الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"برنامج سيمبسون تنبّأ بمعارك السودان"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
المتداول: صورة من برنامج "سيمبسون" الكرتوني الاميركي تظهر، وفقا للمزاعم، انه "تناول الاحداث الحالية في السودان في حلقة عُرضت قبل سنوات"، وذلك دليلا على انه "تنبأ بمعارك السودان". 
 
الا أنّ هذا الزعم لا أساس له. 
 
الحقيقة: الصورة تعود الى الحلقة 7 من الموسم 22 من برنامج عائلة سيمبسون، بعنوان How Munched is That Birdie in the Window. وتظهر السيد بيرنز يتلقى رسالة عبر الحمام الزاجل "راي"، متسائلا عما اذا كانت تتعلق بـ"تحديث عن حصار الخرطوم". والمقصود به الحصار الذي نفذه المهديون من 13 آذار 1884 الى 26 كانون الثاني 1885. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة تظهر شخصية كرتونية جلست وراء مكتب، وهي تكتب، بينما وقفت الى جانبها حمامة رُبطت بها رسالة. وكتب على الصورة: "ربما يحمل أخبارا عن حصار الخرطوم. وقد تكثف التشارك في الصورة أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "هذه الحلقة تم عرضها مند سنوات تتحدث عن ما يحدث في السودان!!". 
 
 
 
- معارك السودان -
جاء تداول الصورة في وقت تسود حال من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 نيسان بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه دقلو الملقب "حميدتي".
 
وقد أسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً في دارفور في الغرب، عن 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة يُعتقد أنها أقلّ بكثير من الواقع، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
 
الأربعاء، طالب المفوّض الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أسفه لـ"إخفاق" المنظمة في وقف الحرب في السودان حيث تقوّض المعارك المستمرة جهود ترسيخ الهدنة.
 
 
 - حقيقة الصورة - 
الا ان الصورة المتناقلة من برنامج "سيمبسون" لا علاقة لها بكل هذا، وليست دليلا على تنبؤ البرنامج بمعارك السودان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث يقودنا اليها (هنا) في الحلقة السابعة من الموسم 22، التي عرضت في 28 تشرين الثاني 2010. وكانت بعنوان ?How Munched is That Birdie in the Window (هنا). وتدور قصتها حول حمام يطير الى منزل عائلة سيمبسون خلال عاصفة رعدية. فيهتم بارت بعلاجه، ويقرّر الاحتفاظ به كحيوان أليف، بعدما تعلق به، ويسميه راي (هنا). 
 
 
وبعد تدريب راي على نقل الرسائل، يستخدمه بارت وهومر في تنفيذ العديد من المقالب، مثل إرسال رسائل، احداها الى السيد بيرنز تقترح عليه "أداء رقصة باليه بدون ملابس". 
 
 ولدى وصول الحمام راي الى السيد بيرنز Mr. Burns، يقول الاخير: "آه، حمام زاجل. ربما تحديث عن حصار الخرطوم/  Ahh, a carrier pigeon Perhaps an update on the Siege of Khartoum، قبل ان يقرأ الرسالة (هنا). وينفذ ما طلبته منه، مؤديا رقصة من دون ملابسه (التوقيت 3.27 - هنا). 
 
وما قصده السيد بيرنز بعبارته عن "حصار الخرطوم"، ليس المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية حاليا، بل ما يُعرف بـ"معركة الخرطوم أو سقوط الخرطوم، وهو غزو قامت به قوات المهدي، بقيادة محمد أحمد لمدينة الخرطوم، تحت السيطرة المصرية. وسيطرت مصر على المدينة قبل فترة من الوقت، لكن الحصار الذي خطط له ونفذه المهديون من 13 آذار 1884، حتى 26 كانون الثاني 1885 كان كافياً لإخراج المدينة من سيطرة الادارة المصرية. وبعد عشرة أشهر من الحصار، عندما اقتحم المهديون المدينة، قُتل جميع أفراد الحامية المصرية إضافة إلى 4 آلاف مدني سوداني" (هنا، هنا...).
 
والسياق الذي جاء فيه تساؤل السيد بيرنز عن "تحديث عن حصار الخرطوم" هو انه "في حلقات أخرى، بدا ان مسقط رأسه هو بانجيا، ويشير نشيده الوطني إلى أنه كان من النمسا- هنغاريا، وغير مدرك لانهيارها في الحرب العالمية الأولى". وبسؤاله عن حصار الخرطوم، اشارة الى "أنه كان على علم بالأحداث الجارية منذ عام 1884"، وفقا لشرح (هنا). 
 
وليست المرة الأولى التي تنتشر أخبار خاطئة عن "تنبؤات" مزعومة لبرنامج سيمبسون، ونشرت "النهار" و"النهار العربي" مقالات تدقيق حولها. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم