الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"مكتب السيستاني ينشر بالخطأ صورة له مع بابا الفاتيكان قبل لقائهما ثم يحذفها"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة المتلاعب بها مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فيسبوك).
الصورة المتناقلة المتلاعب بها مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فيسبوك).
A+ A-
يدعي مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي أن "مكتب السيد السيستاني نشر بالخطأ صورة لبابا الفاتيكان مع السيد السيستاني، ثم حذفها، الامر الذي يثبت ان جميع الصور السابقة مفبركة ومرتبة". غير أن هذه المزاعم خاطئة. الصورة التي يظهر فيها البابا فرنسيس مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني مركبة، متلاعب بها. ويظهر في الصورة الأصلية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع السيد السيستاني، وهي تعود الى 1 نيسان 2019. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصورة تكثف، عبر صفحات وحسابات، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). ويبدو فيها البابا فرنسيس والسيد السيستاني مجتمعَين. وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "مكتب السيد السيستاني ينشر بالخطأ صورة بابا الفاتيكان مع السيد السيستاني ثم قاموا بحذف الصورة وهذا الامر يثبت ان جميع الصورة السابقة هي مفبركة ومرتبة"، وايضا "صورة مسربة من لقاء البابا فرنسيس والسيستاني قبل اللقاء نفسه". 
 
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن نشر هذا المنشور والصورة مع زيارة تاريخية يبدأها البابا فرنسيس للعراق، اليوم الجمعة 5 آذار 2021 وتستمر الى 8 منه، "حاملا معه رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذرا في التاريخ في المنطقة، والتي عانت لعقود ظلما واضطهادات، وساعيا الى تعزيز تواصله مع المسلمين" (وكالة فرانس برس، 5 آذار 2021). 
 
وللمرة الأولى في التاريخ، يزور رأس للكنيسة الكاثوليكية مدينة النجف الأشرف في جنوب العراق، حيث يلتقي المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني البالغ 90 عاماً، والذي لا يحبذ الظهورات العلنية. 
 
ولقاء البابا فرنسيس والسيد السيستاني يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، السبت 6 منه، في خطوة تتماهى مع هدفه تعميق الحوار الأخوي مع شخصيات إسلامية مهمة (وكالة فرانس برس، 3 آذار 2021).
 
- حقيقة الصورة- 
غير أن الصورة المتناقلة للبابا فرنسيس والسيد السيساني، قبل لقائهما السبت 6 شباط، مركبة، متلاعب بها، والمزاعم المرفقة بها لا اساس لها. 
 
البحث العكسي عن الصورة، بواسطة غوغل، يبين انها انتشرت قبل نحو  ثلاثة اسابيع على الاقل، في شباط 2021، بحيث نشرتها حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، في وقت أعلنت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، في 8 شباط، برنامج زيارة البابا فرنسيس للعراق من 5 آذار 2021 الى 8 منه. وتابعت السلطات العراقية ترتيبات الزيارة البابوية، بحيث استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سفير الفاتيكان لدى بغداد ميتجا لسكوفر، للبحث فيها...  
 

 
- تلاعب رديء- 
كذلك، يجب التنبه الى عنصر فني مهم في الصورة. انظروا جيدا. الصورة كأنها مقسومة قسمين: جزء نقي يظهر فيه السيستاني، بينما الجزء الذي يظهر فيه البابا فرنسيس فقد تغبّش بوضوح، وافتقد الى النقاوة التي نراها في الجزء الآخر. هذا التفاوت المشبوه بين جزئي الصورة دليل على تلاعب ما فيها. 
 
 
 - الصورة الأصلية -
البحث العكسي عن الصورة المتناقلة، بواسطة غوغل، يضعنا فوراً أمام الصورة الأصلية منشورة في مواقع اخبارية لبنانية وعراقية (هنا، هنا، هنا...) في 1 نيسان 2019، بحيث يبدو فيها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع السيستاني.
 
وبالتالي هذا يعني ان الصورة المتناقلة مركبة، تم التلاعب بها عبر استبدال الرئيس بري بالبابا فرنسيس. 
 
 
قبل ظهر ذلك اليوم، "استقبل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والوفد المرافق له"، وفقا لتقارير اعلامية. وقال بيان لمكتب المرجع إن "الرئيس الضيف هنأ المرجع السيسيتاني بما حققه العراقيون من انتصار باهر في حربهم على داعش وتمكنهم من تحرير اراضيهم من سيطرة هذا التنظيم الارهابي. وشكره المرجع الاعلى على تهنئته. واشار الى التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي لتحقيق هذا الانتصار التاريخي".  
 
واليكم مقارنة بين الصورتين: المتلاعب بها (ادناه الى اليمين)، والاصلية (الى اليسار). 
 
 
ماذا عن صورة البابا فرنسيس؟ 
البحث في الانترنت يوصلنا الى الصورة الاصلية التي تم اقتطاع صورة البابا منها وتكبيرها، لصنع منها الصورة المتلاعب بها. وهي تعود الى 25 تشرين الثاني 2019، 
وتظهر "البابا فرنسيس خلال لقائه إمبراطور اليابان ناروهيتو في القصر الإمبراطوري في طوكيو"، وفقا لشرح أرفقته بها وكالة Getty Images ناشرتها (تصوير سيرو فوسكو Ciro FUSCO/ وكالة الصحافة الفرنسية AFP، عبر Getty Images). 
 
 
وتأكيدا لذلك، اليكم مقارنة بين صورة البابا في الصورتين الاصلية (ادناه الى اليسار)، والمتلاعب بها (الى اليمين). وقد اشرنا بالاحمر الى عناصر متشاركة بينهما. 
 
 
 
النتيجة: كلا، لم ينشر مكتب السيد السيستاني بالخطأ صورة لبابا الفاتيكان مع السيد السيستاني، ثم حذفها، الامر الذي يثبت ان جميع الصور السابقة مفبركة ومرتبة، كما يتم زعمه. الصورة التي يظهر فيها البابا فرنسيس مع السيد السيستاني مركبة، متلاعب بها. ويظهر في الصورة الأصلية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع السيد السيستاني، وهي تعود الى 1 نيسان 2019.
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم