر وإليزا هال للأبحاث الطبية" لوكالة فرانس برس: "راودتنا مخاوف نظرية في المراحل الأولى لتطوير اللقاح أنه قد يتسبب باستجابة مناعية ضارة تعرف باسم (التعزيز المعتمد على الجسم المضاد أو تعزيز المرض). لكن التجارب أثبتت العكس".

وأضافت: "تبددت المخاوف مع تقدم التجارب السريرية التي شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص من حول العالم".

لا يمكن الاعتماد على فحص الكشف عن كوفيد-19 

 
*وقد طالت ادعاءات بيتريلا الفحوص التي تعمل بتقنية تفاعل البوليمراز التسلسلي (PCR)، فقال إنه لا يمكن الاعتماد عليها، ولا يمكنها الكشف بدقة عن وجود فيروس سارس كوف-2 المسبب لكوفيد-19.

لكن هذا الادعاء غير صحيح

فالفحص المرجعي الوحيد اليوم والأكثر استخداماً للكشف عن الفيروس هو فحص PCR الذي يتمّ عبر إدخال قشة في الأنف لسحب عينة وفحصها.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في حزيران 2020 أن هذا الفحص "يكشف عن المادة الجينية لفيروس سارس كوف-2 المسبب لكوفيد-19". ويُعرف من خلاله إذا كان الشخص مصاباً. وفي كانون الثاني/يناير 2020 زودت الصين بالتسلسل الجيني الكامل للفيروس ما سمح لعدد من المختبرات بإنتاج هذه الفحوص المستخدمة على نطاق واسع في أقطاب العالم للكشف عن حالات الإصابة".

ويفحص هذا الاختبار أجزاء دقيقة جداً من المادة الجينية للفيروس، وهو حساس بما فيه الكفاية لكشف مستويات متدنية جداً من الفيروس قبل ظهور الأعراض، بحسب براينت.

ويقول خوان كارابيادا، الباحث في المجلس الوطني للأبحاث التقنية والعلمية والعضو في الرابطة الأرجنتينية لعلم الفيروسات، إن لهذا الفحص "حسناته وسيئاته. لكن ممّا لا شك فيه أنه يكشف عن جينوم الفيروس".

خدمة تقصّي صحّة الأخبار، وكالة فرانس برس