الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صورة لـ"شباب زحلة في أرمينيا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فيسبوك).
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فيسبوك).
A+ A-
لقطة لرجال بثياب عسكرية. وفي المزاعم المتناقلة، "هؤلاء شباب لبنانيون أرمن يشاركون في المعارك بين أرمينيا وأذربيجان"، وايضا "هؤلاء  شباب زحلة في ارمينيا". غير ان "هذه المزاعم لا اساس لها"، بتأكيد صاحب الصورة طوني أوريان لـ"النهار". وقال: "هؤلاء الرجال ليسوا أرمن لبنانيّين أو من زحلة، بل رجال أرمن من أرتساخ كانوا عند الجبهة. وقد التقطت معهم الصورة خلال جولتي في المنطقة لتوثيق الأحداث" في ناغورني قره باغ. FactCheck#
 
"النهار" دققت وسألت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ساعات، تكثف التشارك في الصورة عبر صفحات وحسابات (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، في وقت تحظى بتفاعل واسع معها، بالعربية والانكليزية. وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "الله يحميكن شباب زحلة في ارمينيا"، وايضا "أعداد كبيرة من الشباب اللبنانية الأرمن راحوا يشاركوا بالمعارك بين ارمينيا وأذربيجان..."، و"مجموعة من الرجال اللبنانيين يقاتلون من أجل أرمينيا ضد أذربيجان".  
 
 
التدقيق: 
يقود البحث عن الصورة المتناقلة الى مصدرها الأصلي: صفحة طوني أوريان Tony Oryan في الفيسبوك (هنا). تاريخ النشر: 6 تشرين الاول 2020. 
 
 
وقد أجرت "النهار" اتصالا بأوريان الموجود في ناغورني قره باغ، لسؤاله عن الصورة ومكان التقاطها وهوية الرجال الظاهرين معه في الصورة (يبدو فيها الى اليمين). فأفاد انه التقطها خلال وجوده عند احدى الجبهات في ارتساخ" (التسمية الارمينية لناغورني قره باغ)، خلال جولته في المنطقة، "كشاهد لتوثيق الاحداث الجارية هناك، بواسطة الصورة والكلمة، وايضا لرفع معنويات الناس هناك وتشجيعهم"، على قوله. 
 
ومن يكون الرجال الذين يظهرون معه في الصورة؟ أجاب: "انهم رجال من ارتساخ، أرمن. وأشهد أمام الله أن ايا منهم ليس لبنانيا او من زحلة، كما يتم زعمه خطأ في وسائل التواصل الاجتماعي". ويتدارك: "ارتساخ دولة ذات سيادة، ولها شرعية تدافع بواسطة جيشها عن اراضيها، ولم تطلب دعما بالسلاح أو مقاتلين متحمسين من الخارج". 
 
وقد أرسل الينا أوريان صورا اخرى له، خلال جولته على خطوط الجبهة في ناغورني قره باغ.
 

 
 
في 3 تشرين الاول، نشر اوريان، في صفحته في الفيسبوك، صورة له في الطائرة خلال توجهه الى ناغورني قره باغ. وقد ارفقها بالتعليق الآتي: "أرض جدودي عم بتناديني". وتوضيحا لذلك، يقول اوريان إن "أصولي أرمينية. غير انني لا أملك الهوية او الجنسية الارمينية". وما دفعه الى الذهاب إلى ناغورني قره باغ هو "انسانيتي، الى جانب ما يربطني بتلك الارض، اي اجدادي".     
 
 
خلال جولته في "أرض الاجداد"، بلغت الى مسامع أوريان الضجة حول صورته عند الجبهة "والمزاعم الكاذبة" المتناقلة حولها. وقد نشر تسجيلا أكد فيه أن "سلاحي الوحيد هوي صور الحقيقة الفتاكة بوج رصاص الحقد والنفاق..."، على ما كتب. 
 
 
-زحلة-
"النهار" دقّت أيضا أبوابا في زحلة. وقد أكد مصدران أرمنيان مطلعان في قضاء زحلة ان "هؤلاء الشباب الظاهرين في الصورة ليسوا من زحلة او من البقاع، بخلاف ما يتم تداوله في وسائل التواصل. ولا معرفة لنا بهم".  
 
-يعقوبيان-
تأكيد آخر على لسان المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط فيرا يعقوبيان التي قالت لـ"النهار" ان "هؤلاء الشباب الظاهرين في الصورة لا علاقة لهم بلبنان. والكلام المتداول ان شبابا أرمن لبنانيين وسوريين يشاركون في المعارك في ناغورني قره باغ حقيقته هو ان هؤلاء من عائلات أرمنية، خصوصا سورية، غادرت سوريا الى أرمينيا خلال النزاع في الاعوام الماضية، لا سيما عامي 2012- 2013، وسكنت هناك ولديها الجنسية الأرمينية. واذا انتشرت صور لهؤلاء الشباب، فهذا يعني انهم يعيشون في أرمينيا، ويعملون هناك، ويدرسون هناك".   
 
وأضافت: "الامر ذاته ينطبق على الشباب الأرمن اللبنانيين. خلال الاعوام الأخيرة، غادر عدد كبير منهم الى أرمينيا، وهذا ليس سرا، وهم يحملون الجنسية الارمينية. بعضهم يدرس او يعمل هناك، والبعض الآخر يخدم في الجيش الارميني، لكونه يحمل الجنسية الارمينية. وبالتالي من الطبيعي ان يدافع المواطن الارميني عن أرضه. وهو ليس مرتزقة في أرضه. المرتزقة هم العرب الذين جاؤوا من سوريا وليبيا ليحاربوا مع أرذبيجان ضد ارمينيا، كأداة بيد دولة ليقاتلوا دولة أخرى". 

وأكدت انه "ليس صحيحا ان شبابا أرمن لبنانيين يتوجهون إلى أرمينيا للقتال ضد أذربيجان". وأوضحت ان "من غادر في الفترة الأخيرة هم عائلات أرمنية سافرت خوفا اثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، وتحمل الجنسية الارمينية". ونبهت الى ان "من لا يملكون الجنسية الارمينية لا يحق لهم السفر الى أرمينيا، خصوصا في ظل تفشي وباء كورونا. وهذا يؤكد عدم سفر لبنانيين لا يحملون الجنسية الارمينية الى أرمينيا في المرحلة الاخيرة". 
 
وربطت المزاعم المنتشرة على وسائل التواصل بشأن شباب لبنانيين غادروا الى ارمينيا للقتال، "ببروباغندا تركية لتبرر انقرة من خلالها ارسالها مرتزقة عرب سوريين وليبيين للقتال باسم الاتراك مع أذربيجان، مما اثار انتقادات دولية لها". 
 
كذلك، حاولت "النهار" التواصل مع السفارة الارمينية، ولكن لم نوفق.  
 
النتيجة: المزاعم أن الصورة "تظهر شبابا من زحلة في ارمينيا"، مزاعم خاطئة، بتأكيد من مصدرها طوني أوريان. الصورة "التقطت عند إحدى الجبهات في ارتساخ"، وفقا لما يفيد، و"الرجال الظاهرون فيها ليسوا أرمن لبنانيّين أو من زحلة، بل رجال أرمن من أرتساخ". 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم